[الـصـمـصـام]

بسم الله الرحمن الرحيم ..


مقدمة /
أشرقت شمس الإسلام لتعم كل البشرية بنور العلم ، أشرقت منذ أن أخبر جبريلُ نبيَّ الله - صلى الله عليه و سلم - بـ {إقرأ} ، و كانت هي الانطلاقة ، و هي البداية ، ثم أتى أول قسم في القرآن بـ {القلم} .
و من هنا كانت القراءة و الكتابة أمران ضروريان في هذه الأمة ..
و أصبح للكلمة قيمة لا تعدليها قيمة ، و أثر لا يضاهيه أثر ، فالبكلمة يرتفع المرء إلى الدرجات العُلى ، و بها يهوي سبعين خريفا إلى قعر جهنم ،و بالكلمة تحيا الأمم و الشعوب و بها تزول الفتن ، و بها يفرق بين المرء و زوجه ، و بها يُقرن بين نفسين ليعيشا أبد الدهر في مودة و رحمة بعد شتات ..

الموضوع /
يقول الله تعالى : {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} قال الشيخ صالح المغامسي في تعليق بديع على هذه الآية : " كان اللين في الأسلوب و الطريقة ، و لم يكن في المضمون و العقيدة "
ما أحوجنا إلى سلوك هذا المسلك ، و الجمع بين الحسنتين ، و بهذا يجمع الإنسان مابين الحكمة و الحجة و حسن الخلق ، فيكون كلامه أدعى للقبول ، و أجدى للناس ..

إن قوة المضمون تأتي عن طريق التحصيل و الاكتساب المعرفي في العلم الذي تريد أن تخبر الناس عن أمره ، فتكون عالماً بما تقول ، مُحدداً هدفك بدقة ، تجعل أمام ناظريك غايةً تُريد تحقيقها .
و من يريد تحقيق غاية من الغايات فإنه سيجتهد في تحقيق مراده بالأسلوب الذي يرى أنه الأنفع ، و من هنا انطلق الرسول عليه الصلاة و السلام في دعوته ، و سار على هذا المنهج ، فغايته تعبيد الناس لله تعالى ، و إقامة أمر الدنيا و الدين على منهج الله تبارك و تعالى .

و لين الأسلوب نابع من تحلُّمِ الإنسان ، و تهذيبه لنفسه و حرصه على إحياء دعوته ، و شفقته بحال المدعويين و حب الخير لهم .

فلم يكن أسلوبه عليه الصلاة و السلام غليظا جافاً ، و إنما كان يطرق الألباب بالحجة ، ويثيرالتساؤلات بأسلوب إقناعي رائع مع هدف واضح محدد تلمحه في جميع أقواله ، فياليت كتابنا اليوم يعيون هذه القضية ، و لا يجعلوا من أساليبهم سدوداً تعيق مسيرة الدعوة ، و تصد الناس عن السبيل .

و المصيبة كل المصيبة يوم أن يأتي مفلس يخبط و يهذي بفكرة مهزوزة ركيكة ، و أسلوب جاف غليظ ، فهذا قد جمع سوأتين ، و أتى بالحشف و سوء الكيل .

أو بعضهم يأتي بالتنازلات فيما يعتقد فيجعل اللين في الأسلوب و المضمون ، فيصبح بلا هدف ، و الهذيان أقرب لأقوال هؤلاء و كتاباتهم .



و تلخيص الموضوع في :
أن لين الحرف مع قوة المضمون حاجة ضرورية لمن يريد إحياء فكرته أو فكرة يتبناها
فلا يفسد على نفسه دعوتَه ولا يفسدها في عيون الناس .. .

أشكركم على قراءة الموضوع ..


أخوكم / الصمصام