بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » قف قليلاً << واقرأ سيرة الإمام النووي ( 631- 676هـ) <<

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 18-01-2008, 02:27 AM   #1
قناص الفوائد
عـضـو
 
صورة قناص الفوائد الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2003
البلد: !!!!
المشاركات: 961
قف قليلاً << واقرأ سيرة الإمام النووي ( 631- 676هـ) <<


[ترجمة للإمام النووي – رحمه الله - ]

اسمه :
 الإمام الفقيه الحافظ الأوحد القدوة شيخ الإسلام علم الأولياء محيى الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري الحزامي الحوراني الشافعي.
 وقيل له النووي: نسبة لنوى، قاعدة الجولان من أرض حوران من أعمال دمشق .
 وقال اللخمي: وصح عنه أنه قال: لا أجعل في حلٍّ من لقّبني محيي الدين.

ولادته ونشأته :

 ولد في المحرم سنة 631هـ
 ونشأ " كما صرح به الحافظ الذهبي في " سير النبلاء " في ستر وخير.
 وذكر الشيخ ياسين بن يوسف المرّاكشي قال: رأيت الشيخ وهو ابن عشر سنين بنوى، والصبيان يكرهونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم ويبكي لإكراههم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، قال: فوقع في قلبي محبته، وكان قد جعله أبوه في دكان، فجعل لا يشتغل بالبيع والشراء عن القرآن، قال: فأتيت معلّمه فوصيته به، وقلت له: إنه يرجى أن يكون أعلم أهل زمانه وأزهدهم، وينتفع الناس به، فقال لي: أمنجِّم أنت؟ فقلت: لا، وإنما أنطقني الله بذلك. قال: فذكر المعلّم ذلك لوالده، وحرص عليه إلى أن ختم القرآن وقد ناهز الحلم.
 وحفظ " التنبيه " في نحو أربعة أشهر ونصف.وقال النووي كما قال عنه الذهبي : وبقيت أكثر من شهرين أو أقل، لمّا قرأت في " التنبيه " : يجب الغسل من إيلاج الحشفة في الفرج، أعتقد أن هذا قرقرة البطن، فكنت أستحم بالماء البارد كلما قرقر بطني، انتهى كلام الذهبي. والظاهر أن الحياء يمنعه السؤال عن ذلك.
 كان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ، شرحاً وتصحيحاً: درسين في " الوسيط " ، وثالثاً في " المهذّب " ، ودرساً في " الجمع بين الصحيحين " ، وخامساً في " صحيح مسلم " ، ودرساً في " اللُّمع " لابن جني في النحو، ودرساً في " إصلاح المنطق " لابن السِّكِّيت في اللغة، ودرساً في التصريف، ودرساً في أصول الفقه، تارة في " اللَّمع " لأبي إسحاق، وتارة في " المنتخب " للفخر الرازي، ودرساً في أسماء الرجال، ودرساً في أصول الدين. قال النووي: وكنت أعلق جميع ما يتعلق بها من شرح مُشكِل وإيضاح عبارة وضبط لغة، وبارك الله لي في وقتي واشتغالي، وأعانني عليه.
 ضُرب به المثل في إنكبابه على طلب العلم ليلاً ونهاراً، وهَجْرِه النوم إلا عن غلبة، وضبط أوقاته بلزوم الدرس أو الكتابة أو المطالعة أو التردد إلى الشيوخ، قاله الذهبي في " سير النبلاء "
 كان لا يضيِّع له وقتاً في ليل ولا نهار إلا في وظيفة من الاشتغال بالعلم، حتى إنه في ذهابه في الطريق وإيابه يشتغل في تكرار محفوظه، أو مطالعة، وإنه بقي على التحصيل على هذا الوجه نحو ست سنين. وقال القطب اليونيني: إنه كان كثير التلاوة للقرآن والذكر، معرضاً عن الدنيا، مقبلاً على الآخرة، من حال ترعرعه.
 حج مرتين .
تصانيفه :

صنف التصانيف النافعة في الحديث والفقه وغيرها فمنها
 شرح مسلم قال السخاوي : وهو عظيم البركة .
 قطعة من شرح صحيح البخاري سماه التلخيص .
 المبهمات .
 رياض الصالحين .
 الأذكار قال السخاوي : وهما جليلان لا يُستغنى عنهما، بل قال الشيخ في أثناء النكاح من رواية " الروضة " عن: " الأذكار " ما نصه: وهو الكتاب الذي لا يُستغنى عنه متديِّن،. اهـ
 الأربعون النووية .
 التبيان في آداب حملة القرآن . قال السخاوي : وهو نفيس لا يُستغنى عنه، خصوصاً القارئ والمقرئ.
 الروضة مختصر الشرح للرافعي .
 المجموع . قال عنه الشيخ عبد الكريم الخضير : لو اجتمعت جامعات الدنيا على تأليف مثله ما استطاعت .
 بستان العارفين في الزهد .
 مختصر أسد الغابة لابن الأثير .
 التقريب في علوم الحديث .
 تهذيب الأسماء واللغات .
وقد ذكر السخاوي في كتابه المنهل العذب الروي مؤلفات كثيرة ثم قال : فهذه نحو من خمسين تصنيفاً، كل ذلك " كما قال الكمال الأدفوي " في زمن يسير وعمر قصير.
وقد أثنى الشمس الموصلي على جملة من كتبه نظماً فقال :
أحيا لنا العلم يحيى حين ألّفه

