• انفجارات .. اندلعت بقربي ! .. [ يوجد صور خاصة ] ..

الــنــهــيــم · 28-12-2007, 08:57 AM

في مسجد صغير جميل، تناسقت فيه الألوان الراقية، وتربعت فيه ملاحة وأناقة، كانَ الإمامُ يقرأ بصوتٍ رخيم، وبترتيل عذبٍ هادئ !

وكانَ الدور العلويّ لهذا المسجد الصغير مفتوحاً على الدور السُفلي، أي أنّ أيّ همسة صوتٍ في الأعلى، ستُسمع بكل دقة في الأسفل، سيما أن أرضيّة المسجد من الرخام !

كانتْ القلوبُ خاشعة مع الآيات، سامية مع الترتيل الروحاني،سابحة في خيال بديع لا يُوصف!

أفسدَ كل هذا، صوتُ انفجارٍ دوّىَ في المكان، صَاحَبهُ دُخانٌ عظيم كثيف ملأ السقف، بالإضافة إلى صوتٍ مخيفٍ جداً، كفحيح الأفعى الغاضبة .. !

ارتجفتْ القلوب، ووجلتْ الأفئدة، وارتعدتْ الفرائص، ولا أدري إن كان هناك ثمة بلل قد حصل لأحدهم!
انطفأت الكهرباء على إثر ذلك، وأصبحَ كل شيءٍ، في ظلام دامس مُرعب ..!

قام بعضُ المُصلين بقطعَ صلاته، والبعض الآخر ولّى هارباً لا يلوي على شيء، واندلعت في المسجد بلبلة عظيمة! وضجيجٌ أحدثتهُ الرهبة .. !

أمّا الإمام فقد أخذَ بالإسراعِ في صلاته، وقلبهُ وقلوب بقيّة المُصلين تخفق برعب، إذ لا يعلمون ماذا يحدث خلفهم وفوقهم !!

سُرعان ما أنهى الإمام الصلاة، وقام بسرعة ليصعدَ إلى الأعلى !

فوجدَ أن [ الصخانة ] الكريمة، قد قامت – غير مشكورة - بعمليّة انتحاريّة مُدويّة !
غير جدير بالذكر، أن تلكَ الصخانة انتحرت دونَ أن تضعَ رسالة، تكتبُ فيها دوافعُ ذلك الانتحار العظيم !

ملحوظتان :
1/ الدخان الكثيف ما كانَ إلا بخار الصخانة ، وفحيح الأفعى المُخيف ما كانَ إلا صوت البخار .
2/ الكهرباء أطفأها أحد المُصلين، بعدما رأى الدخان يتصاعد من الأعلى ( بخار طبعاً بس ما يدري ) !

، ، ،

أمّا في هذا اليوم بالتحديد، وفي الساعة الثالثة تقريباً، شبكتُ المدفأة في توصيلة طويلة بجانبي ، مليئة بأفياش الأجهزة ، كانَ من ضمنها جهاز الحاسوب بطبيعة الحال !

وبعدَ فترة ليست بالطويلة، فاحت رائحة غريبة، استنكرها أنفي الجميل ، غيرَ أني لم أعبأ بهذا الأمر!
لقد كنتُ منسجماً للغاية مع مُحادثة ماسنجريّة ماتعة، في هدوء عجيب رتيب .. !

لقد كانَ الذي ينقصني بالفعل، كوب نسكافية لذيذ .. !

سُرعان ما قتل ذلك الهدوء، صوتُ انفجارٍ مدوٍّ بجانبي، فزعتُ بشدة ! ورأيتُ شرارات النار تنبعثُ من التوصيلة وموزع الكهرباء ! فوثبتُ كما يَثبُ الأسد، وأغلقت الفيش بسرعة !

يا ألله .. شعرتُ أن أجهزتي كلها قد ذهبت أدراج الرياح، والتي قد دفعتُ فيها ما ورائي وأمامي !
لم أكن لأتجرأ لفتح الكهرباء مرّة أخرى، ذهبتُ إلى غُرفتي في الأعلى، وانشغلتُ بأمرٍ خاص لا أريد أن أخبركم به ! ريثما تبرد الطبخة .. قصدي الأسلاك .. !

وبعدَ ثلث ساعة تقريباً، نزلتُ وأنا أردد دعاء الكرب، يا رب ما يخرب شيء .. يا رب !

فتحتُ الكهرباء، فانفجر موزع الكهرباءمرّة أخرى، وبصقَ بضع َ شراراتٍ ناريّة سريعة .. !
يا ساتر .. أغلقت الكهرباء بسرعة !

ثمّ أتيتُ بتوصيلةٍ جديدة، وشبكت فيها الحاسوب، وبقيّة الأجهزة واشتغلت -ولله الحمد- كما يجب !
غير أني خسرتُ موزع الكهرباء وتوصيلة كبيرة .. !

ودُونكم صُور المرحومة /

طبعاً من شريتها وأنا ما فليتها .. !

حَمانا الله وإيّاكم من كل سوء !
كانَ هذا كل ما حصل ..
والحمد لله ..

شاكراً لكل شخص يمرّ من هُنا ..
عقّب أم لم يُعقب .. !

أخوكم /
أبومُعاذ ..

فجر يوم الجمعة الموافق للتاسع عشر من شهر ذي الحجة، عام ألفٍ وأربع مئة وثمانيةٍ وعشرينَ من الهجرة النبوية .

