[ابوشادي]

في عرف مجتمعاتنا العربية نعرف أن البحث عن التميز الشخصي يكون ظاهرياً بعيداً عن تميز

الداخل فالبحث عن أواخر الموضة والبضاعة المطروحة هو عنوان التميز لدينا.

بينما في البلاد المتقدمة تقنياً يكون البحث عن التميز هو في احترام النظام واحترام الذات , ومن احترام

الذات رسم الطريقة السليمة للتعامل مع من حولك ,

فدأب المجتمع لدينا في حب السيطرة في كل شيء حتى في الفكر فلنا الحق في فرض آرائنا وليس لأحد

أن يبدي رأيه , ولنا الحق في إصدار حكم على شيء لا يناسبنا بأنه لا يناسب الجميع ولنا الحق في أن

نرفض أي وجهة نظر لا توافق هوانا.

فهنا أسأل من خلق لنا الحق في أن نقول لما لا يعجبنا ( لا يصلح ) وأين المسوغ في أن نجعل شيئاً لا

نراه مناسباً لنا أنه غير مناسب للجميع , فهنا حكم عام نحكم به على جميع من حولنا , يقول النقاد قل لا

يعجبني ولا تقل غير صالح.

فالشيء الدنيوي الذي لا يحتكم لرأي شرعي فهذا صالح في عمومه مرفوض في خصوصية شخص ما.

فلك أن تتخيل في مجلس واحد مر نوع من الطعام على سبيل المثال أو برنامج تلفزيوني عابر فانظر

لشخص عبر رافضاً هذا الشيء ( لا يصلح ) مطالباً بتمريره دون إيضاح لسبب هذا الرفض.

وشخص آخر أطلق حكمه بعبارة رفض أخرى ( لا يعجبني ) فهو هنا أطلق حكم الرفض الخاص مع حفظ

حقه الشخصي الذي لا نطالبه بإيضاحه لنا لأنه باختصار نسبه لنفسه.

فهنا ابحث عن شخصية لنفسك من خلال تربية الذات والتروي في التعبير لأن الرجل يضل غامضا حتى

يتحدث فتحكم عليه .

فالسؤال متى نكون أناس واقعيين فيما نقول , ومتى نبتعد عن إلقاء الأحكام العامة ومصادرة آراء

الآخرين وتهميش رغباتهم , فلا بد لنا من تربية الذات ومحاولة تربية النشء على بناء مجتمع يحمل

كل أنواع الرقي والسمو في التعامل وبناء الشخصية.





وعلى دروب الخير نلتقي