|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
|
[ 19 / 3 / 1423هـ ] ، [ 11 / 2 / 1425 هـ ] ! نتاج جولتي المنزلية.
وحيدًا في المنزل أتجول. كل القوم تسمّروا أمام شاشة التلفاز يتابعون مباراة بين الهلال والنصر، ومع عدم اهتمامي بهذه الرياضة ممارسة ومتابعة؛ إلا أنني مؤيد للفريق الأول منذ طفولتي لأسباب شخصية(!).. أو صح ما يصلح أقول الكلام هذا؛ فمثالية الكاتب يجب أن تكون حاجزا ضد الفضوليين من القرّاء، وعلى الكاتب لكي يكون مميزا -كما توسوس لنا شياطيننا- أن يصوّر لقرّائه أنه مثاليّ في حياته.. مثاليّ في أخلاقه.. ممتعٌ.. خفيف الدم.. تعلوه مهابة المروءة.. وتحيطه هالة من الفضائل يجب أن تحسّها الأرواح.. أقصد أرواح القراء المساكين الذين قد يُخدعون ببريق الألفاظ، ووهج المشاعر المزيفة التي تشع من أسطر الكاتب.. ومن ثم قد يصل حدّ التعلق الشخصي بهذا الكاتب أو ذاك، وهذا أسلوب قد يستخدم في المغازلة؛ أي أنه ترقيمٌ حرفيّ(!).. فاحذرن أخواتي مما وراء الحرف.. احذرن ذئابه!.
ترى الكلام السابق سيحسّ به الكتاب المشبوهين، وإلا.. فإننا نقرأ روائع تمسّ الوجدان، تطالع فيها صورة صادقة لكاتب قد ألقى في القراطيس من نتاج فكرٍ راق، وحديثُ صادقٍ أزاح الستار عن نفسه، ورحم الله -تعالى- ابن القيم أديب العلماء الذي يصدق فيه هذا الرأي. من يقرأ الفقرتين الماضيتين سيستحضر المثل المعروف (تيتي تيتي.. رحتي مثل ماجيتي)، وله الحق في ذلك، وعلى هذا فلا بأس أن نستنجد برأيٍ وسطٍ يرضي أنصار كل طرف، ويجدر بي أن أنبهكم أن هذا الرأي الوسط إنما هو من وجهة نظري الشخصي، ولعل وسطي يكون رأيَ طرفٍ لآخرين يرون وسطًا غير وسطي هذا..إلخ إلخ. الذي أراه أن القارئ عليه الظاهر، ولا يعني الظاهر هنا هو الظاهر المثالي الذي لا تبصر عاطفة القارئ سواه، وإنما الظاهر من مقالات الكاتب وردوده.. والسياق العام لفكره وطرحه. قلت أنني تجوّلت وحيدًا في منزلي، ويالحال منزلنا بعد ذهاب أمي -حفظها الله تعالى- للحج، لا يأتي أحدكم ويقول: أيها العاق، مالك لم تذهب معها، وتتشرف بوصف الشاب الذي (حجّ بأمّه في حجة الإسلام)، والأمر -أحبتي- أنني قد سعيت لذلك سعيا، لكن بعد فوات الأون، إذ حجّت أمي برفقت أختها وابن أختها الذي لم يحج أبدًا؛ فكانت الأولوية له.. أسأل الله -جل وعلا- أن ييسر لهم حجهم، وأن يعيدهم سالمين غانمين وجميع المسلمين.آمين وتجوّلت في منزلي وحيدًا، أبحث عن أي شغل لي.. فلم أجد ما يشغلني، حتى الأطفال مللت من دلالهم وملاطفتهم ومصارعتـ.. أقصد مداعبتهم، وأعتبرهم -بعد الملل- مجرّد كائنات بشرية صغيرة نضرة الوجوه، جميلة الابتسامة، رائعة الضحكة، منشرحة الصدور، كتاب من الغبطة مفتوح، وتجلٍّ عن نعيم الروح؛ لكنهم أشرارٌ يستفزون العاطفة بتهلل مشاعرهم، ويملأون البصر بمحاسن ظواهرهم وبواطنهم، ونصبح بعدها مجرّد ألعاب حيّة مضافة إلى ألعابهم الميتة، فإن ضربوك بقبضاتهم رقيقة الملمس لطيفة الحركة؛ فعليك أن تطير عاليا كأنما تلقيتها من قرانديز أو الرجل الحديدي أو حتى هَلْك هُوجن، لتتطاير ضحكاتهم الموسيقية المبحوحة عاليا، ولتسقط أنت على بلاط السيراميك، وتروح في ستين داهية. قررت في جولتي أن أتوجه إلى الدور العلوي حيث البشكة من الأخوة وأولاد العمة والخالة قد تحلقوا أمام التلفاز، مؤملا أن المباراة قد انتهت أو شارفت على الانتهاء لأكمل حربي الخاصة مع الإرهابيين في إحدى ألعاب الإكس بوكس الثاني، متقمصا دور السوبرمان.. أقصد (الجندي الأمريكي) الذي كُشف زيف قوته في مستنقع العراق، أعان الله المسلمين في العراق، وكشف عنهم كربهم، ونصر المجاهدين في كل مكان.. وثبت أقدامهم.