بروضة و رياض ثم أذكار

و شرحه مسلماً والأربعين وفي


تقريبه شرح أنواع الأخبار

والمبهمات و تهذيب اللغات وكم


أبدى لمنهاجه تنبيه أنوار

فالله يجزيه عنا كل صالحة

وأن يقينا وإياه من النار

الوظائف التي تولاها :
مشيخة دار الحديث الأشرفية. قال الذهبي: مع صغر سنّه ونزول روايته، في حياة مشائخه، بعد الإمام أبي شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان، سنة 665هـ ، إلى أن مات.
قصة غريبة : قال السخاوي : حكى لي العلامة الفقيه الشرف أبو زكريا المناوي " رحمه الله " عن الولي أبي زرعة العراقي أيضاً مذاكرة، أنه بلغه أن الجان كانت تقرأ عليه، وأن بعض طلبته بينما هو عنده في خلوته إذ دخل عليه ثعبان، ففزع الطالب، فأخذ الشيخ في تسكين روعه، وعرّفه بأنه من طلبة العلم من الجان وأنه قال له أما نهيتك عن التزيي بهذا وأنه آخى بينهما وعندما أراد " الجنِّي التوجه لمحله ببغداد أو العراق " الشك مني " سأل الطالب الشيخ الإذن له في التوجه معه للتفرج ببلاده، وأن الشيخ أذن له في ذلك ووصاه به، وأنه تزيّا في صورة بعير، وأمر الإنسي أن يركبه وقال له: إذا أحسست بالبرد الشديد فاغمزني، وأنه علا به في الجو حتى أحس بالبرد، فغمزه فهبط لذلك المكان المقصود، وأنه أقام عندهم يسيراً، ثم رجعا مستصحبين معهما ما كان الشيخ أوصاهما به من فاكهة ذلك المكان.
وهذه الحكاية منقطعة، ولا استبعاد لصحتها، ففي ترجمة القاضي الخِلَعي أن الجان كانت تقرأ عليه، وكذا ذُكر عن الفخر إمام الجامع الأزهر، وغيره، ممن الشيخ أعظم حالاً ومقاماً ومقالاً منهم، رحمة الله عليهم أجمعين.
صفاته :

