…:: | (( بـيـن جـنـبـات الـقـبــور .. )) | ::…
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
والنفس تتوق حيث كان الأحبة ، ولو تحت الثرى !
ألم يأتِ أحدكم يوما سمع خبرا ، ورآه عينا .. ثم ظنه أنه إنما حلم .. ؟
18/3/1428 هـ ،
الجمعة ..
فجرا .. وبعد الصلاة ..
ألقيتُ بجسدي على فراشي ، وأصبحتُ كجثة هادمة ، من تعب ليلة مضت ..
دي ديد .. دي ديد .. رسالة جوال ، وهو الذي أهوى سماعه دائما ..
لأنه إما أن تكون خيوطا نسجها الخليل فأرسلها ؛ راجيا أن تصل ..
وإما حروف تتقاطر من جنباتها الحكمة ، وإما خلٌ يداعبك القول ويمازحك الكلم ..
وما أسوأها إن كانت : لقد اقتربت من الحد الائتماني !!
أو سدد تلافيا لقطع الخدمة !
وليتها كانت ..
فتحتُ الرسالة ، وقلبت البصر فيها ، وأخذت أعيده علي أجد الفطور هناك أو هناك ..
ثم رجعته كرة أخرى .. !!
آه ، ما أسوأها ، مزحة على العيار الثقيل في هذا الصباح ..
" لقد توفي الأخ عبدالله الصقعوب ، أبو محمد ( أفكار ) إثر حادث مروي .. وسوف يصلى عليه ظهر الجمعة "
ويحك ، أبهذا تمزح علي ، وأنت تعلم من أنا ..
هكذا جعلتها تحلق له ، عله يتراجع عن قراره الذي أصر عليه فيما بعد ..
دفناه ، وأهلتُ عليه التراب ، وخرجت من المقبرة موليا ..
وأنا والذي نفسي بيده لم أصدق أني دفنتُ أبا محمد .. !
وأكاد أقول : إنه حلم ، وإن أبا محمد ذهب لخيله التي اعتاد أن يذهب إليها ..
ثم سيعود .. وكيف لا ؟ وقد واعدته الأسبوع القادم أن نذهب سويا إليها ..
دعوكم فإنما أنتم الذي تهذون ، وأنا الصحيح وحدي !
تماما ، كما تسلي الأم ولدها الذي فقد أباه ..
6/11/1428 هـ ..
دخلت المقبرة .. ومن قبر لقبر ..
هذا القبر لا يتعدى حجم الكف ، وذاك كبير جدا ، يأخذ الرجلين ..
وترى العجب العجاب ، ومن فقد عمره في زهرة الشباب .. وقد تخطفته يد الموت ..
إلى يوم البعث والنشور ..
ووقفت على ضفة ذلك القبر ..
الذي لي معه الحكايات والقصص ..
أولسنا الذين أثرنا النقع دهرا .. ؟
أو لسنا الذي لعبنا الكرة في المدرسة سنين .. ؟
ألم نتحدث سويا عبر الماسنجر ، لنتبادل التصاميم ، ونناقش الأفكار ؟
أو تذكر تلك الكتب ، التي طلما لاعبتها أناملك .. ودغدتها أصابعك الطويلة .. ؟
واهاً لنظارتك ، كم شكت إليك طول القراءة ، وملل التأمل .. ؟
واسأل عنها سير أعلام النبلاء ، الذي أتت عليه كله ..
آآه ، ومن يسأل الفرشاة ؟ من يشاطرها الألم ؟
من يسليها ويتحدث لها عن حبيبها ، الذي ظل يعانقها وتعانقه .. ؟
لك الله ايتها الفرشاة ، لتك تعلمين من لم يعد يحملك بعد الآن ..
ومن ذهب فلم يعد يخط على لوحة الذكرى نقوش الحب ..
أتذكر تلك الطبخة ؟ في شواهق الجنوب ..؟
والضباب يعانق الشفاه ، ويقبل كلا منا ..
أتذكر بسمتك ؟ التي من رآك حسدك عليها ؟
بسمة بيضاء ، تكاد تستل قلبك ، فتأخذه وتذهب به معها .. إلى .. إلى حيث تريد .. !
أهكذا فعلت الدنيا .. ؟
ويح الدنيا ! ماذا جنينا منها إلا الهم والأذى ..
والحزن والشوق .. والصبابة والدنف .. !
ويحها ، طبعت على كدر ، ومن يمسح ذاك الطبع ؟
أكاد أراك في نجم الليل إذ بدا ..
نجم الليل ، وما لي ونجم الليل ؟
إذا ما طل نجم الليل يروي ، ليَ الذكرى أريقُ الدمع مجبر ..
وأبكي خل عمري من فراق ، غدا بين الأخلاء مقدر ..
فيا خليَ إن الشوق يجري ، بقلبي مثل ما الماء تحدر ..
دع النجم يمضي حيث يريد ؛ فليس يثير فيّ إلا الحزن ..
" اللهم اغفر له وارحمه .. وأكرم نزله ..
واحشرنا وإياه في زمرة الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين .. وحسن أولئك رفيقا "
قلتها ، ثم مضيت لا ألوي على شيء ... !
أبو الولـيـد ..
وفـي الـذكـرى بـقـيـة ..
__________________
.. أعبدَ الله يا نجمًا تهاوى ** ويا قمرًا تبدّى ثم غــابْ
أيا خلاً طواه الموتُ عنّا ** لكم فرحت بلقياك الصحابْ
..
لا تنسوا الدعاء لأخيكم العضو أفكار بالرحمة والمغفرة .
آخر من قام بالتعديل الفارس الملثم; بتاريخ 16-11-2007 الساعة 11:52 PM.
|