بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » مــلامــح الـمسـتـقـبـل! - بحث عن مكسّراتي.

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 24-01-2008, 05:37 AM   #1
الثائر الأحمر
عـضـو
 
صورة الثائر الأحمر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
مــلامــح الـمسـتـقـبـل! - بحث عن مكسّراتي.

عذرا يا دكتور محمد الأحمري؛ فإنني قد سرقت عنوان كتابك لأن (المقرود) كان أقرب شيء إلى بصري، كنت أبحث عن كيس المكسّرات الذي اشتريته اليوم وخبّأته عن الشرسين الذين يظنون المكسرات وجبة عشاء لا تستحق الرحمة؛ فتمتد إليها أيديهم ويحملون تلك المكسرات الصغيرة والبريئة بالخمس ويقضون عليها خلال ثوان معدودة، فوقعت يدي على كتابك الرائع وغلافه السيء جدا؛ ولمحت عنوان الكتاب الذي استفزني خطه القبيح كثيرًا، مع صفعة تلقيتها من المعنى الذي تعلق باللفظ لأنه يقوم عليه، صفعةً انتفضَ لها رأسي الذي أمرني بالتوجه إلى برنامج الويرد وكتابة ما يخطر على بالي حول ملامح مستقبلي، هذا المستقبل الذي قام شيخ الكتاب علي الطنطاوي –طيب الله ثراه- بشرشحته وكشفه على حقيقته؛ حين تساءل: أين هو المستقبل؟ ومن ذا الذي يستطيع أن يصل إليه؟. بعد مرور مدة طويلة جدا على قراءة تساؤلات الطنطاوي –رحمة الله عليه-؛ اقتنعت أخيرًا بقصده منها وقلت وراءه: إي والله صح..!

قبل أن أنسى فإنني قد وجدت كيس المكسرات التي ادعيت الرحمة لها، وبدلا من أكلها بالخمس فإنني سآكلها حبّة.. حبّة؛ في الأخير سأقضي عليها جميعا كما سيقضي عليها أصحاب الخمس.. الله المستعان؛ أظنهم أرحم بها مني فإنني كمن يذبح الشاة أمام صويحباتها.. ببطء، أمَامَكُن مستقبل أسود أيتها المكسرات الصغيرات، لكن لتفرحن قليلا؛ فلا (مستقبل) ما دام هناك وجودٌ لحاضرٍ سيبقى المستقبل أمامه –إن آمنا بوجوده- إلى الأبد..!

على أية حال الذي أعرفه أنكن ستقتلن قريبًا، سواء كان ذلك في المستقبل الذي لن نصل إليه –على رأي الطنطاوي- أو في الحاضر، وعلى أية حال –أيضا- لا أظن أنكن ستقفن كثيرًا عند إمكانية الوصول إلى المستقبل أم لا، وهل الحاضر هو الذي نعايشه حتى نموت أم أننا أرواح تقاطعت فيها ذكريات الماضي وآمال المستقبل ووجود الحاضر وواقعيته فلسنا نعيش في العدم..!

لماذا لا يكون المستقبل هو من يتقدم إلينا ونحن في ثبات؟!

أعجبني هذا الحل كثيرًا، إذن أيتها المكسرات.. الموت قادم إليكن !

صاحبكم مؤمن بعدم وجود (مستقبل) نسعى إليه؛ لأنني لا أحب أن أدخل في التشبيه الذي ذكره شيخنا الطنطاوي –رحمة الله عليه- إذ قال ممثلا على سعيه الذي لم ينقطع نحو المستقبل: "إنني كالثور يسعى ليدرك حزمة الحشيش التي يراها على شبر واحد منه فيهلكه السعي، ولا ينالها أبدًا، لأنها معلقة بقرنيه.. تسعى أمامه!" وقد صدق.. ومن هذه النظرة اقتنعت أن الإنسان عليه أن يتقن العمل في حاضره، والمستقبل له ألف حلال، ولا تعارض بين هذا والعمل الذي يجب أن يقوم عليه عمل (حاضر الغد)؛ فمن إتقان الحاضر التجهيز للحاضر الذي سيقدم.. وهكذا.

