[Abufahd]

ماذا يحدث بالضبط لا أجزم به ولا يمكنني تصور السيناريو المحتمل.
لكن المقارنات التي أوردها الدكتور أنس الحجي كفيلة بوضع تصور أفضل .

قمة "أوبك"...أمور أذهلتني! (2 من 2)

د. أنس بن فيصل الحجي - أكاديمي وخبير في شؤون النفط 18/11/1428هـ
a@aalhajji.com

ركزت الحلقة السابقة على فكرة مفادها أن الحِرفية في الإعلام شرط أساسي لنجاح أي تغطية إعلامية مثل تغطية قمة "أوبك" في الرياض، حتى لو لم يكن الإعلامي متخصصا في مجال النفط. وهنا أحب أن أنوه أن تعليقي في الحلقة الماضية على تصرفات بعض الإعلاميين لا علاقة له بالتخصص على الإطلاق، وإنما ركز على الحرفية في مجال الإعلام التي تقتضي تصرفات معينة تجاهلها البعض. وإذا كان أهم شيء في الإعلام هو "الدقة", فإنه يتضح من الأمثلة التي سيقت في الحلقة الماضية أن بعض الإعلاميين ووسائل الإعلام فشلوا فشلا كبيراً في تغطية الحدث لأنهم افتقروا إلى الدقة. وذهلت أخيرا عندما نشرت صحيفة معروفة مقابلة معي أجرتها صحافية قالت فيها إنني "لا أحب الحرف العربي" لذلك جاءت كتاباتي كلها في الصحف والمجلات الأجنبية! المذهل أيضاً أن هناك أكثر من 40 خطأ مطبعياً في النص المنشور، فهل هذا نتيجة عدم المعرفة في مجال النفط؟!

مدى قوة "أوبك"
الأمر الثالث الذي أذهلني (الأول والثاني ذكرا في الحلقة الماضية), أن كثيرا من الإعلاميين العرب والأجانب يعتقدون أن "أوبك" قوية جداً، ويعتقد بعضهم أنها تتحكم في مصير العالم والاقتصاد العالمي. وذهب البعض إلى أبعد من ذلك وتحدث عن قوة دول "أوبك" التي مكنتها من تحويل ثروات هائلة من الدول المستهلكة إلى الدول المنتجة. هذه الاعتقادات أدت إلى بعض الإشكالات أثناء الندوة الوزارية والقمة التي تلتها لأنها جعلت هؤلاء الإعلاميين يسألون أسئلة تتناسق مع هذا الاعتقاد.
يجب على كل إعلامي أن يعرف أن "أوبك" نقطة في بحر الاقتصاد الإعلامي وأن قوتها محدودة جداً. فإنتاجها يمثل نحو 40 في المائة من الإنتاج العالمي، وحصتها من الصادرات لا تكفي لوصفها بأنها منظمة احتكارية. لكن الأهم من هذا كله المقارنات التالية، التي أهديها إلى أستاذي وكاتبي المفضل نجيب الزامل عله يعذرني على حالة "الذهول" التي مررت بها في الفترات الأخيرة، وكل ما أخشاه هو أن تنتقل له عدوى "الذهول" بعد قراءة هذه المقارنات:
1- إيرادات "أوبك" لهذا العام، رغم اقتراب أسعار خام غرب تكساس من 100 دولار للبرميل، تمثل أقل من 5 في المائة من إجمالي الناتج المحلي الأمريكي. من انعكاسات هذه الحقيقة هي أن الولايات المتحدة لن تتأثر كثيراً إذا قررت "أوبك" تسعير النفط بغير الدولار، خاصة أن كل إيرادات دول "أوبك" تمثل نحو ثلثي إيرادات الصادرات الأمريكية.
2 ـ إيردات "أوبك" لهذا العام تساوي إيرادات أكبر شركتين أمريكيتين، "وول مارت" و"إكسون موبيل". وهنا لا بد من التذكير بأننا نتكلم عن "أوبك" التي تحتوي على 12 دولة نفطية, فيها دول نفطية كبيرة مثل السعودية وإيران والإمارات والكويت وغيرها.
3 ـ إيرادات "أوبك" لهذا العام أكثر قليلا من إيرادات شركتي شل وبي وبي النفطيتين.
4 ـ إيرادات "أوبك" لهذا العام تعادل تقريبا إيرادات شركات السيارات الثلاث التالية: جي إم الأمريكية، تويوتا اليابانية، ودايملر كرايسلر الألمانية.
5ـ إيرادات "أوبك" لهذا العام تمثل نحو ثلثي صادرات ألمانيا وتعادل صادرات اليابان!
5 ـ إيرادات "أوبك" أقل من مجموع صادرات بلدتين صغيرتين.. سنغافورة وهونج كونج.
6 ـ إيرادات دول "أوبك" كلها، رغم اقتراب أسعار النفط من 100 دولار للبرميل، تعادل ثروة أغنى 30 رجلا في العالم فقط!

وتصبح الأمور أكثر وضوحاً إذا قارنا إيرادات دول "أوبك" بإيرادات صادرات الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية، المنظمة التي وجدت أصلا لمحاربة "أوبك". إيرادات صادرات هذه الدول تبلغ أكثر من عشرة أضعاف إيرادات دول "أوبك" من النفط.

مقارنات أخرى

1 ـ الناتج المحلي الكويتي أقل من ثلث إيرادات شركة وول مارت الأمريكية، ويعادل تقريبا مجموع ثروة بيل جيت وورن بوفيت الأمريكيين.
2 ـ الناتج المحلي الإماراتي كله، رغم الطفرة العقارية ورغم ارتفاع أسعار النفط، أقل من قيمة الصادرات الإسبانية.
3 ـ الناتج المحلي الإيراني أقل من قيمة صادرات هونج كونج.
4 ـ كل ما سينتج في قطر في العام الحالي من نفط وغاز وغاز مسال وغيرها من سلع وخدمات يساوي ثروة شخص أمريكي واحد: بيل جيت!

كل هذا وأسعار النفط تقارب 100 دولار للبرميل، وللقارئ أن يتصور وزن "أوبك" العالمي عندما كانت الأسعار عشرة دولارات للبرميل في بداية عام 1999! نحن جزء من العالم، ونقطة في بحره.


_______________________

أخيرا

السيارة التي تساوي 300 ألف لايمكن أن تستغني عن 50 ريال بنزين !!

ولكن ماذا لو أردت التلاعب بالخمسين ريال ؟؟

أعتقد أنهم سيبحثون عن طاقة بديلة.