[الـصـمـصـام]

..


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله معز الحق و ناصره ، و مذل الكفر و قاهره ، و صلاةً و سلاماً على خير من وطئ الحصى ، و مشى فوق الثرى ..

أيها الأحبة ، لا يخفاكم أن هذه الأعصار فيها ما فيها من الأعاصير الفكرية التي تحاول زعزعة شجرة الإيمان المغروسة في القلوب ، و زحزحة صخرة التوحيد الصلبة في النفوس ، فوُجِهَّت هجماتٌ بأسماءٍ و مسمياتٍ ، و مصطلحات ملتوية ، خُلاصتها تزييف الحقائق ، و طمسُ أوضح المعالم ..

و من هذه الهجمات : أن ديننا دين الحقدِ و الكراهية ، و البغض و العِداء للإنسانية و الشعوب ، تظهر هذه التهم من ألسنة طال ما اعتدى أصحابها ، و بثوا للعالم أبشع صور الكراهية ، و كانوا أعدى أعداءِ الإنسانية ، فعيروا غيرهم بما اقترفوه ، و عابوا الآخرين بما اقترفوه ..!

فثار مهازيلٌ من المسلمين ، يحملون علماً بلا ثبيت ، و فقها بلا تفكير ، فهبوا ليدفعوا الخطأ بالخطأ ، و يسكبوا الزيت على النار ، فعلت أصواتهم لتدفع هذه التهمة ، بمعضلة أخرى هي الأشنع و الأبشع لُبها إذابة الهوية الإسلامية ، و الخلط بين دين الله الحق و غيره من الأديان ، و هذا باسم التسامح و الوسطية - زعموا -
فخرجت دعاوى الضلالة و الجهالة بمسميات مبتدعة في المعنى و المبنى كـ( الدين الإبراهيمي ) و
( الدين السماوية ) أو ( وحدة الأديان ) و معنى ذلك ، أنه لا فرق بين اليهودي و النصراني و المسلم ، في هذا الوقت ، و هذا كفر صريح ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال: " والذي نفس محمد بيده! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار "رواه مسلم

قال سماحة الوالد العلامة عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي في شرح أصول السنة :
" أن من دعا إلى وحدة الأديان فهو كافر بإجماع المسلمين، هذا مرتد، ليس هناك دين حق إلا دين الإسلام، وما بقي فالأديان كلها باطلة، يقول الله تعالى : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُوَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) وقال سبحانه : (ِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)هو دين الله في الأرض وفي السماء، الإسلام هو دين آدم،ودين نوح، ودين هود، ودين صالح، ودين شعيب، ودين لوط، ودين إبراهيم، ودين موسى،ودين عيسى، ودين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، هو دين الأنبياء جميعا، وهوتوحيد الله، وإخلاص الدين له، والحذر من الشرك، وطاعة نبي في كل زمان، هذا الإسلام بمعناه العام، والإسلام بمعناه الخاص هو ما بعث الله به نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- من الشريعة الخاتمة توحيد الله، وما بعث الله به نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- من الشريعة الخاتمة، فمن دعا إلى وحدة الأديان وقال: إنه ينبغي أن تتحد الأديان، وأن تكون شيئا واحدا، وأن كل أحد يتدين بما يشاء، فهو مرتد، خارج عن ملة الإسلام بإجماع المسلمين ". أ.هـ

::: إليك إليك :::

يابن الإسلام ، و يا أخ العقيدة ، لقد دارت عليك دوائر سوء لئيمة و حيكت نوايا الخبث و المكر ، في عمل دؤوبٍ لا يُمل ، من أعداء الله - أخزاهم الله - من أرباب الكفر و النفاق من بني جلدتك ، مشاريع تدك الجبال ، و مؤمرات على الشباب و الأطفال ، و النساء و الرجال ، تهدف إلى أن تعلن بصراحة البراءة من الدين ، و هذا مصداق قول الله تعالى : {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } ، و قوله تعالى : { وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} ..

و دورك هنا أن توقن بأنك على الحق ، و لا تلتفت لزخرف القوم و أقوالهم ، و أن تلتمس الحق من المعين العذب الزلال ، ففيه النجاة ، و في غيره الخسار و الوبال ..
يا أخ العقيدة ، إننا اليوم بحاجة إلى دراسة العقيدة ، ووعيها و إدراك مقاصدها و غاياتها و التمسك بها و الدفاع عنها و نشرها و بثها في الأفاق و الاعتزاز بها ، فكن بعقيدتك شامخ الرأس ، عالي الهامة رفيع القامة ، و قل أنا مسلم موحد ، و لك الشرف و الفخر .

[POEM="font="Simplified Arabic,4,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]و مما زادني شرفاً و فخرا = و كدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولكَ يا عبادي = و أن صيرتَ أحمدَ لي نبيا[/POEM]

العقيدة العقيدة يا أبناء الإسلام ، هي أغلى ما تملك ، و أعز ما يُملك ..
فالويل لمن باع عقيدته و جعلها رخيصة الثمن و استبدل الباقي النفيس ، بالفاني الخسيس ..

فاللهم اهدنا الصراط المستقيم ، و أجرنا من صراط المغضوب عليهم من اليهود ، و الضالين من النصارى ..


أخوكم / الصمصام