بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حـصـاد الإنـتـرنـت » ثم اعتقلت ! من أجمل مقالات الخفاش الأسوّد !

حـصـاد الإنـتـرنـت حصاد شبكة الإنترنت و المواضيع المنقولة

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 04-11-2007, 10:09 PM   #1
الــنــهــيــم
عـضـو
 
صورة الــنــهــيــم الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2003
البلد: بين دفات الكتب !
المشاركات: 11,880
.. [ ثم اعتقلت ! ] .. من أجمل مقالات الخفاش الأسود .. قصة واقعية طريفة !



أنهيت درسي في علوم الحاسب الآلي، والذي كان مقرراً على منسوبي وزارة الداخلية بالدور الخامس والأخير من الوزارة يوم الأربعاء الموافق 17 صفر من عام 1425هـ الساعة الواحدة والنصف ظهراً، عدت إلى منزلي وقد خنقني طريق الملك فهد بزحامه الغريب غير المطاق ولا المفسر ! الشريان الحيوي لمدينة الرياض، والذي ننثر فوق إسفلته بقايا أخلاقنا وتضحياتنا وإيثارنا لحقوق الآخرين على حقوقنا ! كنت جائعاً للغاية وجهازي العصبي ينبهني إلى وجوب تناول شيءٍ من طعام الغداء، أو سد رمق هذه المعدة بما تيسر ولو من شرابٍ، إضافةً إلى إرهاق الدرس والمتابعة لتطبيقات كل متدربٍ أمام جهازه الحاسوبي .



وصلت المنزل قبيل صلاة العصر بحوالي 45 دقيقةٍ تقريباً، ولم أركن إلى لذيذ نومٍ لاقتراب موعد الصلاة، دفعت بردٍّ أو ردين أو ثلاثةٍ إلى منتدى الساحة العربية لا أذكر فحواهما بطبيعة الحال، لكنني كنت أتوجس شراً من هذا اليوم لأسبابٍ خفيةٍ لا أعرف حقيقة مصدرها . ربما كانت بقايا حاستي السادسة ! الله أعلم .



ولعل أبرز ما عزز تلك المخاوف من هذا اليوم، اتصالات مريبة انهمرت على منزلي وهاتفي المحمول قبل إلقاء القبض عليّ، لا سيما مع استعار حرب الجهات الأمنية على ما يوصف حينها بالإرهاب، ومطاردة المطلوبين أمنياً من رؤوس ( الفئة الضالة ) كما يطلق عليهم، وتتبع مريديهم من المتعاطفين معهم أو المتورطين في تقديم خدمات الدعم اللوجستي لهم، نسيت أن أخبركم، أثناء خروجي من وزارة الداخلية رأيت بعض أفراد حراسات الوزارة، يوزعون كتيباتٍ خضراء اللون، فيها صوراً ومعلومات عن المطلوبين أمنياً في تلك الحقبة، على رأسهم رأس الهرم، المطارد رقم واحد ( عبد العزيز المقرن ) والذي سقط قرب أستاد رعاية الشباب بحي الملز قبل عامين ونصف، في معركةٍ طاحنةٍ دارت رحاها بعد منتصف الليل .



طلبت من أم أيوب حفظها الله وجزاها عني خيراً، أن تسخن لي ما تيسر من غداء الأمس تمهيداً لملأ هذه البطن الجائعة بما أحل الله جل وعلا وذلك بعد الصلاة، أذن المؤذن لصلاة العصر، توضأت وحملت كتابي الموسوم ( بموسوعة الآداب الشرعية ) الجزء الثاني ( فقدته في سجن الحائر ) وكتبت تنازلاً عنه أنني لا أطلب الدولة إياه بعد خروجي من السجن !



خرجت باسم الله من الباب الداخلي للمنزل الموصل إلى فناء البيت، ومن ثم الباب الخارجي الجنوبي، توجهت إلى بيت الله آمناً مطمئناً غافلاً عما يحاك حولي ويدبر ! أو ما تمت حياكته وتدبيره وتفصيله وخياطته ! وفي الطريق إلى المسجد الذي يبعد عن مسكني بضعة أمتارٍ توقفت سيارة جيب لونها أبيض نوعها رنج روفر، ترجل منها قائدها وأحد مرافقيه، كانا غايةً في الدماثة والأخلاق والحق يقال، تقدم إلى أحدهما ( أهديته نسخةً من كتابي ) انتحار حمار مذيلةً بتوقيعي بعد اعتزالي من غشيان المنتديات .



ألقى عليّ تحيةً من عند الله مباركةً طيبةً قائلاً : الشيخ حسن !؟ ومد يده مصافحاً مبتسماً محرجاً، صافحته وصافحت رفيق دربه وقد غلب على ظني أنه مستفتٍ أو تائهٍ أو صاحب حاجةٍ، لكنه كان كما قال الأول :



وكان ما كان مما لست أذكره – فظن شراً ولا تسأل عن الخبر



بغيت أقول له : سم طال عمرك، فتوى، عقد نكاح، تطليق، تزكية، مشورة، ترجيح أقوال وش تبي بس آمر !؟ لكنه قطع عليَ حبل أفكاري بقوله : معك الرائد فلان من الإدارة العامة للمباحث ! وهذا زميلي النقيب علان من نفس الإدارة !؟ حتى تلك الساعة لم أستوعب مقولته، كان جل همي منصب على درس العصر والتوجه إلى المسجد لأداء الصلاة، قطعت حبل خواطري مستعيداً رباطة جأشي وقلت له : خيراً ؟



قال : اركب معنا ولا تكن ….. اركب معنا وتفضل ! قلت له : الصلاة يرعاك ربي !



