[الإصبع السادس]

*

*

*

*

*

*

*

*

فليذهبوا .. فليذهبوا .. حتى يميز الخبيث من الطيب ...!


وقفة تأمل :


لست أعتب على الكثرة فالكثرة دائما ما تكون غثاء وهي مصداق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم [ ...ولكنكم غثاء كغثاء السيل... ] ..!


مدخل للموضوع :


النجاح والشهرة ليستا دليل تفوق وسلوك سوي في الأعمِّ الأغلب وإلا لكان دخان [ المارلبورو ] أنجح شئ مفيد للبشرية ولكنه نجح لأنه ضد الفطرة والأمر الصائب ..!



قد يرى المرء نجاحه في أماكن الزلل والنجاح يتلوه نجاح فلا يأمن نفسه فإنما هو استدراج من العلي العظيم ..!

يتحين البعض فرصا لا يدركون فيها أنهم إلى السقوط أقرب منهم إلى النجاح وإلى التوقف قرب الشَّفَا من الحفرة إلى الأرض البسيطة بلا حفر ..!

ما هو مرد هذا الأمر .. أهو نقص عقل لا يكتمل إلا بالضلال [ من وجهة نظرهم ] ..؟

هل يحسون بكمال الرجولة وزنة العقل بخطوة كهذه وانسياق بهيمي لا يردعه عقل ولا دين ..؟

هل يشعر أحدهم أنه أدعى له بالانتشار إن سلك خطوة كهذه ونَعِمَ بالانغماس في شهوات دنيوية لا تسمن ولا تغني من جوع يوم الوقوف أمام رب العرش العظيم ..؟


هل وهل وهل وهل ... وكم من هل سأوردها هنا فحتما ستأتي كثيرة حتى يجف مداد هذا البنان وتنكسر ريشة الحرقة من بقايا الحبر المتراكم عليها بلا فائدة ..!


أخبروني بربكم ما حق من طبق الآية الكريمة في استفهامها [ أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ] واستبدله ورضي به ولم يشكر نعمة ربه أن أبعده عن الضلال وأكرمه بعيشة هنية لا ضيق فيها ولا ترح رغم ما فيها من المخالفات الشرعية إلا أنها تهون أمام ما أنزل نفسه فيه ورضي به ..!

أن تكون راتعا في نعمة وألهمك ربك عقلا تحسن به السير في الطرقات الشائكة وتكون روحك سامية مرتقية مراتب الشموخ والكبرياء في نفوس من يحبك ويدعو لك ويتمنى أن يراك في ذرى القمم لهو أروع شعور ستحسه إن صدقت النية ..!

أما أن تتلاعب بك الأهواء ويكثر حولك الأصدقاء [ الكاذبون ] ممن يزين لك درب الخطيئة ويشعرك بالقمة وأنت لم تتعد أرنبة أنفك في سعيك الخاطئ فلعمري أنك جنيت على نفسك وعلى غيرك أن أسقطته معك وزينت له دربك وليتك اكتفيت بالرحيل وتركت لنا ما تركت بل جررت معك قلوبا غضة لا تدري من العلم شيئا سوى أنها أحبتك وأحبت أخطائك ويا لهول وقوفك بين يدي الله إن سألك [ ما حملك على أن ألهيت عبادي وضيعتهم ] ..!


أن تكون منشدا ودخلت إلى عالم الشباب المحافظ من بوابة النشيد وأحبوك رغم أخطائك وقوموك حق التقويم وأسدوا نصائحهم لك من قلوب محترقة تتمنى لك الخير ثم فجأة تتحول من الإنشاد إلى الغناء دون سابق إنذار لهو مؤشر خطير على ما تحمله في نفسك سابقا من الكذب والتزييف والتضليل والتلبس بلباس لا يحشمك ويكشف سوءتك ويبين بلا شك أن سلوك طريق الإنشاد هو بوابة لسلوك طريق الغناء لك ولمن هو مثلك تماما ..!


أنت أول العقد وسيتبعك الكثيرون و [ من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها ] ..!




تلويحة مشفق :

[ أي عقل يقبل أن يُعْطَى حديدا وجنة فاستبدله بالذهب والنار ]




أخوكم


الإصبع السادس