|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
13-02-2008, 04:04 PM | #15 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 128
|
السلام عليكم
الدُره التاسعة • لما رأى المتيقظون سطوة الدنيا بأهلها, وخداع الأمل لأربابه, وتملك الشيطان قياد النفوس, ورأوا الدولة للنفس الأمارة, لجأوا الى حصن التضرّع والالتجاء, كما يأوي العبد المذعور الى حرم سيده. • شهوات الدنيا ك "لعب الخيال", ونظر الجاهل مقصور على الظاهر, فأما ذو العقل فيرى ما وراء الستر. • لاح لهم المشتهى, فلما مدوا أيدي التناول بأن لأبصار البصائر خيط الفخ, فطاروا بأجنحة الحذر, وصوبوا الى الرحيل الثاني: {يا ليت قومي يعلمون} يونس 26, تلمح القوم الجود, ففهموا المقصود, فأجمعوا الرحيل وشمروا للسير في سواء السبيل, فالناس مشتغلون بالفضلات, وهم في قطع الفلوات, وعصافير الهوى في وثاق الشبكة ينتظرون الذبح. • وقع ثعلبان في شبكة, فقال أحدهم للآخر: أين الملتقى بعد هذا؟ فقال: بعد يومين في الدباغة. • تالله ما كانت الأيام الا مناما, فاستيقظوا وقد حصلوا على الظفر. • ما مضى من الدنيا أحلام, وما بقي منها أماني, والوقت ضائع بينهما. • كيف يسلم من له زوجة لا ترحمه, وولد لا يعذره, وجار لا يأمنه, وصاحب لا ينصحه, وشريك لا ينصفه, وعدو لا ينام عن معاداته, ونفس أمارة بالسوء, ودنيا متزيّنة, وهوى مرد, وشهوة غالبة له, وغضب قاهر, وشيطان مزين, وضعف مستول عليه. فان تولاه الله وجذبه اليه انقهرت له هذه كلها, وان تخلى عنه ووكله الى نفسه اجتمعت عليه فكانت الهلكة. • لما أعرض الناس عن تحكيم الكتاب والسنة والمحاكمة اليهما, واعتقدوا عدم الاكتفاء بهما, وعدلوا الى الآراء والقياس والاستحسان وأقوال الشيوخ, عرض لهم من ذلك فساد في فطرهم, وظلمة في قلوبهم, وكدر في أفهامهم, ومحق في عقولهم. وعمتهم هذه هذه الأمور وغلبت عليهم, حتى ربي فيها الصغير, وهرم عليها الكبير, فلم يروها منكرا. فجاءتهم دولة أخرى قامت فيها البدع مكان السنن, والنفس مقام العقل, والهوى مقام الرشد, والضلال مقام الهدى, والمنكر مقام المعروف, والجهل مقام العلم, والرياء مقام الاخلاص, والباطل مقام الاخلاص, والباطل مقام الحق, والكذب مقام الشرك, والمداهنة مقابل النصيحة, والظلم مقام العدل. فصارت الدولة والغلبة لهذه الأمور, وأهلها هم المشار اليهم فاذا رأيت دولة هذه الأمور قد أقبلت, وراياته قد نصبت, وجيوشها قد ركبت, فبطن الأرض والله خير من ظهرها, وقلل الجبال خير مكن السهول, ومخالطة الوحش أسلم من مخالطة الناس. اقشعرّت الأرض وأظلمت السماء, وظهر الفساد في البر والبحر من ظلم الفجرة, وذهبت البركات, وقلّت الخيرات, وهزلت الوحوش, وتكدرت الحياة من فسق الظلمة, بكى ضوء النهار وظلمة الليل من الأعمال الخبيثة والأفعال الفظيعة, وشكا الكرام الكاتبون والمعقبات الى ربهم من كثرة الفواحش وغلبة المنكرات والقبائح. وهذا والله منذر بسيل عذاب قد انعقد غمامه, ومؤذن بليل بلاء قد أدلهم ظلامه. فاعزلوا عن الطريق هذا السيل بتوبة ممكنة وبابها مفتوح. وكأنكم بالباب وقد أغلق, وبالرهن وقد غلق وبالجناح وقد علق {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} الشعراء 227. • اشتر نفسك اليوم, فان السوق قائمة, والثمن موجود, والبضائع رخيصة, وسيأتي على تلك البضائع يوم لا تصل فيه الى قليل ولا كثير: { ..وذلك يوم التغابن} التغابن 9, { ويوم يعض الظالم على يديه} الفرقان 27. اذا أنت لم ترحل بزاد من التقى وأبصرت يوم الحشر من قد تزودا ندمت على أن لا تكون كمثله وأنك لم ترصد كما كان أرصدا • العمل بغير اخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملاء جرابه رملا يثقله ولا ينفعه. • اذا حملت على القلب هموه الدنيا وأثقالها, وتهاونت بأورادها التي هي قوته وحياته, كنت كالمسافر الذي يحمل دابته فوق طاقتها ولا يوفيها علفها, فما أسرع ما تقف به. ومشتت العزمات ينفق عمره حيران لا ظفران ولا اخفاق هل السائق العجلان يملك أمره فما كل سير اليعملات وخيد رويدا بأخفاف المطى فانما تداس جباه تحتها وخدود اليعمل : الناقة التي تعمل كثيرا, العذرة : خد البعير اذا أسرعت في المشي. • من تلمح حلاوة العافية هانت عليه مرارة الصبر. • الغاية أول في التقدير, آخر في الوجود, مبدأ في نظر العقل, منتهى في منازل