آمين لكن المباراة لم تنته بعد.. ووقفت واجمًا، وفي محاولة لـ (التلزق) بالقوم، سألتهم سؤالا غبيا مدعيًا الاهتمام: كم النتيجة؟.. لا جواب.. مشّيها. حانت مني التفاتة إلى دولابٍ جديد في غرفة أخواني، في الحقيقة هناك تغييرات كثيرة حصلت في البيت بعد غياب شهرين، وأنا ودّي أعرف إيش معنى ما تحصل هذه التغييرات إلا في الأيام التي أغيب عنها، والأمر لا يخص المنزل فقط؛ بل حتى مدينتي.. لما دخلتها بعد هذا الغياب الطويل رأيت تغييرات حصلت في منشآت لم تتغير منذ سنوات طويلة، وحْبِكت تتغير ألا في الوقت الذي أغيب عنه، كأن العمّال يختبؤون عني، فما أن أخرج عن المدينة في غياب طويل حتى يتنادون بينهم أن اخرجوا فقد غادر صاحبكم؛ ليغيروا كل شيء يلفت الانتباه.. وبالذات انتباهي أنا، والعجيب أن سبب غيابي هو دراستي في بريدة، والتي -بدورها- حْبِكت تتجدد وتتغير بكثافة ألا بعد ذاهبي إلى رفحاء وغيابي عنها.. واعذروني على هذه الفقرة، لكنه أمر يحصل معي ويلفت انتباهي.. فذكرته لكم على غرابته!. كما قلت لكم، بعد (طيحة الوجه) التي حصلت لي، حانت مني التفاتة إلى ذلك الدولاب الجديد في غرفة إخواني، ولفت نظري مجموعة كثيرة جدا من الأوراق والمذكرات المكدسة في رفوفه، أحسست بشعور غريب، بدا لي أنني أعرف هذه الأوراق جيدا..، اقتربت منها ورفعت إلي ما قدرت على حمله ثم تقلبت بينها.. وياللهول!. إنها مجموعة تمثل حقبة زمنية(!!!) مهمة من حياتي -طبعًا بالنسبة إلي-.. المرحلة الثانوية.. وأول سنة من المرحلة الجامعية، مقالات كتبتها، رسوم وشخابيط متفرقة.. كروت متبعثرة.. متفرقات كشكولية.. أوراق ووثائق.. بعضها يخص حلقتي -سقى الله أيامها-.. وأخرى تخص المراكز الصيفية التي كنت من طلابها.. وبعض الوريقات التي تخص مرحلتي الدراسية في الثانوية والتوعية الإسلامية .. مسودات لمقالات بعضها نشرت وبعضها لم تنشر ولن تنشر.. أوراق تخص المرحلة الأولى من الجامعة.. مذكرات كتبتها في الثانوية.. و.. لحظة! إنها المذكرات. توقفت كثيرًا وهذه المذكرات بجلديها الزرقاوين وأوراقها الكثيرة، كنت ظننت أنني فقدتها، مع أنني أوهم نفسي بأنها لدي.. في مكان ما في المنزل، لكنني لم أبحث عنها خوفا من تقرير مصير الضياع بحقها.. واليأس، لكنها أمامي الآن.. تصفحتها ولا أدري هل أبكي أم أضحك بأعلى صوتي.. أم أصمت، لعل الصمت كان هو سيد الموقف، أغلقت المذكرة ثم اتجهت إلى مَبِيتي في الأسفل، أقفلت الباب واستغرقت في قراءة هذه المذكرات.. يا لله!. تذكرت الطنطاوي -طيب الله ثراه- حين أثار في ذكرياته كلاما حول مراحل الإنسان التي يمر بها، وأنه -في ذكرياته- سيتحدث عن صاحب تلك المراحل وكأنه يتحدث عن شخص غريب.. لكنه هو ذاته، ولا يعرف كيف يثبت أنه هو ذلك الشخص الذي يتحدث عنه، والذي يعرفه أنه يحمل اسما كإسمه و.. فقط!. لا أزعم أنني أشعر بما أحسه الطنطاوي في ذكرياته.. ذلك مستحيل حاليا، إذ كَتَب الشيخ -رحمة الله عليه- ذكرياته وهو شيخ في الثمانين من عمره، يكتب عن الطنطاوي في طفولته الأولى والمراحل التي تتلوها، وعن مراهقته ومرحلة الشباب.. وعن الطنطاوي الكهل، إضافة إلى الاهتمامات التي تتبدل وتتغير، في حديثه عن الطنطاوي الأديب.. أو الفقيه.. أو الداعية.. أو الصحفي.. أو التاجر.. أو القاضي.. تحدث عن وحدته واجتماعيته.. رحلاته واستقراره.. وهكذا. مشاعر تتقاطع في نفسي التي تنزع إلى الحزن والهم حين أقلب صفحات تلك المذكرات، ففيها قيدت خبر وفاة عدد من الأخوة والأحبة..