الحَمْدُ للهِ وحدَه ..
لستُ طُرقيّاً قُبُورياً ؛ فأخاطبُك - يا علاَّمةَ زمانِك - أو أستغيثُ بك !
إنِّما أنا طالبُ سُنَّةٍ لمْ ينقضِ عَجَبُه .. ولمْ يعْتلِ أَدَبُه ؛ فأصدِّق كَثيراً مما يُقال عنك يا شَيْخَ شُيُوخنا !
أحقّاً ما سمعتُهُ ، وقرأتُه ؟!
فالأسانيدُ صحيحةٌ نظيفةٌ .. والمتونُ - باديَ الرأي - مُسْتَغربَةٌ - استغربَها ضَعْفُنا - ؛ فلمَّا علمنا - يقيناً - أنَّ للهِ عباداً أَلِبَّاءَ في كلِّ زمنٍ - وإن تأخر - ، ومن أمَّةِ رسول اللهِ
طائفةٌ منصورةٌ - وإن عمَّ الفسادُ وبالناسِ تدثَّر - ..
لمْ أصنعْ شيئاً سوى أنْ سلَّمتُ بأنَّه حقٌ - خاصَّةً وأنَّ لك طلاباً ثقاتٍ في المنتدى وغيره - !
ليستُ قائلاً - بعدَ موتِك - : من للمساكين ؟ من للفقراء ؟ ............
فهولاء لهمُ الله !
لكنّني أقول - كما قيل - :
كفيفٌ وأبصرَ جِسْرَ النَّجاة ** وكمْ من بَصيرٍ أضاعَ الجُسُور ؟!
أيا علاَّمةَ الزَّمان :
هلاَّ أخْبَرْتنا بما وقَرَ في قَلْبك ؟!
هلاَّ ذكرتَ لنا شيئاً مما جال في فُؤادك ؟!
فلستُ - واللهِ - أشُكُّ أنَّ لله بكم عنايةً يومَ حياتك ؛ فاللهَ أسألُ أنْ يرفعُ مَنْزِلَتك مع من أحببتَ من النبيِّين ، والصدِّيقين ، والشُّهداء ، والصالحين ، وحَسُنَ أؤلئك رفيقاً ..
لا ينقضي عجبي من مواقفَ أبكتْك .. ومآسٍ أحرقَتْك .. وبشائرَ أفرحتْك .....
بل لا ينقضي عجبي منك !
لئنْ رأيتُك - شيخَ شُيُوخنا - لأُخْبِرنَّك بِطُلاَّبٍ أتواْ بعدَك - ولستُ أنزِّه نفسي من أن أكونَ أحدَهم - .. حفظوا كثيراً ؛ بل وقفوا على أشياء لمْ تقفْ عليها !
لكنْ فاتنا شعُورٌ مما أدْرَكت .. وفقهٌ مما دقَّقت .. وصلاحٌ مما حقَّقت ..
وهلْ يُرادُ مِن العِلْم إلاَّ ما وصلتَ إليه ؟!
فللهِ أنت !
ما أنقى قلبك .. وما أبقى ذكرك !
فو اللهِ إنّني لأكتبَ - الآنَ - ، والحروف تسبقني ، ولا أتأمَّلُ كثيراً مما أكتب ؛ ولن أعودَ إليه ؛ لأجمِّله حذلقةً ؛ فالمضمونُ آكد .. وإن خانتني الأحرف !
وواللهِ وتالله وبالله ؛ لستُ متعصباً لكم ، ولا أحصرُ الحقَّ في فتاويكم ..
لكنَّني - كما قلتُ سلفاً - : لا ينقضي عجبي من أدبكم العميق ، وقلبكم الرقيق ..
فـ
[ أنتَ حبرٌ بحرٌ ورحبٌ وربحٌ ** كيفَ قَلَّبْتُها إليكَ تَؤؤلُ
أنتَ - واللهِ - مُسْبِلٌ ثِيَابَ الـ ** جُودِ حِلٌّ ثيابها إذْ تطولُ
أنا لا أكتبُ القصيدَ أُطْرِيكَ مَدْحاً ** أنتَ أعلى - واللهِ - مما أقولُ ]
سُبْحانَ من جمعَ القُلُوب على حُبّك .. ولمْ يُخالفْ - في حبِّك لا اختياراتك - إلاَّ مَنْ شَذَّ !
ليسَ عندي مزيدُ قَولٍ أقولُه .. لكنني عَلِمَ اللهُ أنني أتعبَّدُ اللهَ بحبِّك ..
وإنْ أنْسى ؛ فلن أنسى دَمَعاتِ أمِّي ( العَجوز ) يومَ خَبَرِ وفاتِه .. هل ماتَ أبي ؟
هلْ ماتَ أحدُ إخوتي ؟.. فقلتُ لأمي : أيهما أحبُّ إليك : ألشيخ أم أنا ؟
فقالت - حفظها الله - : إن شئتَ الحقَّ ؛ فهو أحبُّ إليَّ !
رحمكَ اللهُ رحمةً واسعةً .. وأسكنك فسيحَ الجنَّات !
ويا قارئَ هذهِ الأحرف ، أحسن الظنَّ بكاتبه ؛ وإذا أشكلَ متشابهٌ مما قلتُ ؛ فَردّه إلى محكمِ قولي !
مُحِبُّك / خليلُ الفوائد .