قال : سنصلي بحولٍ من الله .



اعترضت : دوائي من البيت، لا بد لي من إحضاره فأنا لا أتحرك بدونه ؟



قال : سنعود بعد دقائقٍ فلا تقلق !



لم أجد بداً من الركوب معهما في تلك السيارة ذات الأبواب الثلاثة، دار محرك السيارة وانطلقنا نسبر أغوار الحي على غير هدىً من مسيرٍ، وطوال وقت دوراننا كان صاحبنا يسألني : من في المنزل ؟ وهل هناك من ضيوفٍ وما إلى ذلك ؟



أجبت : زوجتي وبناتي وشغالة استعرناها من إحدى المدارس للعمل باليومية !



كان يرمق المرآة في حذرٍ وترقبٍ وحسٍ أمنيٍ عالٍ، خوفاً على نفسه من مطاردة أحد المطلوبين له أو أحد القتلة، أو خوفاً من تحرير رهينته ( حضرتي يعني ) ثم قطع حبل توترنا بقوله : سمعنا عنك كل خيرٍ وسمعتك في الحارة زي سمعة خام برنت في الأسواق العالمية !



قلت له : ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس، ولكن أكثر الناس لا يشكرون، ثم رفع قيداً حديدياً فضي اللون وقال لي : يا شيخ حسن : عادةً نحن نكبل كل من ألقينا عليه القبض بهذا القيد، ولكن نظراً لسمعتك الطيبة وأخلاقك العالية، فإنني لن أستعمل معك هذا القيد .




بغيت أقول له : علينا يا مناحي، بس هونت لأنني لم أرى منه إلا كل خيرٍ حتى ساعة إلقاء القبض، والله جل وعلا يتولى السرائر . توقفت المركبة بنا قرب مستشفى دلة بالحي، الجهة الشمالية الشرقية منه تحديداً، وهناك انتظرنا في صمتٍ وترقبٍ وبطأٍ مصيرنا المجهول ! ولم أكن أدري أن بقية الغيث في طريقه إلينا .



كان المكان يطل على طريق الملك فهد، وكان بالإمكان رؤية الغادي والرائح من شمال مدينة الرياض إلى جنوبها والعكس كذلك أيضاً، وفجأةً قطع حبل تأملاتنا في ذلك الطريق الغريب طلائع سيارات دفعٍ رباعيٍ مضللة، ومدرعة واحدة خاصة بمكافحة الشغب، وما أدري كم جمس، وسيارة واحدة تويوتا عليها مدفع رشاش عيار خمسين أو هكذا خيل إلي!، غير أنها كانت طلائع فتحٍ مبينٍ لا شك في ذلك، ويا لتلك الكوكبة الرائقة الرائعة ! شعرت بالفخر والكرامة والعزة والسؤدد، لقد تلقفتني أيدٍ أمينةٍ بلا ريبٍ !



ظننت والظن أكذب الحديث أن هناك عمليات دهمٍ متعددةٍ في الحي والضواحي المجاورة لأوكار الضلالة، ولم يدر في خلدي أنني أزعجت السلطات لدرجة الاستعانة بقوات حفظ السلام الدولية في إقليم كوسفو ! لكن هذا الذي كان !



قال لي صاحبي الذي ألقى علي القبض : أرجو أن لا تقلق من هذا الجمع المبارك !؟



قلت له : معذرةً، الأمم المتحدة هذه جاية علشاني !؟



قال : اللهم نعم ؟



قلت له : يا خوي ترى إقليم دارفور في السودان مو في حي النخيل !



قال لي : يا أخي أنا عبد مأمور والشكوى لله، فلا تبتئس بهذه البروبجندا ! يقال إن ( رادوفان كراديتش )حق صرب البوسنة قالطٍ عندك أمس ومتعشي !؟



قلت له : يا أخي لو اتصلت عليّ لجئتك أنا والجيران، وما له داعي الكلافة ! كلفتم على الدولة والمباحث، وقوات حفظ السلام الدولية حقتكم ! لم يعلق بشيءٍ، اكتمل حضور الجمع، واستوفى فريق المداهمة نصابه تمهيداً لعملية الدهم، ومن ثم أرادوا التحرك، فقلت له معترضاً : أنا أقترح ألا تتحركوا إلا بعد الصلاة، لسببين، الأول : سمعتي بين الناس والتي سمعت عنها كل خيرٍ كما قلت، والثانية : الحفاظ على سمعتكم ومظهركم العام أمام جماعة المسجد، تداهمون وقت الصلاة !؟ ما يصير يا خوي، أخاف الهيئة تمسكم !



الشباب استحسنوا الاقتراح وقالوا لي : يجيي منك يا الإرهابي كارلوس !



قدّرنا انقضاء وقت الصلاة ثم دار المحرك وهممنا بالمسير إلى الوكر الذي أقطنه ! وفجأةً … جاء أحد رجال الأمن يعدو مسرعاً ثم توقف أمام المركبة وهو يلهث، أشار إليّ مخاطباً صاحبنا قائد المركبة : اسأله الآن فوراً عن أمرٍ وقع في منزله الآن !!؟ وصدقت فعلاً أن أسامة بن لادن كان في ضيافتي عصر ذلك اليوم !!……..



يتبع …………………….
__________________
[POEM="type=0 color=#000000 font="bold medium 'Simplified Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]لمتابعتي عبر التويتر أو الانستغرام: @ibradob[/POEM]

آخر من قام بالتعديل الــنــهــيــم; بتاريخ 04-11-2007 الساعة 10:24 PM.
الــنــهــيــم غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 10:11 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)