، وفيها قيدت شيئا من الهموم التي كانت تعتمل فيّ واليوم.. لا أحفل بها أبدًا، فيها صورت حزنا على فوت ما لا أبالي اليوم به.. ألحقته أم فاتني، وفيها أحكي أعمالا كنت أصنعها في يومي وليلتي وقد بعدت الهمة اليوم عنها.. وغَدَا بعض نتاجها أطلالا لم أجد في نفسي عليها وجدًا، وعلى ما خرب منها دموعًا..! في تلك المذكرات قرأت قصصا عايشتها وأتذكر أحداثها، لكنني نسيت أبطالها مع الأسف الشديد.. . بدأت بكتابة تلك المذكرات يوم الجمعة 19 / 3 / 1423هـ في الغرفة التي تحوي مكتبة مسجدنا، لا زلت أذكر تلك الليلة، أذكر أن السبب الذي دعاني لكتابتها هو قراءتي لكتاب صيد الخاطر لابن الجوزي، والفوائد لابن القيم -رحمة الله تعالى عليهما-، فأثارت طريقة تأليف الكتابين إعجابي، فعزمت على تقليدهما لكن ليس على طريقتهما، وإنما كتابة مذكرات أقيد فيها أبرز الأحداث التي تمر علي، وأبث فيها مشاعري وهمومي وتعليقاتي على تلك الأحداث، ولعل كتابة تلك المذكرات أو الكشكول كان من المشاريع القليلة التي قمت بها بنجاح، حيث إستمريت في كتابة تلك المذكرات حتى يوم الخميس 11 / 2 / 1425هـ، في 62 صفحة من القطع الكبير، وكان توقفي لانتهاء عدد الصفحات، اشتريت بعدها مذكرة أخرى وداومت على إكمال ما بدأته لقرابة العامين والنصف، وتحديدا في منتصف عام 1427هـ، لكنني أحرقتها حين علمت أن أحدهم قد قرأها بلا استئذان.. وأنا نادم على ذلك، والحمدلله على كل حال. بعدها توقفت عن كتابة المذكرات.. وسأندم على ذلك يوما. سبحان الله! حين كتبت تلك المذكرات التي وجدتها الآن كنت عازما على نشرها على النت يوما ما، أما الآن.. وبعد تصفحها.. أشعر بخجل شديد لمجرد التفكير بذلك، ولا أعرف لماذا، لكنها مشاعرنا، لا يصدها عن تأثيرها على واقع قراراتنا وأفعالنا تمنٍّ ورغبة. أطلت في موضوعي وأعتذر، لكنها فرحتي بإيجاد هذه المذكرات، إضافة إلى الفراغ الذي أحسست به في ليلتي هذه، وهذا الفراغ القاتل يوترني كثيرًا؛ ولا فرار منه إلا بإشغال نفسي، ومن لم يشغل هذه المشاغبة بالطاعة أو المباح فستشغله -لا ريب- بالمعصية.. ويا سلام على سبل المعاصي في بيوتنا هذه السنوات من القنوات الفضائية الفاجرة المحاربة للفضيلة والطهر والحق، أو المجلات الساقطة..؛ لذلك فررت إلى محمولي وفتحت برنامج الوورد وبدأت بضرب المفاتيح؛ لأنصحكم في آخر هذا الضرب أن تخصصوا مذكراتٍ لكم تسجلون أهم الأحداث التي تمر بكم، تبثون فيها همومكم ومشاعركم، ومذكرات أخرى تخصصونها لأخوانكم وأخواتكم من الصغار أو أبنائكم وبناتكم، تسجلون فيها أمورًا سيشكرونكم على تسجيلها لهم في المستقبل؛ لأنها ستكون ذكريات تعني لهم الكثير كأسماء أصدقائهم وصديقاتهن في الفصول المدرسية مع ترتيبهم.. وأسماء المدرسين والمدرسات الذين درسوهم.. ونحو هذه الأمور. بعد سنوات وحين تتقلبون بين مذكراتكم ومذكرات أحبائكم؛ اذكروا من بذر فكرتها في رؤوسكم بخير، وادعوا له! والله أكبر الله أكبر.. لا إله إلا الله... ..والله أكبر الله أكبر.. ولله الحمد! وكل عامٍ وأنتم بخير.. مقدمًا ! أبو عبدالله الثائر الأحمر ملاحظة / والله أدري أن المقال طويل، لكن أرجو أن تتقبلوني كما أتمثل لكم، مو لأني جني لا سمح الله(!)، لكن الفضفضة لا تلخص أبدًا.. فأمروها كما هي، واكتفوا من القلادة ما يحيط بأعناقكم حتى يخنقكم ! ![]() آخر من قام بالتعديل الثائر الأحمر; بتاريخ 17-12-2007 الساعة 01:20 AM. السبب: كثير والله.. لا زم أقول كل شي عدلته :( ! |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|