[الصباخ]

عُظماء من أمتنا








أتساءل في بعض الأحيان عن سبب حياء بعض المنافقين أو ضعفاء الإيمان من ذكر أسماء لعظماء هذه الأمة العظيمة، فعجباً لأمرِ هؤلاء ..!
تجد أن بعضهم يحفظ أسماء الكثير والكثير من الكفرة الفجرة، من تاريخ ولادتهم ومعيشتهم إلى حياتهم العملية والمهنية، ولكن عندما تسأله عن أحد عظماء هذه الأمة من العلماء والمجاهدين والمفكرين، تجده يتلعثم ويسكت ثم يصمت ..
لا أدري لماذا هذا الخنوع والذل الذي يعيشون في أكنافه .!
لا أدري لماذا هذا التطبيع مع الأعداء ومحاولة محو الهوية الإسلامية .!
تجد أن بعضهم أيضاً قد مُحِت عقيدة الولاء والبراء لديه .. فرحماك يا الله ..!
لدينا في أمتنا هذه وفي وقتنا الحاضر الكثير والكثير من العظماء، من علماء ومجاهدين ومفكرين، ولنأخذ بعض الأمثلة:
فتجد من العلماء ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله، وأيضاً الشيخ سليمان العلوان فك الله أسره، ومن المجاهدين خطّاب وأبوالوليد رحمهما الله وتقبلهما من الشهداء، ومن العلماء المفكرين الشيخ سفر الحوالي حفظه الله، ومن المفكرين أيضاً عوض القرني وعبدالرحمن المحمود حفظهما الله ..
هذه بعض الأسماء البسيطة مما لدينا، فلماذا يستحي البعض من ذكر أسمائهم والبحث عن سيرتهم وحياتهم والخوض في تجاربهم ودراستها .!
عِندما تغيّب عقيدة الولاء والبراء، عندما تُمحى الهوية الإسلامية، عندما تُميّع عقيدتنا الإسلامية حتى تتلاءم مع اليهود والنصارى، يخرج لدينا منافقين وضعاف إيمان يؤمنون بأن ما لدى اليهود والنصارى أفضل مما لدينا، وهذا هو عين الذل والهوان والخنوع والذل ..
فلدينا من العلماء والمفكرين والمجاهدين مما يزنون الأرض ومن فيها .!
ولنأخذ مثال بسيط ليتبين المقال:
خطّاب رحمه الله عندما ذهب إلى الشيشان وشاهد الوضع هناك، كان العمليات التي يقوم بها الشيشانيون مصبوغة بصبغة وطنية، فقام رحمه الله بتحويل القضية من قضية وطنية إلى قضية إسلامية (ولعل لي حديث عن هذا الموضوع وهو تحويل القضايا الإسلامية إلى قضايا وطنية، ومن المستفيد من هذا التحويل .! ومن خلفه .!)، فتم له بعد توفيق الله هذا الأمر، وقامت الحرب بينه وبين الروس والقصة تطول بينه وبينهم، المهم وفي إحدى المعارك التي تعتبر من أشد المعارك التي مرت على المجاهدين هناك، والتي حشدت فيها القوات الروسية مايقارب 120ألف جندي، مقابل مايقارب 1200مجاهد مسلم، وهذا يعني أن مقابل كل مجاهد 100 جندي روسي، المهم أن الروس كانوا يتوقعون أن يبيدوا المجاهدين في هذه المعركة وكانوا يعتقدون أن هذه هي المعركة الفاصلة بينهم وبين المجاهدين، وقد كانت في حساباتهم أنها هي النهاية للمجاهدين، ولكن إرادة الله فوق كل شيء وفوق كل الحسابات، فلقد استطاع المجاهدين الانتصار فيها وحطموا كل المقاييس وكل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ثم باستعداد المجاهدين، ولقد استشهد في هذه المعركة بعض المجاهدين فرحمهم الله رحمةً واسعة وأسأله سبحانه أن يتقبلهم قبولاً حسناً، ولمعرفة المزيد عن هذه المعركة عليك بقراءة كتاب ( أخبار القلم والسيف في رحلة الشتاء والصيف ) ..
ما أود الوصول إليه من ذكري لهذا المثال البسيط، هو شاهد كيف استطاع المجاهدين أن ينتصروا على الروس الكافرين، على الرغم أن روسيا تمتلك أكبر جيش تقليدي في العالم، وعلى الرغم مما يمتلكه الروس من عدة وعتاد، من طائرات ودبابات وشاحنات وأسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة، وقاذفات دبابات وقاذفات طائرات .. إلخ من الأسلحة المستخدمة ..
فبالله عليكم ماذا تسمون هذا العمل الذي قام به المجاهدين .!
أليس هذا انتصاراً ساحقاً وقوياً .! وصفعة قوية على جبين الروس .!
أليس وضع المجاهدين هنا يذكرنا بوضع المسلمين في غزوة بدر وكيف أن المسلمين كانوا 314 مجاهد مسلم والكافرين كانوا يزيدون عن ألف مقاتل، واستطاع المسلمون الانتصار على الكافرين في هذه الغزوة وذلك بعد توفيق الله ..
أليس علينا أن نفخر بمثل هؤلاء، بدلاً من أن نفخر باللاعب الفلاني أو المهرج الفلاني .. أو .. أو ..
علينا نحن أن نهتم بتاريخ الأبطال والعظماء، علينا أن نفخر بهم، وأن نحمل أسمائهم في قلوبنا قبل ألسنتنا، علينا الفخر بمجد أمتنا القديم والحديث ..
علينا أن ندعو الله أن يبعث في أمتنا من يجمع شملها وشتاتها من بعد فرقة، علينا الدعاء والإلحاح على الله بأن يحقق هذه الأمنية التي يتمناها كل مسلمٍ غيور على دينه وأمته ..




دمتم بود.

كتبه الصباخ
يوم الجمعة
بتاريخ 23/1/1429هـ
الموافق 1/2/2008م
الساعة 2:25م، بعد صلاة الجمعة