|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
14-11-2007, 03:53 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 722
|
.: ليلة في البريّة " تجد العجب !" :.
في ليلة قمرية من ليالي ربيع 1427هـ كان ضوء القمر يملئ أرجاء المكان وكانت الأرض حديثة عهد بمطر , وكان الجو يميل إلى البرودة الشديدة .. وأنا أسير في البريّة ومعي أحد الأحبة تحديداً كنا نسير في (الدهنا) في وقت متأخر من الليل يشارف على الساعة الواحدة صباحاً , وكانت الأرض مكسوّة بالخضرة ولكن يحول بيننا وبينها ظلام الليل مختلطاً بضوء القمر الخافت , توقفنا في أحد الخباب .. ترجلت من السيارة وكذا فعل صاحبي فلفحت وجوهنا نسمات الهواء البارد برائحة المطر متمازجا مع رائحة الربيع فكان جواً كما يقال .:شاعري :. وما هي إلا لحظات حتى استسلمنا للنوم .. ومع طلوع الفجر كان البرد قارصاً جداًً لدرجة أن الماء تجمد وبعد جهد استطعنا إخراج الماء وتوضئنا وصلينا الصبح وبعدها جلسنا عند (الضويّة) وبدأت أتفحص صاحبي وإذا به قد لبس ما هب ودب من " شراب , بجامة , ثوب صوف ..الخ " فضحكت وقلت له أنت تحب نفسك كثيراً , وأنا قبل ذلك حصنت نفسي ولكن كنت أقل من صاحبي (للأمانة) .. كان الجو غائماً ولكن لم يمنع أشعة الشمس من التسلل أحياناً ثم تختفي أحيانا أخرى والبرد لا يزال شديد , جمعنا متاعنا وركبنا السيارة وبدأنا نجوب الأرض يمنة ويسرة والمناظر بديعة .. وأنا أسير في منطقة أقرب ما تكون إلى (خبة الدخول) فرأيت أغناماً عن يميني مجتمعة بطريقة غريبة فتعجبت منها وتقدمت نحوها .. فلما وصلت إليها جفلت وتفرقت وفوجئت .. حينما بدا لي شخص جالسٌ بين الأغنام والغريب أنه حافي القدمين خفيف اللباس وكان مستلقي على ظهره , سلمت عليه فلم يرد السلام بل لم يتحرك مع كوني قريباً منه فنزلت مسرعاً ولما وقفت فوق رأسه سمعت أنينه وكان الجو بارداً والساعة الآن التاسعة صباحاً , كلمته فجلس بصعوبة ورد علي بصوت ضعيف متعب وأخبرني أنه راعي لهذه الأغنام من الجنسية الهندية , أسرع صاحبي بإشعال الضوء وأعطيناه ملابس يتقي بها من البرد وأعطاه صاحبي حليب دافئ وأطعمناه فتحسن قليلاً وكان صوته مبحوحاً لكن أفضل من قبل , سألته لماذا أنت مستلقي على الرمل البارد بهذه الملابس الخفيفة ؟ فكلمني وعبراته تسبق عباراته ..يقول منير : أنه لا يملك ملابس وكل يوم يعتقد أنه سيموت من البرد ويجمع الأغنام حوله لتشعره بالدفء ولو نسبياً , سألته عن "كفيله" فقال لا يأتي إلا قليل ويضربه ويوبخه , والراتب لا تسأل عنه , قمنا من عنده بعد أن أعطيناه بعض الأطعمة وودعناه , ركبنا السيارة وكلانا لا ينبس ببنت شفه أنا لا أعلم أين متجه بل مستغرق في التفكير .. وخطر ببالي عدة أسئلة : ما ذنب هذا المسكين ؟ أين من يحفظ له حقوقه ؟ وغيرها كثير .. أما كفيله .. فأقول إن لم يردعك الدين فأين الإنسانية . • وغير هذا الراعي كثير بل بعضهم يُسرقون ويُذهب بهم للبادية رعاه .. كتبه :قلب الأسد آخر من قام بالتعديل قلب الأسد; بتاريخ 14-11-2007 الساعة 04:03 PM. |
الإشارات المرجعية |
|
|