[راشد الصليحان]

صاحبي عرفته شاباَ يافعاَ ..حراَ طليقاَ خالي من المسؤليات العائلية
مراهقاَ ...<<<للأمانة مراهقته لاعربدة فيها ..!

جرى علينا وعليه الزمن ..وهذه سنة الله في خلقه ..! بعد سنوات من زواجه رزقه الله بكم طفل وطفلة ..! فأصبح (ابوعيال ) مثله كمثل أي شاب ينضم إلى عالم المتزوجين التقليدين ..! كبر الأبناء والبنات فانخرطوا بالمدارس ..فأخذ يدخل المعارك الصباحية بالشوارع لتوصيل الأبناء لمدارسهم ..!

صادفته عند دوار (البشر) المزدحم صباح هذا اليوم ومعه أبنته التي عرفتها حلوةصغيرة << ماشاء الله عليها
..! لكن لم تصدق عيناي عندما لمحت أبنته ترتدي العباية وغطاء الوجه ..وكأنها أمرأة كبيرة أصلحها الله وستر عليها ..! <<<< طبعاَ لا استطيع اترك الشهابة في التركيز على كل سيارة أعرف صاحبها ..!!

تأملت بمنظر صاحبي هذا الذي أصبح (ابو عيلة ) وفي قائمة الكبار ..! بعد ان كان ذاك الشاب الأفعواني الوسيم ..الذي لايعرف من الحياة غير الحرية والإنطلاق نحو الشلة ..!

فضولي (البريداوي ) ومحاولتي الإطمئنان عليه ومداعبتي له بأسلوب صباحي ساخر
بادرته بالإتصال ..!
سلمت عليه ورد السلام ..فقلت له (الله يالدنيا يابو فلان ) انتظر الخطاطيب يطرقون بابك ..فقد تصبح جد قريباَ ..! (العيال كبرت ) ..!! قضي الأمر لقد اصبحت في عداد الكبار .!!

فاجئني برد متجهم وبهجوم عنيف غير متوقع خصوصاَ وهو يعرف طبيعتي معه ..! أي لاحواجز وا ومجاملة تجعلني اجامله بأسلوب لطيف ..! فقد كنت مداعباَ مع الصباح المتأزم بطريقة ساخرة ..!

لكنه صب جام غضبه على بيئتنا البريداوية الصلفة والحادة ..على طريقتي وأسلوبي التهكمي ..فلم يكن ينتظر مني إلا المديح وتطييب خاطرة بكلام جميل ومعسول حتى لو لم يكن واقعياَ ..! لأنني أدركت عدم تقبله عبارة ( لقد كبرت يا ابافلان )..!

ماكنت اعرفه جيداَ ان المرأة هي التي لاتحــب ان يقال لها لقد بلغتي من الكبر عتيا ..! لكن يبدو اننا معشــر الرجال قد سلبنا هذه الصفــة كاملة من النساء فلم نعــد نقبل بالإعتراف بأننا كبرنا فمن يقول عنا اننا صغار هو الصادق ذو الأسلوب الطيب واللبق ..!! حقيقة أيقنتها بعد غضب صاحبي ابو البنت (المتغطية ) ..!!

وسلامتكم ..