28-12-2007, 08:57 AM	#1
الــنــهــيــم عـضـو تاريخ التسجيل: Sep 2003 البلد: بين دفات الكتب ! المشاركات: 11,880	• انفجارات .. اندلعت بقربي ! .. [ يوجد صور خاصة ] .. في مسجد صغير جميل، تناسقت فيه الألوان الراقية، وتربعت فيه ملاحة وأناقة، كانَ الإمامُ يقرأ بصوتٍ رخيم، وبترتيل عذبٍ هادئ ! وكانَ الدور العلويّ لهذا المسجد الصغير مفتوحاً على الدور السُفلي، أي أنّ أيّ همسة صوتٍ في الأعلى، ستُسمع بكل دقة في الأسفل، سيما أن أرضيّة المسجد من الرخام ! كانتْ القلوبُ خاشعة مع الآيات، سامية مع الترتيل الروحاني،سابحة في خيال بديع لا يُوصف! أفسدَ كل هذا، صوتُ انفجارٍ دوّىَ في المكان، صَاحَبهُ دُخانٌ عظيم كثيف ملأ السقف، بالإضافة إلى صوتٍ مخيفٍ جداً، كفحيح الأفعى الغاضبة .. ! ارتجفتْ القلوب، ووجلتْ الأفئدة، وارتعدتْ الفرائص، ولا أدري إن كان هناك ثمة بلل قد حصل لأحدهم! انطفأت الكهرباء على إثر ذلك، وأصبحَ كل شيءٍ، في ظلام دامس مُرعب ..! قام بعضُ المُصلين بقطعَ صلاته، والبعض الآخر ولّى هارباً لا يلوي على شيء، واندلعت في المسجد بلبلة عظيمة! وضجيجٌ أحدثتهُ الرهبة .. ! أمّا الإمام فقد أخذَ بالإسراعِ في صلاته، وقلبهُ وقلوب بقيّة المُصلين تخفق برعب، إذ لا يعلمون ماذا يحدث خلفهم وفوقهم !! سُرعان ما أنهى الإمام الصلاة، وقام بسرعة ليصعدَ إلى الأعلى ! فوجدَ أن [ الصخانة ] الكريمة، قد قامت – غير مشكورة - بعمليّة انتحاريّة مُدويّة ! غير جدير بالذكر، أن تلكَ الصخانة انتحرت دونَ أن تضعَ رسالة، تكتبُ فيها دوافعُ ذلك الانتحار العظيم ! ملحوظتان : 1/ الدخان الكثيف ما كانَ إلا بخار الصخانة ، وفحيح الأفعى المُخيف ما كانَ إلا صوت البخار . 2/ الكهرباء أطفأها أحد المُصلين، بعدما رأى الدخان يتصاعد من الأعلى ( بخار طبعاً بس ما يدري ) ! ، ، ، أمّا في هذا اليوم بالتحديد، وفي الساعة الثالثة تقريباً، شبكتُ المدفأة في توصيلة طويلة بجانبي ، مليئة بأفياش الأجهزة ، كانَ من ضمنها جهاز الحاسوب بطبيعة الحال ! وبعدَ فترة ليست بالطويلة، فاحت رائحة غريبة، استنكرها أنفي الجميل ، غيرَ أني لم أعبأ بهذا الأمر! لقد كنتُ منسجماً للغاية مع مُحادثة ماسنجريّة ماتعة، في هدوء عجيب رتيب .. ! لقد كانَ الذي ينقصني بالفعل، كوب نسكافية لذيذ .. ! سُرعان ما قتل ذلك الهدوء، صوتُ انفجارٍ مدوٍّ بجانبي، فزعتُ بشدة ! ورأيتُ شرارات النار تنبعثُ من التوصيلة وموزع الكهرباء ! فوثبتُ كما يَثبُ الأسد، وأغلقت الفيش بسرعة ! يا ألله .. شعرتُ أن أجهزتي كلها قد ذهبت أدراج الرياح، والتي قد دفعتُ فيها ما ورائي وأمامي ! لم أكن لأتجرأ لفتح الكهرباء مرّة أخرى، ذهبتُ إلى غُرفتي في الأعلى، وانشغلتُ بأمرٍ خاص لا أريد أن أخبركم به ! ريثما تبرد الطبخة .. قصدي الأسلاك .. ! وبعدَ ثلث ساعة تقريباً، نزلتُ وأنا أردد دعاء الكرب، يا رب ما يخرب شيء .. يا رب ! فتحتُ الكهرباء، فانفجر موزع الكهرباءمرّة أخرى، وبصقَ بضع َ شراراتٍ ناريّة سريعة .. ! يا ساتر .. أغلقت الكهرباء بسرعة ! ثمّ أتيتُ بتوصيلةٍ جديدة، وشبكت فيها الحاسوب، وبقيّة الأجهزة واشتغلت -ولله الحمد- كما يجب ! غير أني خسرتُ موزع الكهرباء وتوصيلة كبيرة .. ! ودُونكم صُور المرحومة / طبعاً من شريتها وأنا ما فليتها .. ! حَمانا الله وإيّاكم من كل سوء ! كانَ هذا كل ما حصل .. والحمد لله .. شاكراً لكل شخص يمرّ من هُنا .. عقّب أم لم يُعقب .. ! أخوكم / أبومُعاذ .. فجر يوم الجمعة الموافق للتاسع عشر من شهر ذي الحجة، عام ألفٍ وأربع مئة وثمانيةٍ وعشرينَ من الهجرة النبوية . __________________ [POEM="type=0 color=#000000 font="bold medium 'Simplified Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]لمتابعتي عبر التويتر أو الانستغرام: @ibradob[/POEM] آخر من قام بالتعديل الــنــهــيــم; بتاريخ 28-12-2007 الساعة 09:07 AM.