[الـصـمـصـام]

بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
.
.
.
.
.
{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } .

قال الإمام ابن القيم :
" كم أورثت التهم الباطلة من أذىً لمكلوم، عبَّر عن جرحه بخفقة صدر، ودمعة عين، وزفرة تظلم ارتجف منها فؤاده بين يدي ربه في جوف الليل؛ لهجاً ملحاً لكشفها، ماداً يديه إلى مغيث المظلومين، وكاسر الظالمين، والظالم يغط في نومه، وسهام المظلوم تتقاذفه، وعسى أن تصيب مقتله.
فيا لله ما أعظم الفرق بين من نام وأعين الناس ساهرة تدعو له، ومن نام وأعين الناس ساهرة تدعو عليه "

ثارت براكين الغضب فلم تعد تجدي الخطب إذا عظم الخطب ، و سيقتص الله لنبيه و لعباده من ذلكم الحمار الذي أبت نفسه الدنية إلا الخوض في الدنايا ، و اقتراف الرزايا ، ووالله إن الحقوق محفوظة ، و القصاص واجب وواقع ما له من دافع ولا مانع .. وهو بين التأجيل و التعجيل ، و لكنه حق ..

أيها الحمار : اعلم أنك قد أقحمت نفسك في عقوبةٍ فلا مناص ، فلا ترجو الخلاص ، فالموعد ساحة القصاص ، يوم يقتص للشاة الجلحاء من القرناء .

إن الكرامة لك هنا معدومة بعد تلك الإساءة المعلومة ، التي شهد بها القاصي و الداني ..
سأقف أنا و هم أمام الجبار نُطالب بحقنا على رؤوس الأشهاد في يوم التناد و الله لن يضيع من رجاه و سعى لرضاه ..

اعلم أن زفرات الموحدين لازالت تتردد في صدورهم و لهم نشيج يقطع قلوبهم بعدما آذيت حبيبهم عليه الصلاة و السلام ، بكليمات ، و لكنها عار و دمار و شنار و خسار و بوار ..
و كلها في كتاب ..

تشدَّق بما شئت ، و اجمع من المساوئ ما يشفي غليل شانئيك في الله ، فلن يزيدهم هذا هناك إلا سروراً ، و يا لسعادة المظلوم حينما يرى النكاية بظالمه ..
كيف و قد استطال على حرمات مصونة ..

اخسأ فلن تعدو قدرك ، و لم تحمل إلا وزرك ، كدّر الله أمرك ، و كتب عليك ما يُغمك و آتاك ما يصمك ..
اللهم يا جبار السموات و الأرض اجعل من أراد الإساءة لنبيك - ولو بشطر كلمة - عبرة للمعتبرين ، و آية للمتعظين ، اللهم أخرس لساناً قال في نبيك مقولة سوء .. اللهم شل يداً كتبت في نبيك كلمة سوء ..

:::: أيها الأحبة ::::

أعلم أن نهيق الحمار مزعج ، و أن شكله مستقبح ، و لكن أوصيكم برفع أكف الضراعة إلى الله ..
و أعيد ما بدأتُ به :
" كم أورثت التهم الباطلة من أذىً لمكلوم، عبَّر عن جرحه بخفقة صدر، ودمعة عين، وزفرة تظلم ارتجف منها فؤاده بين يدي ربه في جوف الليل؛ لهجاً ملحاً لكشفها، ماداً يديه إلى مغيث المظلومين، وكاسر الظالمين، والظالم يغط في نومه، وسهام المظلوم تتقاذفه، وعسى أن تصيب مقتله.
فيا لله ما أعظم الفرق بين من نام وأعين الناس ساهرة تدعو له، ومن نام وأعين الناس ساهرة تدعو عليه "

إن من أشد أنواع الظلم و القهر على النفس ، أن يأتي حمار سفيه مختل ثم يستنقص قدر أفضل البشر - بأبي هو و أمي - ووالله إن الجبار جل جلاله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ..
فكفكفوا دموعكم ، و جددوا دعواتكم ، و أبشروا بما يسركم في من يمس نبيكم بسوء ، فسيهلك كما هلك صناديد قريش ، و الموعد ( الله ) تعالى و تقدس عن كل نجس و منِّجس ، و من حمير الإنس .

و الله المستان ، كيف لي أن أحبس اليراع أمام هذا الصراع ، و لكن أتوقف بسبب الصداع و تزايد الأوجاع ، فحتى اسم الحمير لا يُطاق ، لا سيما إذا كانت على هيئة (إنسان) ...

تكاثرت اليوم حمير العجم ثم ثنافرت ، ثم بلينا بحمار عربي ..


فالله المستعان ..




و ما من كاتبٍ إلا سيفنى **** و يبقي الدهر ما كتبت يداهُ
فلا تكتب بكفك غير شيءٍ **** يسرك في القيامة أن تراهُ

أخوكم ...