[صـدى الصمت]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
ما أجمل أن يقابل المعروف بالمعروف والإحسان بالإحسان ، فتلك شيم الكرام الذين يعرفون قدر المعروف وأهل المعروف ويعرفون جزاء المعروف،وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلي الله عليه وسلم يقول : ((إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أول أهل الجنة دخولاً أهل المعروف)) فهنيئاً لأصحاب المعروف هنيئاً ! !
إنه الخلق العظيم الذي أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله (( من آتى إليكم معروفاً فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه)). إن هذا الخلق الجميل يدل على كرم النفس ونبيل الطباع بل ويدل على شي أسمى وأوفى وهو قوة الإيمان وسرعة الأستجابة والإمتثال لإمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم القائل (( من لا يشكر الناس لا يشكر الله )) نعم من لا يشكر الناس لا يشكر الله . إن الإنسان الذي لا تدفعه نفسه لشكر من صنع له معروفاً فإنه حرياُ أن يقصر في شكر الله الذي أمر بالإحسان لم أحسن ، وما أجمل في هذه المناسبة ذكر الأثر (( إن الله لما خلق المعروف خلق له أهلاً )) فهم أهل المعروف .
إنها مناسبة جميلة أن يرد الإنسان المعروف لذوي المعروف ، لا يرده بهدية ولا مبلغاً يدفعه فحقهم أعظم من ذلك فالهدية والمال يفنيان ، ولكن الشي الذي يبقى هو الدعاء في ظهر الغيب ، وما أعذب ما قاله ابن القيم رحمه الله : ( وفرق بين من نام وأعين الناس ساهره تدعو له ، وبين من نام وأعين الناس تدعو عليه ).
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير ، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه ، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه )) وقال صلى الله عليه وسلم ((لاتحقرنّ من المعروف شيئاً ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي ، لو أن تكلّم أخاك ووجهك إليه منبسط))
ما أعظم أن يكون المعروف فيما يرضي الله ويخدم الإسلام ويهدم الباطل ، أو يكون سبباً في نصرة مظلوم ، أو ردع ظالم ، فهذا عظيم أجره عند الله وعند الناس وهو من التعاون على البر والتقوى ومن المساهمة في نشر الخير من خلال الكتابة والمقال الهادف .
فجزاء الله خير من كان سبب في ذلك وأعان على ذلك .
وما أعظم أن يبادر الأخ إلى حاجة أخيه ولو لم يطلبها منه، جاء مديون إلى سفيان بن عيينة يسأله العون على قضاء حاجته ، فأعانه ثم بكى، فقالت له زوجته : مايُبكيك ؟ فقال : أبكي أن أحتاج أخي فلم أشعر بحاجته حتى سألني .
هذه كلمات متواضعة ولكنها غالية في مضونها لانها تحمل معنى الوفاء والحب والنظر إلى معروف الرجال وشكرهم .
وعن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء))
فــجــزاك الـلـه خـيـراً يــاصـانـع الـمــعــروف . ! !ّ !