فتاوى تهم طلاب العلم ( 1 )

الأعمش · 03-02-2008, 09:41 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله

والصلاة والسلام على معلم الناس البشرية

أما بعد :

فمن نعم الله على بعض عباده أن وفقهم لسلوك طريق طلب العلم

قال تعالى :
{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }

وقال جل وعلا :
{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ }

وقال سبحانه :
{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }

وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين )
متفق عليه

وقال عليه الصلاة والسلام :
( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة )

وقد رأيت في منتدانا المباركة ثلة من طلبة العلم

الذين يذكرون الغافل وينبهون الجاهل

أسأل الله أن يربط على قلوبهم
ويثبتنا وإياهم على قوله الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة

وموضوعي هذا عبارة عن سلسلة من فتاوى الشيخ : محمد بن صالح العثيمين
والتي تخص طالب العلم
وقد أذكر فتوى لغيره وأنبه على ذلك

وأريد من الأخوة التوجيه في ذلك ، وذكر ما يواجه طالب العلم من الأمور ؛
حتى نقوم ببحث كلام أهل العلم حول ذلك
ثم تدرج في السلسلة التالية

أشكر الله أن يسر لي القيام بهذا الأمر

والشكر موصول لإدارة هذا المنتدى في توفير المكان المناسب لطلاب العلم في هذه المدينة المباركة ــ إن شاء الله ــ

**********

1 / يتحرج بعض طلبة العلم عند قصدهم العلم والشهادة ،
فكيف يتخلص طالب العلم من هذا الحرج ؟

يجاب عن ذلك بأمور :

أحدها : أن لا يقصدوا بذلك الشهادة لذاتها ،
بل يتخذون هذه الشهادات وسيلة للعمل في الحقول النافعة للخلق ، وبذلك تكون النية سليمة

الثاني : أن من أراد العلم قد لا يجده إلا في هذه الكليات ، فيدخل فيها بنية طلب العلم ،
ولا يؤثر ما يحصل عليه من الشهادة فيما بعد

الثالث : أن الإنسان إذا أراد بعمله الحسنيين ؛
حسنى الدنيا وحسنى الآخرة
فلا شيء عليه في ذلك
لأن الله تعالى يقول : { ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب }

2 / يختلف الكثير من طلبة العلم في معاملة أهل المعاصي ،
فما التوجيه الصحيح ؟

بعض طلبة العلم إذا رأوا المنحرف خلقياً أو فكرياً أو سلوكياً
يكرهونه
ويتخذون من هذه الكراهة نفوراً منه وبعداً عنه
ولا يحاولون أبداً أن يصلحوا إلا من شاء الله من طلبة العلم الذين أنار الله قلوبهم
ويرون أن هجره وكراهته والبعد عنه والتنفير منه قربة

وهذا لا شك أنه خطأ

وأن الواجب على طلبة العلم أن ينصحوا وينظروا كم من إنسان في غفلة فإذا نصح استجاب

وما أشد تأثير جماعة أهل الدعوة ؛ الذين يسمون أنفسهم أهل الدعوة والتبليغ
ما أشد تأثيرهم على الناس
وكم من فاسق اهتدى فأطاع ، وكم من كافر اهتدى فأسلم على أيديهم
لأنهم وسعوا الناس بحسن الأخلاق
وإن كان يؤخذ على جماعة الدعوة التبليغ ما يؤخذ

وبعض طلبة العلم يكون عندهم غيرة ، لكن لا يحسنون التصرف
والواجب أن الإنسان يكون في تصرفاته على علم وبصيرة وعلى قدر كبير من الحكمة

نسأل الله للجميع التوفيق
والحمد لله رب العالمين

3 / هناك بعض طلبة العلم يحرص على حضور دروس طلبة العلم
دون أن يلقي اهتماماً بدروس العلماء الذين جمعوا ما لم يجمعه طلبة العلم
فما توجيه فضيلتكم ؟

الذي أراه أن الإنسان ينبغي أن يطلب العلم على عالم ناضج ؛
لأن بعض طلبة العلم يتصدر للتدريس فيحقق المسألة من المسائل ؛ سواء حديثية أو فقهية أو عقائدية يحققها تماماً ويراجع عليها
فإذا سمعه الناشىء من طلبة العلم ظن أنه من أكابر العلماء
لكن لو خرج قيد أنملة عن هذا الموضوع وجدت أنه ليس عنده علم

