[الثائر الأحمر]

قلت له: "كلنا كالقمر له جانبٌ مظلم".

رد عليّ: لماذا لا تقول: كلنا كالقمر له جانب مشرق؟!

رددت عليه: مالك شغل!

قال: إيييش؟!!!

قلت: أمزح.. اسمعني جيدا يا أنا وأرخي لي سمعي(!)، الكل يحرص على إظهار الجوانب المشرقة، بعضها قد تكون واقعة وحقا، وبعضها لا يتصف بها الكاتب دائمًا، وبعضها قام بها مرة واستعرض بها ألف مرة، وبعضها لم تكن من مظاهر الإشراق لديه أبدا.. لذلك وجب التنبيه على وجود جوانب المظلمة في شخص الكاتب، لا يلزم أن تكون بلاوي متلتلة؛ بل الروتين اليومي لنفسية الكاتب تعتبر جانبا مظلما لو رآها قراءه لما أعجبتهم؛ فهم يريدون ذلك الانتعاش وتلك الروح التي يقرأون لها.

والشيء بالشيء يذكر، ولا أدري صراحة ماهو الشيء هنا الذي يرتبط بالشيء في الفقرة الماضية(!)، لديّ ثقة أن الحرف يفتن، وإن من البيان لسحرا، كلنا معاشر الكتاب نحرص على عرض جوانبنا المشرقة في كتاباتنا، حتى ولو كان سبيل العرض يكون في استعراض جوانبنا المظلمة..؛ يبقى أن الحرف في ظلمته وإشراقه يفتن القراء، ويجعلهم يرسمون صورة رائعة الجمال عن شخص الكاتب وحياته، والغالب في حالتهم هذه المبالغة في رسم تلك الصورة، وقد أعجبني رد جميل لأحد القراء في موضوع يسأل فيه صاحبه عن الكاتب المميز الذي تتمنون لقاءه؛ حيث قال بما معناه: أنا أحب الكاتب الرائع فلان، لكنني لن أقابله حيث أحب أن أحتفظ بالصورة التي رسمتها له في مخيلتي.. ومخيلتي فقط.

غير أن هناك أسطرًا راقية تعبر عن رقي كاتبها وروعته، لكن ليس دائمًا، فالروعة تختفي مثلا حينما يغضب في حياته العامة، أو حين تكون نفسه مش ولا بد.. ونحو هذه الأمور، وربما لو عرفوه لما قرأوا له، ولذلك كان أزهد الناس في العالم أهله كما يقول أهل العلم.

جدير بالذكر أن فتنة الحرف تستخدم في المغازلة؛ فاحذرن أخواتي، واحذروا إخوتي من ذئاب الحرف.

إيش قصتي على الكتاب أنا.

أسطر صريحة حد الإزعاج لإخواننا الكتاب وأخواتنا الكاتبات..!

تحيتي لكم معاشر المثاليين.

أخوكم/

المثالي الآبق
أبو عبدالله
هع هع هع