[أبو سليمان الحامد]

وقفت عند باب أحد الشباب أريده في حاجة ما , فخرج لي أخوه الصغير ذو الثامنة من عمره تقريباً , فجلست أداعبه قليلاً , فسألته عن اسمه , ثم سألته سؤالاً بزغت له عيناه من هول السؤال وحيرة الإجابة , فقد سألته : في أي صف تدرس ؟ فتلعثم لسانه عن الإجابه , وبدا خجلاً وحائراً ينظر إلى بعينيه الصغيرتين الغائرتين , فكررت السؤال ظاناً أنه لم يسمعه , فكان الجواب بالنسبة لي كالصاعقة : أنا لا أدرس . طيب : ليش , أجاب بكل براءة : ما أدري .
يا إلهي إلهذا الحد يصل التفكير عند بعض الناس ليحرموا أبناهم التعلم , والالتحاق بركب الطلبة والمتعلمين ؟؟؟!!!! , لماذا كل هذا العداء للمدارس النظامية عند فئة جاهلة يغلب عليهم التدين الجاهل ؟
قد يقول قائل : وما ذا يرجى من المدارس الحكومية في ندرة الوظائف وقلة فرص العمل ؟ فأقول : ليس الغرض من الدراسة هي تخريج عامل للمجتمع , بل غرضها تعليمي تثقيفي بالدرجة الأولى , وأنا أعرف شباباً صاروا رجالاً ولم يلتحقوا بالمدارس النظامية وترى الواحد منهم لا يكتب اسمه بشكل جيد , ولا يقرأ القرآن بشكل سليم , ومع ذلك نجده لا يتورع بالفتوى وإصدار الأحكام هنا وهناك .
فيا ترى ما السبب في رفض كثير من الآباء تدريس أبنائهم في المدارس ؟؟؟ وهل يجب على الحكومة إلزام هؤلاء إدخال أبنائهم المدارس قسراً .؟؟
أعتقد أنه حان الأوان لتتحرك الجهات المسؤولة في وزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية لتجبر الآباء بتدريس أبنائهم , لأن تعليم الابن أو البنت واجب شرعي , وإن كثيراً من الأبناء ليغضب على والده بعد أن يكبر لأنه حرمه من التعلم في المدارس , والالالتحاق مع أخدانه وزملائه , ولهذا يلجأ بعضهم إلى الدراسة المتأخرة في المدارس الليلية أو الانتساب .