لذلك يجب على طالب العلم المبتدىء أن يتلقى العلم على يد العلماء الموثوق بعلمهم وأمانتهم ودينهم

4 / يلاحظ ضعف الهمة والفتور في طلب العلم ،
فما الوسائل والطرق التي تدفع إلى علو الهمة والحرص على العلم ؟

ضعف الهمم في طلب العلم من المصائب الكبيرة

وهناك أمور لابد منها :

أولاً : الإخلاص لله ــ عز وجل ــ في الطلب
والإنسان إذا أخلص لله في الطلب ، وعرف أنه يثاب على طلبه
وسيكون في الدرجة الثالثة من درجات الأمة فإن همته تنشط
{ ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا }

ثانياً : أن يلازم زملاء يحثونه على العلم ويساعدونه على المناقشة والبحث
ولا يمل من صحبتهم ما داموا يعينونه على العلم

ثالثاً : أن يصبر نفسه
قال تعالى لنبيه : { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا }

5 / ما نصيحة فضيلتكم لمن يجعل الولاء والبراء لإخوانه في موافقتهم له في مسألة أو عدم موافقتهم له ،
وكذلك ما يحصل من الحسد والبغض من طلاب العلم ؟

هذا صحيح
فإن بعض الناس يجعلون الولاء والبراء مقيد بالموافقة له أو عدم الموافقة

والآن تجد بعض الإخوان مع الأسف يرد على إخوانه أكثر مما يرد على الملحدين

ثم إن الحسد لا يستفيد منه الحاسد إطلاقاً ، بل لا يزيده إلا غماً وحسرة

والحاسد في ظروف طالب العلم مشكوك في نيته وإخلاصه في طلب العلم ؛
لأنه إنما حسد لكون الثاني صار له جاه عند الناس

بهذا ينتهي العدد الأول من هذه السلسة المباركة

وللتنويه

بعض الفتوى حذفت منها الاستطرادات الغير داخلة في مضمون الفتوى
وقد أقوم بالاختصار غير المخل

أسال الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح

وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

،،،

.:: سليمان بن مهران ::.

