|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 102
|
دعونا نعظم الرب ساعة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المستحق لتمام الحمد وحده ، ويُتعبد بالثناء لقدسه ، خلق الملائكة لذكره ، وخلقنا سبحانه بفضله ، يعجز بليغ البيان عن تمام وصفه ، وفصيح اللسان عن تمام شكره . ربنا الذي خلق السموات السبع بما حوت ، والأراضين بيديه وما حملت ، واستوى على عرشه وما عنت . بودي لو ما خلت جملة من تعظيم الرب ، وإجلالاً لمن بين أصبعيه القلب ، وثناءاً على مفرج الكرب ، وشكراً لمن هدى إلى أصوب درب ، وذكراً يكون على اللسان رطب ، كيف لا وهو رب البشر من عجم وعرب . منذ الأزل عرف الإنسان قوانين الحياة ، بحيث إذا أراد شيء اتبع قاعدة فطريه لينال طلبه ، فمثلا من أراد الولد فليتزوج ، ومن أراد خوض البحر فليركب الخشب ، ومن أراد الإحراق فليشعل النار ، ومن أراد الفضاء فليركب المكوك الفضائي ، ومن أراد صنع حذوة الحصان فلـ يُلن الحديد بالنار ، ومن أراد الاستشفاء فليذهب لحكيم الدواء ، بل حتى الحيوانات تخرج الناقة العشراء من جمل وناقة ، ومن أراد إحياء الميت ! عفوا ليس لها قانون يعرفه الإنسان . كل هذه الأمثلة تدل على عظمة الخالق في صنع القوانين ، وهناك الكثير من البشر لايؤمن إلا بها ، ولا يستطيع الواحد منهم التخلي عنها ، ويجيد كل هذه القوانين وحدها لاشريك لها ؛ في سبيل العيش عن طريقها . إن الرب - عز وجل - له القدرة التامة إذا أراد شيئا أن يُـكونه حتى ولو اخترق هذه القوانين التي فطرها سبحانه ، فمثلا أراد الولد لمريم - عليهما السلام - من غير زواج ، وأراد عبور موسى - عليه السلام - في البحر من غير ركوب الفلك ، وأراد أن يخرج إبراهيم - عليه السلام - من جوف النار من غير احراق ، وأسرى بعبده - صلى الله عليه وسلم - إلى مافوق السماء من غير مكوك فضائي ، وألان لداود - عليه السلام - الحديد من غير طرق فيه بالنار ، وأراد لعيسى - عليه السلام - بأن أبرى الأكمه والأبرص وشفى من غير دواء بإذنه سبحانه ، وأخرج لقوم صالح - عليه السلام - من قلب الصخرة الصماء ناقة عشراء ، وأراد سبحانه إحياء الميت بمواضع كثيرة وجعلها من خصائص عيسى - عليه السلام -. ربنا عظيم ولا حد لعظمته ، وعقولنا لا تدرك إلا المحدود ، قدرة الله خارقة نافذة ، وقدرة خلقه تعمل بحدود . فيا من بالغ في الأسباب ، وتوكل على القوانين ، ألم يأن لك أن تتعرف على المسبب ؟ ألم يحن الوقت لتستيقض ولتعرف قدرة الرب ؟ ألم يحن الوقت لانتشال القلب من العوالق وتعليقه بالله ؟ لما لا تثق به ؟ دائما نسمع أن الملائكة - عليهم السلام - لايعصون الله ما أمرهم ، وأنهم في تمجيد دائم لاينقطع ، وعمل دؤوب مع الذكر يجتمع ؛ لماذا؟ لأنهم عرفو شيئا من قدر الله - جل في علاه - ، وماذا عنا ؟ الجواب في هذه الآية (وما قدرو الله حق قدره) . دعونا نتفكر قليلا ، البرسيم طعام البقرة تأكله فيحوله الله - جل ثناؤه - إلى دم ثم إلى لبن خالص فيأخذه الإنسان فتشربه الأنثى فيتحول مرة أخرى إلى دم ومن ثم إلى لبن في ثدييها فيشربه الطفل فيتحول مرة أخرى إلى دم ! سبحان الله . ورقة التوت طعمها واحد؛ لكن إذا أكلها دود القز أخرج حريرا ، وإذا أكلها النحل أخرج عسلاً ، وإذا أكلها الظبي أخرج المسك ذا الرائحة الطيبة .. فمن الذي وحد الأصل وعدد المخارج؟! سبحان من لا يشــغلــه شـــئ عــن شـــئ ويـعـلم حـال الـمـــــــيـــــــت والـــــحــــــي ويسـمع الدعوات بمخـتلف اللغات ويعطي ويجيب المضطر في حالك الضـــــر وينجي الحمد لله الهادي لأحسن طـريق منجِ المؤمن من عذاب الحريق وكلامه في الزمن خير رفــــيق وجاعل فريق محمد خير فـريق اللهم لك من الشكر أتمه أجزله ولك الشكر على شكرك وأدومه ولك الشكرُ ربنا وأحسنــــــــــــه 16/1/1429هـ |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|