هل رأيتِ أيتها المكسّرات؟! لا حاجة للخوف والفزع، فحاضر أحدكن لا علاقة له بحاضر مجموعكن، فلا مستقبل في هذه الدنيّة؛ وإنما هو الحاضر.. والحاضر فقط، ثم بعد ذلك عليكن بالفزع والخوف؛ لأن حاضر الواحدة منكن الذي ثبت أنه قادم.. هو الفتك بكن.. وإن تأخر الوقت، لا هروب يا صغيراتي.. لا هروب!.

بدأت أشعر بالراحة بعد إيماني بهذه المعاني، ففي السابق كان هناك عشرات الأمور المستقبلية التي يجب أن أعمل لها كلها، وقد أشغلت بالي كثيرًا، وغمرتني بالهم والغم، وتآكلت همّتي واهتماماتي بسببها، عليّ أن أعمل الواجبات التي تصل إليّ في حاضري.

حاضري بياض والواجبات سواد، عليّ تنظيف البياض من السواد المتتابع !

أثناء ذلك سأنتظر المنية التي تتخطف الناس من حولي ولما تتخطفني !

ما أسعدني إذ أرحت فكري بهذا الإيمان..!

انتهت.

___________________________________

بعد انقطاع غذاء الشاعرية وسقيا الروح

!

لا.. لم تنته!
اسمع حبيب قلبي؛ في (المستقبل) بعد يومين عليك اختبار (فقه لغة) و (إعراب)، وأنت علِمتَ ذلك من خلال تجاهلك لحاضرك والتفاتك (للمستقبل) من خلال نافذة (جدول الاختبارات)!! فمن خلال إرغام أنفك بهذه النظرة (المستقبلية) ستذاكر في حاضرك اليوم غصبن عنّك، وفي بالك –والتأكد بخلّيه في نفسك- أنك ستذاكر غدًا، أي: في (المستقبل القريب)، وترى –يا ذكي!- (المستقبل) موجود، ماكو حاجة تافهة اسمها (حاضرٌ قادم)..!

لتنزع كلمة (قادم) منها، وتعال بالله فسّر لي كلمة (حاضر) لوحدها، ثم أخبرني كيف تقول (حاضر..قادم)؟! كيف تخش العقل هذه؟! الحاضر هو الوقت الذي تعيشه.. أنا وإياك نتفق على هذا الأمر، فهو قد قَدِمَ وانتهى أمره؛ إذن القادم هو أمر آخر غير (الحاضر).. وهو –بلا شك- (المستقبل) –طال عمرك-، والمستقبل تغذيه الآمال، فإن حققتها فقد حققت مستقبلا تمنيت في نفسك أن يأتي ليكون (حاضرًا) ناجحا، لا كما توهم نفسك بأنك تبحث عن المستقبل ليكون (مستقبلا) في (حاضرك) فهذا مستحيل.. فاهم؟!!

وترى الشيخ الطنطاوي كان يتكلم عن انعدام المستقبل في الدنيا في سياق الوعظ، أما قرأته له أيها المتثيقف وهو يقول في سياق الكلام عن المستقبل: المستقبل في الدنيا شيء لا وجود له... إن المستقبل الحق في الآخرة.

يالله روح ذاكر.. أمامك اختبار في (المستقبل)، مصيره سيحدد مصيرك (المستقبلي) في الجامعة، والذي مصيرك (المستقبلي) فيها يحدد مصيرك في (مستقبلك).

بلا بشكلك!


أبو عبدالله
__________________
يا صبر أيوب !

آخر من قام بالتعديل الثائر الأحمر; بتاريخ 24-01-2008 الساعة 05:54 AM. السبب: حُلّوها أنتم..!
الثائر الأحمر غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 08:23 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)