[(ابن السلام]

يمر أخواننا المسلمون في غزة بمحنة عظيمة وضائقة كبيرة تحزن القلوب وتبكي العيون من ضيق في المعيشة وقلة في الأدوية الطبية الأساسية وتقطع في التيار الكهربائي وفوق هذا كله قتل وتشريد وتدمير يمارسه اليهود الغاصبون المجرمون الذين لم يحترموا شرعية دولية ولا حقوقا إنسانية بل انتهكوا كل القوانين والتشريعات التي يتغنون بها ويتغنى بها العالم الغربي المتحظر!!!
نسأل الله جل وعلا نسأله وهو القادر القوي الذي لا يعجزه شي في الأرض ولا في السماء أن يرد كيد اليهود في نحورهم وأن يفرق جمعهم وأن يشتت شملهم ويكسر شوكتهم ونسأله أن يمكن المجاهدين من رقابهم
اللهم إننا نسألك ياأرحم الراحمين ياحي ياقيوم أن تلطف بإخواننا المسلمين في غزة وأن ترفع البلاء عنهم وأن توحد صفهم وكلمتهم على الحق وأن تنصرهم على عدوهم
وهذا بيان من الشيخ البراك حول هذا الموضوع



الشيخ عبدالرحمن البراك

25/10/1428


الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده:

فلا يخفى على المتابعين لما يحدث في هذه الأيام في فلسطين لاسيما أهل غزة من تسلط العدو الكافر الغاضب ومَن وراءه من دول الكفر على الشعب المظلوم وضربهم بحصار اقتصادي فقدوا بسببه الضروريات من الماء والكهرباء والأقوات ولايخفى مايصيب المستضعفين من الرجال والنساء والصبيان من الضرر والمعاناة بسبب ذلك الحصار فحال المسلمين في غزة حال عظيمة من البلاء فقد مستهم البأساء والضراء.

فمن الواجب على المسلمين أن يتذكروا حال إخوانهم هناك، وأن ينصروهم نصراً مبيناً، بمد يد العون والمساعدة لهم كل بما تجود به نفسه، وإن من مصارف الصدقة والزكاة التصدق على أهل الثغور المرابطين والسعي في تفريج كرباتهم، والوقوف معهم في محنتهم وهو مانهيب بإخواننا المسلمين كافة أن يفعلوه، وأن لايحقروا شيئاً من المعروف.

لذلك نذكر المسلمين أن يقفوا مع إخوانهم في هذه الظرف العصيب ويرعوا وشائج الدين والرحم وحق الإخوة الإيمانية كما قال تعالى: "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ"(التوبة: من الآية71) وقال – صلى الله عليه وسلم – : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).



فعلى ذوي اليسار من المسلمين الذين أنعم الله عليهم بسعة الرزق أن يرعوا حق هذه الإخوة بمد يد المساعدة لإخوانهم ويغتنموا هذا الموسم المبارك شهر رمضان الذي يجود فيه الرب على عباده بمضاعفة حسناتهم وكان الرسول – صلى الله عليه وسلم – أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان، فارحموا ترحموا، والراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء يا أمة الإسلام.
كما نوصي إخواننا في غزة وفي فلسطين كافة أن يصبروا على ما أصابهم وأن يلجأوا إلى الله بالتضرع وإظهار الفاقة بين يديه سبحانه فإنه تعالى قريب مجيب يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، كما نوصيهم بتقوى الله والتوكل عليه والاعتصام بحبله وتجنب أسباب الفرقة فإن ذلك سبب النصر والفرج.

نسأل الله أن يلطف بنا وبهم ويفرج كربتهم وينصرهم على عدوهم فإنه تعالى نعم المولى ونعم النصير. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

وكتبه
عبدالرحمن بن ناصر البراك