[AZZOZ-23]

بسم الله الرحمن الرحيم
في الحقيقة لا أعرف ماذا أقول ولا من أين أبدأ فكل شخص يصوغ القصة بأسلوبه وأكثر الذين عايشوها فقدوا أسلوبهم المعتاد ..
ربما تسألون : لماذا ؟
دعوني أخبركم : إنه بسبب فراق شخصية نادرة شخصية عزيزة على قلوبهم خاصة في أروقة المدرسة .
لا تظنون أن هذه الشخصية قد ماتت !! فلو ماتت لكان عزاؤنا (إنك ميت وهم ميتون) ..

سألت أحد الذين عايشوا القصة وقد ارتسم على وجهه حزن عميق : مالي أراك مهموما على غير عادتك ؟
فقال والعبرة تخنقه : أبو أحمد لن يكون أستاذنا العام القادم !
تملكتني الدهشة واحتبس لساني من هول ما سمعت فلا أظن أن أحداً سيكون في مثل قدراته ومدى احترام الطلبة له خاصة في مادة الرياضيات .
وبعد برهة قلت له : لماذا ألأنه أجنبي ؟
فرد علي : ربما فأنا لا أعرف السبب .
ودعته وكلي أمل أن يكون الخبر مجرد إشاعة تناقلتها الألسن فوصلت إلي .

ومع بداية العام الدراسي الجديد أكد لي هذا الخبر دخول أستاذ جديد إلى فصلنا وفي ثنايا حديثه قال : أخوكم فلان آل فلان معلم الرياضيات ؟!
خرجت زفرة من صدري تقول : أبا أحمد وداعاً ..
وفي هذه اللحظة تحطمت كل ذرة أمل كنت أرجو بها أن يكون الخبر غير صحيح .
ومع بداية الأسبوع الثاني بدأت أشعر بالفرق ..
فرق بين خبرة بضع سنوات وخبرة أكثر من عشرين سنة ..
نعم فهذا الفرق يكفي لأن يحكم أي الأستاذين أفضل ؟
لا تظنون من كلامي هذا أنني أنقص من قيمة المعلم الجديد ولكن لأطرح سؤالاً على مسؤول الحركة في إدارة التربية والتعليم بمنطقة القصيم :
هل لإبعاد أبي أحمد مصلحة للطلاب ؟
فأنا لا أتكلم بلساني فقط بل بلسان أغلب طلاب الصف الثالث ثانوي في مجمع الخليج التعليمي ببريدة .


من هو أبو أحمد ؟
- معلم لمادة الرياضيات مصري الجنسية .
- بدأ التدريس في مصر ولمدة لا تقل عن 5 سنوات .
- انتقل بعدها للتدريس في السعودية حيث مكث أكثر من 15 سنة ولا يزال .
- بدأ التدريس في المجمع عام 1426 – 1427 هـ ولمدة سنتين بعدها حدثت المأساة وانتقل إلى مدرسة في ( المليدا ) .
يصف وضعه بعد انتقاله فيقول : أنا الآن كالسمكة إذا أخرجت من البحر تبدأ في الإضطراب حتى تموت ؟!


- كان من يراه ويتكلم معه يعرف بعد ذلك أنه رجل لا كالرجال ..
- كان ولا زال إذا طلب منه خدمة في أي مجال قادر عليه لم يقصر بل ويتفانى في ذلك .


عفواً لو ظللت أسرد لكم ما عرفته عنه خلال المدة التي قضيتها معه لما انتهيت ولا أملك في نهاية المطاف إلا أن أبعث رسالتين :
الأولى لأبي أحمد .. والثانية لمسؤول الحركة في إدارة التربية والتعليم بمنطقة القصيم :

1) رُويدَكَ لا تـــــأســـــــف ولا تـــتَـنـَدَّمِ إذا أنكرَ الجُهَّالُ فَضلَ المعلِّمِ
أرى الدهرَ قد ساوى جهولاً وعالماً وما نالَ أهلُ العِلمِ أيسَرَ مَغنم

2) وأبعدته إبعادَ جاني عظيمةٍ وقد كان يُستدعَى زماناً و يُسْتدنَى