[دعبل نجد]

كتابٌ يأسرك عندما تراه , تجد نفسك تجبرك على قراءته

إن بدأت به لن تغلقه حتى ينتهي , تجرك صفحاته جرا ,

وتعيش معه في جو أدبي , بيت بساتين وارفة , وأشجار

مثمرة , خطته أناملٌ عودتنا على الإبداع , وملأت مكتباتنا

بأجمل الكتب . . .

مؤلفه إن خطب أسمع , وإن كتب أبدع , إن عُدَ الخطباء

فهو نجمهم , أو استُعرِض الكتاب فهو بدرهم ,

إنه الدكتور عائض القرني الذي عودنا على كل جديد ومفيد

هو عاشقٌ من صغره , فحكى لنا قصة عشقه وغرامه في

أول فصول كتابه , ثم صرح بمعشوقه وذكر أخبار العشاق

بعد ذلك , ثم أخبرنا بكيفية العشق وطريقته , ثم ختم الكتاب

بذكر قطوف من بساتين العشاق . . .

وقد اقتطت لك من ذلك الكتاب الآسر هذا النص البديع الذي

جمع به أمهات الكتب في نص أدبي خلاب . . .

" انتظر فتح الباري , وعش في ظلال القران , وانزل في

رياض الصالحين , لتنال بلوغ المرام , فإن حادي الأرواح

هو الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان , ومن

مباديء اقتضاء الصراط المستقيم سلوك منهاج السنة ,

لأنه مدارج السالكين , إذا حملوا زاد المعاد وكانوا على

ميزان الاعتدال وساروا على سير أعلام النبلاء , وما

أجمل طالب العلم المحلى بالأخلاق , لأن سيرته إحياءٌ

لعلو الدين , ومن صعد مراقي الصعود , هبط الروض

المربع , إذا لم يخطيء منار السبيل , والكافي له ربه من

كل حاسد , والمغني له مولاه من كل جاحد , لأن الشفاء

هو البرهان , وهو الحجة البالغة , فبداية المجتهد , ونهاية

المقتصد هو دليل الطالب من الوحي , وأضواء البيان في ذلك

هي معالم الطريق , فإذا عرف العبد ماذا خسر العالم بانحطاط

المسلمين , وصل إلى ربيع الأبرار , وقرة عيون الأخبار , فوجد

حدائق ذات بهجة , وهتف به لسان الحال : لا تحزن "






اخوكم :

دعبل