الوصول. • ألفت عجز العادة, فلو علت بك همّتك ربا المعالي لاحت لك أنوار العزائم. • انما تفاوت القوم بالهمم لا بالصور. نزول همة الكساح دلاه في جب العذرة. الكساح: داء يصيب الابل, العذرة فناء البيت, وكذلك يقال للغائط. • بينك وبين الفائزين جبل الهرم, نزلوا بين يديه ونزلت خلفه, فاطو فصل منزل, تلحق بالقوم. • الدنيا مضمار سباق, وقد انعقد الغبار وخفى السابق, والناس في المضمار بين فارس وراجل وأصحاب حمر معقرة. سوف ترى اذا انجلى الغبار أفرس تحتك أو حمار • في الطبع شره, والحمية أوفق. • لص الحرص لا يمشي الا في ظلام الهوى. • حبة المشتهى تحت فخ التلف, فتفكر الذبح وقد هان الصبر. • قوة الطمع في بلوغ الأمل توجب الاجتهاد في الطلب, وشدة الحذر من فوت المأمول. • البخيل فقير لا يؤجر على فقره. • الصبر على عطش الضر, ولا الشرب من شرعة منّ. • تجوع الحرة, ولا تأكل بثدييها. • لا تسأل سوى مولاك, فسؤال العبد غير سيده تشنيع عليه. • غرس الخلوة يثمر الأنس. • استوحش مما لا يدوم معك, واستأنس بمن لا يفارقك. • عزلة الجاهل فساد, وأما عزلة العالم فمعها حذاؤها وسقاؤها. • اذا اجتمع العقل واليقين في بيت العزلة, واستحضر الفكر وجرت بينهم مناجاة: أتاك حديث لا يمل سماعه شهى الينا نثره ونظامه اذا ذكرته النفس زال عناؤها وزال عن القلب المعنى ظلامه • اذا خرجت من عدوك لفظة سفه, فلا تلحقها بمثلها تلقّحها, ونسل الخصام نسل مذموم. • حميتك لنفسك أثر الجهل بها, فلو عرفتها حق معرفتها أعنت الخصم عليها. • اذا اقتدحت نار الانتقام من نار الغضب ابتدأت بحراق القادح. • أوثق غضبك بسلسلة الحلم, فانه كلب ان أفلت أتلف. • من سبقت له سابقة السعادة, دل على الدليل قبل الطلب. • اذا أراد القدر شخصا بذر في أرض قلبه بذر التوفيق, ثم سقاه بماء الرغبة والرهبة, ثم أقام عليه بأطوار المراقبة, واستخدم له حارس العلم, فاذا الزرع قائم على سوقه. • اذا طلع نجم الهمة في ظلام ليل البطالة, وردفه قمر العزيمة, أشرقت أرض القلب بنور ربها. • اذا جن الليل تغالب النوم والسهر, فالخوف والشوق في مقدم عسكر اليقظة, والكسل والتواني في كتيبة الغفلة, فاذا حمل العزم حمل على الميمنة فانهزمت جنود التفريط, فما يطلع الفجر الا وقد قسمت السهمان وبردت الغنيمة لأهلها. • سفر الليل لا بطيقه الا مضمر المجاعة, النجائب في الأول, وحاملات الزاد في الأخير. • لا تسأم الوقوف على الباب ولوطردت, ولا تقطع الاعتذار ولو ردت, فان فتح الباب للمقبولين دونك فاهجم هجوم الكذابين وادخل دخول الطفيلية وابسط كف {وتصدّق علينا} يوسف 88. • يا مستفتحا باب المعاش بغير اقليد التقوى (أي مفتاحها), كيف توسع طريق الخطايا وتشكو ضيق الزرع. • لو وقفت عند مراد التقوى لم يفتك مراد. • المعاصي سد في باب الكسب, و" ان العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه", جزء من حديث أخرجه ابن ماجه 2\1334 رقم 4022, وأحمد 5\277, عن ثوبان. تالله ما جئتكم زائرا الا وجدت الأرض تطوي لي ولا انثنى عزمي عن بابكم الا عثرت بأذيالي • الأرواح هي الأشباح كالأطيار في الأبراج, وليس ما أعد للاستفراخ كمن هيىء للسباق. • من أراد من العمال أن يعرف قدره عند السلطان فلينظر ماذا يوليه من العمل وبأي شغل يشغله. • كن من أبناء الآخرة ولا تكن من أبناء الدنيا, فان الوليد يتبع الأم. • الدنيا لا تساوي نقل أقدامك اليها, فكيف تعدو خلفها؟. • الدنيا مجاز والآخرة وطن, والأوطار انما تطلب من الأوطان. الاجتماع بالخوان قسمان: أحدهما: اجتماع على مؤانسة الطبع وشغل الوقت, فهذا مضرّته أرجح من منفعته, وأقل ما فيه أنه يفسد القلب ويضيع الوقت. ثانيهما: الاجتماع بهم على التعاون على أسباب النجاة والتواصي بالحق والصبر, فهذا من أعظم الغنيمة وأنفعها, ولكن فيها ثلاث آفات: الأولى: تزين بعضهم لبعض. الثانية: الكلام والخلطة أكثر من الحاجة. الثالثة: أن يصير ذلك شهوة وعادة ينقطع بها عن المقصود. وبالجملة, فالاجتماع والخلطة لقاح امل للنفس الأمارة واما للقلب والنفس المطمئنة, والنتيجة مستفادة من اللقاح, فمن طاب لقاحه طابت ثمرته, وهكذا الأرواح الطيّبة لقاحها من الملك, والخبيثة لقاحها من الشيطان, وقد جعل الله سبحانه بحكمته الطيبات للطيبين, والطيبين للطيبات وعكس ذلك. اقرأ الآية 26 من سورة النور. |
الإشارات المرجعية |
|
|