 قال السبكي : كان إماماً بارعاً حافظاً متقناً أتقن علوماً شتى وبارك الله في علمه وتصانيفه لحسن قصده وكان شديد الورع والزهد أماراً بالمعروف ناهياً عن المنكر تهابه الملوك تاركاً لجميع ملاذ الدنيا ولم يتزوج وولي مشيخة دار الحديث الأشرفية بعد أبي شامة فلم يتناول منها درهما.
 حكى الإمام اليافعي في آخر الحكاية الثانية والثمانين بعد الأربعمائة من " روض الرياحين " فيما بلغه: إن الشيخ خطف سارق عمامته وهرب، فتبعه الشيخ، وصار يعدو خلفه ويقول له: ملّكتك إياها، قلت: قبلت قبلت، والسارق ما عنده خبر من ذلك، .
 قال البدر ابن جماعة إنه سأله عن نومه فقال: إذا غلبني النوم استندت إلى الكتب لحظه وانتبه، قال " أعني البدر " : وكنت إذا أتيته أزوره يضع بعض الكتب على بعض ليوسع لي مكانا أجلس فيه .
 كان لا يأكل من فاكهة دمشق، وسألته عن ذلك فقال: إنها كثيرة الأوقاف والأملاك لمن هو تحت الحجر شرعا، ولا يجوز التصرف في ذلك إلا على وجه الغبطة والمصلحة والمعاملة فيها على وجه المساقاة، وفيها اختلاف بين العلماء، ومن جوّزها قال بشرط المصلحة والغبطة لليتيم والمحجور عليه، والناس لا يفعلونها إلا على جزء من ألف جزء من الثمرة للمالك، فكيف تطيب نفسي؟
 قال اللخمي: كان أبوه وأمه يرسلان إليه بعض القوت فيأكله، وترسل أمه له القميص ونحوه ليلبسه، ولا يقبل من أحدٍ شيئاً غير أقاربه وبعض أهل الصلاح.ولم يتزوج قط " فيما علمت " لاشتغاله بالعلم والعمل، وكذا جزم بكونه لم يتزوج غير واحد، منهم قاضي صفد. وقال ابن دقماق: إنه كان يأكل من خبز يبعثه له أبوه من نوى، يخبزونه له، ويُسيّرون له ما يكفيه جمعة، فيأكله، ولا يأكل معه سوى لون واحد، إما دبس وإما خل وإما زيت. وأما اللحم ففي كل شهر مرة، ولا يكاد يجمع بين لونين من إدام بداً.
 كان لشدة ورعه لم يكن يُكثر من إقراء الشباب، بل كان يرشد من يقصده منهم للاشتغال، إلى الشيخ أمين الدين أبي العباس أحمد بن الشمس أبي بكر عبد الله بن محمد بن عبد الجبار الأشتري، الحلبي، المتوفى في سنة إحدى وثمانين وستمائة، بعد الشيخ بسنتين، لعلمه بدينه وأمانته، وكذا كان يرشدهم إلى التاج ابن الفركاح، " كما أسلفه عند ذكر الأخذ عنه " إن صحت تلك الحكاية.وكان الشيخ رحمه الله يرى تحريم النظر مطلقاً، خلافاً للرافعي. قال العثماني قاضي صفد: إنه توجه لزيارة الزاهد الفقيه: فرج بن عبد الله الصفدي الشافعي، صحبة التاج المقدسي، فجرت مسألة النظر إلى الأمرد، وأن الرافعي يحرّم بشرط الشهوة، والنووي مطلقاً، فقال الشيخ فرح: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: لي: الحقُّ في هذه المسألة مع النووي، فصاح تاج الدين وقال: صار الفقه بالمنامات، فخضع الشيخ فرح وقال: أستغفر الله، أنا حكيت ما رأيت، والبحث له طريق، فسكن التاج وقال: نحن في بيتك، انتهى.
 قال العماد ابن كثير: إنه قام على الظاهر في دار العدل في قضية الغوطة لما أرادوا وضع الأملاك على بساتينها، فردّ عليهم ذلك، ووقى الله شرّها، بعد أن غضب السلطان وأراد البطش به، ثم بعد ذلك أحبه وعظّمه، حتى كان يقول: أنا أفزع منه، . والظاهر المشار إليه هو: ركن الدين أبو الفتوح بيبرس، البندقداري، الصالحي، النجمي، الأيوبي، التركي، صاحب مصر والشام، الذي أفرد سيرته ابن عبد الظاهر، وابن شدّاد، ومات بدمشق قبل الشيخ بيسير، في العشر الأخير من المحرم من السنة التي مات الشيخ فيها.
عقيدته :

قال الشيخ محمد العثيمين : هو - رحمه الله - مجتهدٌ، والمجتهد يخطئ ويصيب، وقد أخطأ - رحمه الله - في مسائل الأسماء والصفات، فكان يؤول فيها لكنه لا ينكرها، فمثلاً: ( استوى على العرش ) يقول أهل التأويل معناها: استولى على العرش، لكن لا ينكرون: (استوى) لأنهم لو أنكروا الاستواء تكذيباً لكفروا، أما من ينكر إنكار تأويل وهو لا يجحدها فإن كان لتأويله مساغ في اللغة العربية فإنه لايكفر، أما إذا لم يكن له مسوّغ في اللغة العربية فهذا موجب الكفر. مثل أن يقول: ليس لله يدٌ حقيقة، ولا بمعنى النعمة،أو القوة، فهذا كافر؛ لأنه نفاها نفياً مطلقاً. فهم يصدقون به ولكن يحرفونه. ومثلُ هذه المسائل التي وقع منه - رحمه الله - خطأ في تأويل بعض نصوص الصفات إنه لمغمور بما له من فضائل ومنافع جمّة، ولا نظن أن ما وقع منه إلا صادر عن اجتهاد وتأويل سائغ - ولو في رأيه - وأرجو أن يكون من الخطأ المغفور، وأن يكون ما قدّمه من الخير والنّفع من السعي المشكور، وأن يصدق عليه قول الله تعالى : (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ).

وفاته:
مات في رابع عشرين رجب سنة 676هـ . وعمره 45 سنة .


المراجع :
المنهل العذب الروي في ترجمة قطب الولياء النووي للسخاوي .
وطبقات الشافعية للسبكي .
وشرح الأربعين النووية لابن عثيمين .



وكتبه أخوكم /
أبو المهند * قناص الفوائد *


__________________

كلما زاد نصيبك من (اقرأ) زادت عليك التبعة في (أنذر)


قناص الفوائد غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 08:23 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)