|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
29-01-2008, 10:53 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بريدة ، دومة الجندل
المشاركات: 1,457
|
عزرائيل ورضوان لا يثبت فيهما حديث !
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد : فإن الإيمان بالملائكة هو أحد أركان الإيمان الستة وهي : ( الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ) فلا يكمل إيمان المسلم حتى يؤمن بالملائكة ، كما قال تعالى : (( وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً )) والإيمان بالملائكة على قسمين : 1ـ الإيمان بالملائكة إجمالاً : وهو أن تؤمن بهم وبوجودهم على العموم . 2ـ الإيمان بالملائكة تفصيلاً : وهو أن تؤمن بأسماء من ثبتت أسمائهم وبصفاتهم ووظائفهم ونحو ذلك . فقد ثبت من أسماء الملائكة ما هو في القرآن الكريم كجبريل وميكال قال تعالى : (( مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ )) وكذلك مالك خازن النار قال تعالى : (( وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ )) ومنها ما هو ثابت في السنة الصحيحة كإسرافيل في الحديث الذي رواه مسلم عن عائشة وفيه : " كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلاَتَهُ اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ .. " وكذلك ثبت في السنة ( منكر ونكير ) في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا قبر أحدكم أو الإنسان أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما : المنكر والآخر : النكير فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل محمد ؟ فهو قائل ما كان يقول ، فإن كان مؤمنا قال : هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقولان له : إن كنا لنعلم إنك لتقول ذلك ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ذراعا وينور له فيه فيقال له : نم فينام كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك ، وإن كان منافقا قال : لا أدري كنت أسمع الناس يقولون شيئا فكنت أقوله فيقولان له : إن كنا لنعلم أنك تقول ذلك ثم يقال للأرض : التئمي عليه فتلتئم عليه حتى تختلف فيها أضلاعه فلا يزال معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك " وهذا الحديث رواه الترمذي وقال : حديث حسن غريب ، وصححه ابن حبان وقال الألباني : إسناده جيد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم . واسم ( منكر ونكير ) له شواهد في عدة أحاديث لا داعي للتفصيل بذكرها . وهناك بعض الأسماء لم تثبت ولم تصح لا في الكتاب ولا في السنة فمن المهم جداً معرفة ذلك ، وخاصة أنها اشتهرت جداً وكأنها من المسلمات وهي لم تثبت وأبرزها : 1 / عزرائيل وأنه اسم ملك الموت . 2 / رضوان وأنه خازن الجنة . أما عزرائيل فهو لم يرد في السنة مطلقاً لا في حديث صحيح بل ولا ضعيف فهذه التسمية لا أصل لها ، فأقوى ما ذكر في عزرائيل أنه من كلام وهب بن منبه رحمه الله ولا دليل عليه . قال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية ( 1 / 49 ) : " وأما ملك الموت فليس بمصرح باسمه في القرآن ولا في الأحاديث الصحاح وقد جاء تسميته في بعض الآثار بعزرائيل والله أعلم " وقال الألباني رحمه الله في تعليقه على الطحاوية ( ص84 ) : " وأما تسميته بـ عزرائيل كما هو الشايع بين الناس فلا أصل له وإنما هو من الإسرائيليات " وقال ابن عثيمين رحمه الله في الفتاوى ( 3 / 161 ) : " وقد اشتهر أن اسمه "عزرائيل" لكنه لم يصح إنما ورد هذا في آثار إسرائيلية لا توجب أن نؤمن بهذا الاسم ، فنسمي من وُكِّل بالموت بـ ( ملك الموت ) كما سماه الله عز وجل في قوله : (( قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ )) " وأما رضوان خازن الجنة ، فهو قد ورد ببعض الأحاديث القليلة وقد تتبعتها ولله الحمد وهي سبعة أحاديث فقط على حسب بحثي ، ولا يصح منها شيء كلها إما موضوعة مكذوبة أو أحاديث شديدة الضعف لا حجة فيها . وقد وجدت تخريجاً لها لأحد طلاب العلم في ملتقى أهل الحديث ، وخلص بعد ذلك إلى عدم ثبوت شيء منها وقد فاته بعض الأحاديث التي وقفت عليها ولكنها ضعيفة جداً . قال الشيخ المحدث عبدالله السعد حفظه الله في شرح الأصول الثلاثة : " لم يثبت أن خازن الجنة اسمه رضوان " وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الفتاوى ( 3 / 161 ) : " وأما رضوان فموكل بالجنة واسمه هذا ليس ثابتاً ثبوتاً واضحاً كثبوت مالك لكنه مشهور عند أهل العلم بهذا الإسم والله أعلم " . والله أعلم ، هذا ما أحببت إفادتكم به ، وقد بحثت هذه الأسماء بتوسع في بحث لي وذكرت هنا خلاصة البحث وخلاصة كلام العلماء رحمهم الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية . |
الإشارات المرجعية |
|
|