بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » [ كُنّا في بيت جدي .. ] من حكايات الطفولة .. !

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 04-01-2008, 08:46 AM   #1
الــنــهــيــم
عـضـو
 
صورة الــنــهــيــم الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2003
البلد: بين دفات الكتب !
المشاركات: 11,880
[ كُنّا في بيت جدي .. ] من حكايات الطفولة .. !



كُنّا في بيت جدي ..
وكانَ البيتُ مُمتلئاً بالأقارب .. !

لمْ يَكن عُمري يتجاوز السَادسة حينها ..

قامَ عمّي يُريدُ الذهابَ خارج المنزل وإلى حيثُ لا أعلم ..!
فغمزتُ أخي فيصل، والذي يَصغرني بثلاث سنوات ..
وقد كانت الشقاوة وحُب المغامرة تتجذر في أرواحنا ..

هيّا لنلحقَ به .. !



أشعل عمّي سيّارته الهايلوكس المهترئة، وأخذَ يَجولُ بعينيهِ داخلها !
وكأنما يبحثُ عن شيء مفقود .. !

فطلبنا منهُ أن يَصحبنا .. فأبى .. !

أنزلَ الفرامل، ودفعَ القير للأمام .. ودَعس بقدمه البنزين ..
وبسُرعةٍ خاطفة ، تعلقتُ في حَديد الصندوق .. !

ومُباشرة تعلّقَ فيصل مَعي، بعدَ أن كادَ يَسقط !


كانَ عمي حينها في بداية شبابه، فالطيش والحماسُ لايزالُ يَعتملُ في داخله ويشتعل..
حدّقَ بعينيهِ في مرآة السيّارة الجانبيّة ، فأبصرنا مُتعلقين .. !

فأضْمرَ الشرّ بداخله .. !

دعسَ البنزين أكثر وأكثر وأكثر .. !
ونحنُ لا نزالُ مُتعلقينَ خلف الصندوق، لا داخله !


طفلين صغيرين، يُمسكان بأيديهما الصغيره حديد سيّارة تسير بسرعة هائلة .. !
بدأ الرعُبُ يتزلزلُ في قلوبنا، والرهبة تضجُ في أعماقنا .. !

لم تكن السُرعة الهائلة لتسمحَ لنا برؤية شيء !
الهواء الشديد يطمسُ على أعيننا بذعر ..


يمااااااااااااااااااااااااااااااه ..
يمااااااااااااااااااه ..


أخذنا نصرخُ بملء أفواهنا .. !
ولم يكن يُجيبُ عمي إلا بدعس البنزين .. أكثر وأكثر !

أخذَ الرُعبُ يَدُب ويتزلزل في قلب أخي الصغير أكثر وأكثر !
شعرَ أنهُ مُقدمٌ على موتةٍ حمراء، لا مثيلَ لها ..

فما كانَ منهُ إلا أن أطلقَ يديه الصغيرتين للريح !!
لعلها أن تكون أقل مصيبة مما هو مُقدمٌ عليه ..
فالتفتُ إلى الخلف ..

فرأيتُ جسدهُ يتسحل على الشارع المُزفلت لعدة أمتار ليست بالقليلة !
فتسحل كامل جسده على الطريق !


فصرخت بعمي .. أن توووووقف !!
وبدأتُ أطرق حديد السيّارة الجانبي، لعل هذا الشاب الطائش أن يُفيق !

كان ضجيج السيارة المهترئة والسرعة الهائلة والهواء الشديد مانعاً لوصول الصوت !

بعد وصلنا إلى [ منعطف ] .. كان لزاماً على عمّي أن يخفض من السرعة ..
فاستغليت هذه الفرصة .. وأخبرته بعد جُهد !

عُدنا للمنزل، حاملين مُصابنا الجريح .. !
والذي ما بقي في جسده موضع إلا وفيه جُرحٌ أو خدشٌ أو مخش !



هل اللوم على عمّي الطائش ؟ أم علينا نحنُ الأطفالُ الأشقياء ؟

الراجح، أن اللوم على كاتب هذه الحُروف ..
والذي قامَ بإغراء أخيه الصغير بمرافقته للتعلق بسيّارة شابٍ طائش !!





__________________
[POEM="type=0 color=#000000 font="bold medium 'Simplified Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]لمتابعتي عبر التويتر أو الانستغرام: @ibradob[/POEM]

آخر من قام بالتعديل الــنــهــيــم; بتاريخ 04-01-2008 الساعة 09:17 AM.
الــنــهــيــم غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 01:23 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)