03-02-2008, 09:41 PM	#1
الأعمش عـضـو تاريخ التسجيل: Jun 2007 البلد: في زمن الغربة المشاركات: 836	فتاوى تهم طلاب العلم ( 1 ) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله والصلاة والسلام على معلم الناس البشرية أما بعد : فمن نعم الله على بعض عباده أن وفقهم لسلوك طريق طلب العلم قال تعالى : { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } وقال جل وعلا : { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } وقال سبحانه : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) متفق عليه وقال عليه الصلاة والسلام : ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ) وقد رأيت في منتدانا المباركة ثلة من طلبة العلم الذين يذكرون الغافل وينبهون الجاهل أسأل الله أن يربط على قلوبهم ويثبتنا وإياهم على قوله الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وموضوعي هذا عبارة عن سلسلة من فتاوى الشيخ : محمد بن صالح العثيمين والتي تخص طالب العلم وقد أذكر فتوى لغيره وأنبه على ذلك وأريد من الأخوة التوجيه في ذلك ، وذكر ما يواجه طالب العلم من الأمور ؛ حتى نقوم ببحث كلام أهل العلم حول ذلك ثم تدرج في السلسلة التالية أشكر الله أن يسر لي القيام بهذا الأمر والشكر موصول لإدارة هذا المنتدى في توفير المكان المناسب لطلاب العلم في هذه المدينة المباركة ــ إن شاء الله ــ ********** 1 / يتحرج بعض طلبة العلم عند قصدهم العلم والشهادة ، فكيف يتخلص طالب العلم من هذا الحرج ؟ يجاب عن ذلك بأمور : أحدها : أن لا يقصدوا بذلك الشهادة لذاتها ، بل يتخذون هذه الشهادات وسيلة للعمل في الحقول النافعة للخلق ، وبذلك تكون النية سليمة الثاني : أن من أراد العلم قد لا يجده إلا في هذه الكليات ، فيدخل فيها بنية طلب العلم ، ولا يؤثر ما يحصل عليه من الشهادة فيما بعد الثالث : أن الإنسان إذا أراد بعمله الحسنيين ؛ حسنى الدنيا وحسنى الآخرة فلا شيء عليه في ذلك لأن الله تعالى يقول : { ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب } 2 / يختلف الكثير من طلبة العلم في معاملة أهل المعاصي ، فما التوجيه الصحيح ؟ بعض طلبة العلم إذا رأوا المنحرف خلقياً أو فكرياً أو سلوكياً يكرهونه ويتخذون من هذه الكراهة نفوراً منه وبعداً عنه ولا يحاولون أبداً أن يصلحوا إلا من شاء الله من طلبة العلم الذين أنار الله قلوبهم ويرون أن هجره وكراهته والبعد عنه والتنفير منه قربة وهذا لا شك أنه خطأ وأن الواجب على طلبة العلم أن ينصحوا وينظروا كم من إنسان في غفلة فإذا نصح استجاب وما أشد تأثير جماعة أهل الدعوة ؛ الذين يسمون أنفسهم أهل الدعوة والتبليغ ما أشد تأثيرهم على الناس وكم من فاسق اهتدى فأطاع ، وكم من كافر اهتدى فأسلم على أيديهم لأنهم وسعوا الناس بحسن الأخلاق وإن كان يؤخذ على جماعة الدعوة التبليغ ما يؤخذ وبعض طلبة العلم يكون عندهم غيرة ، لكن لا يحسنون التصرف والواجب أن الإنسان يكون في تصرفاته على علم وبصيرة وعلى قدر كبير من الحكمة نسأل الله للجميع التوفيق والحمد لله رب العالمين 3 / هناك بعض طلبة العلم يحرص على حضور دروس طلبة العلم دون أن يلقي اهتماماً بدروس العلماء الذين جمعوا ما لم يجمعه طلبة العلم فما توجيه فضيلتكم ؟ الذي أراه أن الإنسان ينبغي أن يطلب العلم على عالم ناضج ؛ لأن بعض طلبة العلم يتصدر للتدريس فيحقق المسألة من المسائل ؛ سواء حديثية أو فقهية أو عقائدية يحققها تماماً ويراجع عليها فإذا سمعه الناشىء من طلبة العلم ظن أنه من أكابر العلماء لكن لو خرج قيد أنملة عن هذا الموضوع وجدت أنه ليس عنده علم لذلك يجب على طالب العلم المبتدىء أن يتلقى العلم على يد العلماء الموثوق بعلمهم وأمانتهم ودينهم 4 / يلاحظ ضعف الهمة والفتور في طلب العلم ، فما الوسائل والطرق التي تدفع إلى علو الهمة والحرص على العلم ؟ ضعف الهمم في طلب العلم من المصائب الكبيرة وهناك أمور لابد منها : أولاً : الإخلاص لله ــ عز وجل ــ في الطلب والإنسان إذا أخلص لله في الطلب ، وعرف أنه يثاب على طلبه وسيكون في الدرجة الثالثة من درجات الأمة فإن همته تنشط { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا } ثانياً : أن يلازم زملاء يحثونه على العلم ويساعدونه على المناقشة والبحث ولا يمل من صحبتهم ما داموا يعينونه على العلم ثالثاً : أن يصبر نفسه قال تعالى لنبيه : { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا } 5 / ما نصيحة فضيلتكم لمن يجعل الولاء والبراء لإخوانه في موافقتهم له في مسألة أو عدم موافقتهم له ، وكذلك ما يحصل من الحسد والبغض من طلاب العلم ؟ هذا صحيح فإن بعض الناس يجعلون الولاء والبراء مقيد بالموافقة له أو عدم الموافقة والآن تجد بعض الإخوان مع الأسف يرد على إخوانه أكثر مما يرد على الملحدين ثم إن الحسد لا يستفيد منه الحاسد إطلاقاً ، بل لا يزيده إلا غماً وحسرة والحاسد في ظروف طالب العلم مشكوك في نيته وإخلاصه في طلب العلم ؛ لأنه إنما حسد لكون الثاني صار له جاه عند الناس بهذا ينتهي العدد الأول من هذه السلسة المباركة وللتنويه بعض الفتوى حذفت منها الاستطرادات الغير داخلة في مضمون الفتوى وقد أقوم بالاختصار غير المخل أسال الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،، .:: سليمان بن مهران ::.