لاشك أن خسائر البورصة في عامي 2006-2007 وخاصة في دول الخليج قد أضر بملايين المستثمرين وخسارة مئات المليارات .. ولن أخوض في أسباب الخسارة ( البكاء على اللبن المسكوب ) ولكن سأطرق الموضوع من جهة أخرى لعل الباقي يتعض ولا ينزلق مرّة أخرى فتصيده شراك المتلاعبين في السوق ..
تعود الناس على الربح السريع في بورصة الأسهم بغض النظر عن قيمة الشركة وأداءها فلا يهمهم إلا الأرباح العالية التي يأخذونها ..
ومن مخاطر انتشار قيم المضاربة واستهداف الربح السريع بين المتعاملين في البورصة : أنها تصنع طبقة لها سمات ( سلوكيات ) خاصة من الصعب أن تتخلى عنها بسهولة .. فمن تعوّد على الربح السريع لن يقبل أن يبذل مجهودا من أجل الحصول على العائد ..
والنتيجة الطبيعية عندما تصاب البورصة بالركود أو تحدث بها مشكلة تعطل ما اعتادوا عليه من أرباح سريعة بالبورصة , فإنهم يتحركون إلى أسواق أخرى لتحقيق أغراضهم التي تعودوا عليها مثل سوق العقار أو الأراضي أو العملات الأجنبية ..
وتأتي الخطورة هنا أنهم يخلقون طلبا غير حقيقي ( وهمي ) بتلك الأسواق مما يرفع الأسعار بها إلى الإرتفاع ( نفس النصّابين الذين لعبوا في سوق البورصة سيكملون تلاعبهم في سوق العقار ) حيث أن تلك الأسعار المرتفعة غير حقيقية وستنعكس سلبا على الإقتصاد العام للبلد .. لأن هذه الفقّاعة ( سوق العقار ) سرعان ماتنهار وتؤدي إلى كارثة مثل كارثة البورصة بل أشد لأن من دخل في العقار بعد خسارته في البورصة سيستدين ويقترض ليعوض خسارته فتأتي النتيجة بالعكس فتغرقه أكثر ...
( هذا الكلام بتصرف من مقالة لممدوح الولي .. وقمت بالزيادة عليها .. )
وأنا أنصح الجميع بالتروي .. انظروا إلى ماحدث في سوق العقار في أمريكا فالبنوك تعاني من خسائر بالمليارات نتيجة الاقتراض للمساكن .. والبيوت الان تباع في المزادات بحوالي 60% من قيمتها على حسب الولاية .. والأخبار الآن تؤكد أن أوربا سينهار فيها سوق العقار وخاصة بريطانيا ..
فلا تنخدعوا بكل ناعق يقول أن سوق العقار سيرتفع .. ومازلت أذكر في الثمانينات كيف ارتفع سوق العقار ارتفاعا جنونيا وأعرف من اشترى أرض لاتساوي 400 الف ريال بحوالي 900 الف ريال وبعد سنتين نزلت قيمة الارض الى 300 الف ريال .. وما أخشاه أن تتكرر المأساة .. والله المستعان