|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
15-02-2008, 12:08 AM | #1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
وقفات مع ( أبوس ) في رده على أبي عابد ..
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , وبعد :
فقد قام الأخ العزيز , واللغوي النحرير أبو قصي ( أبوس ) [ ولا أعلم من اسمه غير هذا ] بنقد قوي لبعض ما أنشده المنشد الكبير الأخ أبو عابد , ويسرني أن يكون لي مع هذا النقد وقفات أرجو أن تكون نافعة , فإن وفقت فيها للصواب فهذا من توفيق الله وفضله , وإن كانت الأخرى فعفو الله أو سع لنا , وهو يتولى الصالحين : الوقفة الأولى : ليس في بيان أخطاء شخصٍ مّا إذا كانت أخطاؤه علمية ظاهرة للناس أي غيبة أو مسبة ؛ لأنه لا يسلم أحد من الخطأ والزلل , وما زال العلماء قديماً وحديثاً يبينون أخطاء بعضهم , وينتقد بعضهم بعضاً , ويصنفون في ذلك المصنفات , ولم يقل أحد إن هذا من الغيبة المحرمة , وهم أعلم شأناً بالشرع وبكلام العرب الذي نطق به سيد البشر . أما أن يقول قائل : إن أولئك علماء أجلاء أو صحابة كرام فأين نحن منهم ؟؟ فتلك حجة باطلة , وهل نحن إلا نقتدي بهم , ونسير على إثرهم , إذاً فليسقط الجهاد لأننا لسنا كالصحابة فنجاهد , وليسقط قيام الليل لأننا لسنا كأحمد وابن أدهم والنخعي فنكون مثلهم !!! ( ما هذا المنطق الفاسد ؟؟؟؟ ) . الوقفة الثانية : في بعض ما رده ( أبوس ) على أبي عابد مسائلُ يغلب على ظني أنه لا يتحملها المنشد , وإنما يتحملها قائل النص ( الشاعر ) , وأبو عابد ليس عالماً باللغة كي يصحح ما أخطأ به غيره , إلا أن يكون أبو عابد قد غَيَّرَ وأخطأ بالنقل , فهنا يتحمل ما أخطأ به . ومن ذلك لفظ ( الجَهُورِ ) : أعتقد أنه خطأ من الشاعر وليس من المنشد ؛ لأنه خطأ شائع حتى بين متخصصي علم اللغة . ومثله ( لا يؤتاه مفتونا ) ( الشواشينا ) ( ونحن المستجيبينا ) , كل هذه الأخطاء إنما هي من صاحب النص , إلا أن يكون أبو عابد هو صاحب النص فهذا شأن آخر . الوقفة الثالثة: تمنيت من أخي ( أبوس ) أن يأتي بالنص كاملاً ليتبين وجه الخطأ , لا أن يقتطع موضع اللحن فقط ؛ وذلك أنني لم أسمع نشيد أبي عابد , وقد يكون غيري كذلك لم يسمعه , فلا أدري ما الذي قبله كي أبحث له عن مخرج نحوي يمكن أن يُهْتَدَى إليه , ولو كان ضعيفاً ؛ لأن النحوي كما يقال : هو مَنْ لم يُلَحِّنْ غيرَه , أي أن يبحث له عن وجه من العربية , أما مجرد التلحين فهو أمر في غاية السهولة , وكلٌّ يستطيع أن يكتشف اللحن , ولكن التمايز الحقيقي هو بإيجاد مخرج لغوي لهذا النص أو ذاك , وهذا ما كان يسير عليه أبو الفتح ابن جني في موقفه من ديوان المتنبي , وابن الشجري في أماليه , وخلفهم في ذلك العالم الجليل , ذو الشأن العظيم ابن هشام الأنصاري في كتابه جليل القدر ( مغني اللبيب ) , حيث يتلمسون أوجه العربية قبل أن يحكموا على نصٍ مّا بأنه لحن أو خطأ . ولا يعني قولي هذا أن أبا عابد لم يقع في اللحن , وأن أخانا ( أبوساً ) قد أخطأ في بيان اللحن , كلا والله , بل إن مجمل اعتراضات أبي قصي كانت في محملها , وهي لحون ظاهرة جلية , ولكن تمنيت أنه أتى بالنص كاملاً ؛ إذ قد يخفى على امرئٍ مّا وجهٌ من العربية يهتدي إليه غيرُه . ومن ذلك قوله :[ وَغَدٌ بين الليالي ) . يبدو أنها معطوفةٌ على ( ماضٍ ) ؛ فيكون الصواب : ( وغدٍ بين الليالي ] . فقوله : ( يبدو ) دليل على أنه لم يجزم بالخطأ , ولا أعلم ما الذي قبلها , ولا موقع ( ماضٍ ) من الإعراب , فتمنيت أنه أتى بالنص لكي يتبين الأمر . الوقفة الرابعة : المناقشات اللغوية : 1. قال أبوس : قد أتى زمنُ الفَواقِ ) . الصواب : ( الفُواقِ ) بمعنى : الإفاقةِ (. قال كبير المحايدين : لماذا لا يكون المعنى : قد أتى زمن الرجوع والأوبة إلى المجد ؟؟ ويكون الفتح حينئذٍ صحيحاً كما قرره ابن فارس في مقاييس اللغة , فقد أشار إلى أن ( الفواق ) بفتح الفاء وضمها تعني الرجوع والأوبة والارتداد ( مقاييس اللغة 4/461 ) مادة ( فوق ) . 2. قال أبوس : الشواشينا . لا أدري ما معناها ! ربما يريد جمعَ ( شيشاني ) . وهو مضحِك ، فوقَ أنه أعربَه جمع مذكر سالمًا . وهو خطأ . لن أناقش صحة جمع ( شيشاني ) على شواشين , وإنما أريد أن أسأل أخي أبوس : هل ترى أن لفظ ( الشواشين ) جمع مذكر سالمٍ ؟ حقيقة لا أعتقد ذلك , لأن الذي يظهر أنه جمع تكسير بوزن ( فواعيل ) مثل : الطواحين , والقوانين , وهو منصوب بالفتحة وليس بالياء . ثم هل ( جمع المذكر السالم ) إعراب ؟ كلا , فجمع المذكر إنما هو صيغة يصاغ بها الاسم ,ولها إعراب يخصها , وليست لفظاً إعرابياً مثل المبتدأ والخبر والفاعل والمفعول والنعت والبدل والحال وغيرها . نعم , يمكن أن أعتذر لأخي أبي قصي بأن يكون أراد : أعربه إعراب جمع المذكر , فيكون لفظ ( جمع ) نائباً عن المفعول المطلق وليس مفعولاً به . فإن كان هذا ما أراد فلا تثريب . 3. قال أبوس : نسْمات ) . الصواب : ( نسَمات .2- زفْرات ) . الصواب : ( زفَرات . القياس في جمع ( فَعْلَة ) جمع سلامة لمؤنث أن يكون على وزن : ( فَعَلات ) نحو : فَتْحَة : فَتَحات , جَلْسَة : جَلَسات .. الخ . ولكن قد يجوز إسكان عين الجمع في موضعين : الأول : أن يكون المفرد مصدراً , نحو : حسْرَة , وحَسَرات , ويجوز : حسْرات .( نص على ذلك ابن مالك في شرح التسهيل . 1/ 101 . ولفظ : زفرات , مفرده : زفرة , فهو مصدر ( اسم مرة ) فهذا مما أجازه ابن مالك . الثاني : في ضرورة الشعر , وقد جعله ابن مالك من أسهل الضرورات [ شرح التسهيل 1/101 ] وفي ضرائر الشعر لابن عصفور عدة أبيات من هذا النوع ومن ذلك قول ذي الرمة : ..................................... ورفْضات الهوى في المفاصل وقال آخر : ولكن نظْرات بعين مريضة ............................... وقال آخر : ........................... ومالي بزفْرات العشي يدان ( انظر : ضرائر الشعر لابن عصفور : 85-86 ) . 4. قال أبوس : وشهراً كلّه بركات : الصواب : كلُّ برفع كله . قلت : مشكلتي أني لا أعرف ما قبله من كلام , لكن أتساءل : هل يمنع أن أجعل ( كله ) توكيداً للظرف ( وتوكيد النكرة أجازه الكوفيون بشرطين : أن يكون المؤكِّد لفظاً عاماً , وأن يكون المؤكَّد اسم زمان ) وقد توفر الشرطان هنا , ويبقى إعراب بركات : فإن كانت مرفوعة فقد يجوز أن تكون مبتدأ مؤخراً والظرف خبراً مقدماً , وإن كانت منصوبة فقد يجوز نصبها على الحال إن كان قد سبقها عامل صالح للعمل بها . 5. قال أبوس : من خيرِه العَمِمِ ) . الصوابُ : ( العَمَم ) ؛ قال الشاعر : يا ليتَ شعري عنكَ والأمرُ عَمَمْ عفا الله عنكَ يا أبا عابدٍ ؛ كم أضلّ خطأُ نطقِك لهذه الكلمةِ وغيرِها من أناسٍ ؛ فباتوا ينطقونها كما تنطقها ! أفلا عرضتَها على عالمٍ باللغةِ ! لا أدري كيف أخذت أبا عابد بجريرة غيره , هل أخطأ الناس في نطق هذه الكلمة بسبب سماعهم لنشيد أبي عابد ؟ قطعاً لا . هذه الكلمة ورد فيها اللحن قديماً , وقد وجدتها في بردة البوصيري التي مدح بها الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول : يا أعظم الرسل ما لي من ألوذ به # سواك عند حلول الحادث العَمِمِ هكذا ضبطت في الديوان ( العَمِمِ ) بكسر الميم الأولى , فقد يكون اللحن من البوصيري نفسه , وقد يكون من الطابع , وعلى أيهما رميت الخطأ فإن أحداً منهما لم يسمع نشيد أبي عابد . هذا على القول بأن ( عمِم ) لحن ؟ أما إن جعلناها صحيحة قياساً لا سماعاً فهو أولى , وذلك أن المصدر جاء بالفتح ( العمَم ) ويراد به الخير الكثير , وعامة الناس , وإن كسرنا الميم نريد به الصفة كما يقال : بطَر , وبطِر , وأَشَر , وأشِر , فقد يكون له وجه . الوقفة الخامسة : من هامش الحوار : من خلال رده على أخينا ( سامي بريده ) قال أبوس : فهمنا من كلامِ الأخ - حفظه الله - أن العلماءَ الأوائلَ كانوا مولعين بالغيبةِ ، كابن بريّ في تبيينه أخطاءَ الصحاح ، والمبرّد في تبيينه أخطاء سيبويه ، وأبي عبيد البكري في سمط اللآلي الذي أعرفه أن كتاب أبي عبيد البكري : اسمه : اللآلي , وليس : سمط اللآلي , لأن كلمة السمط أضافها محقق الكتاب وشارحه العلامة : عبد العزيز الميمني , فاللآلي للبكري والسمط للميمني . هذا ما لدي من ملحوظات لا أزعم أني أصبت فيها , ولكنها وجهات نظر , فإن كان لدى أخي أبي قصي ما يتحفني به من فوائد , ويرد على ما ذكرته فله مني جزيل الشكر والامتنان . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ [ محمود سامي البارودي ]
|
الإشارات المرجعية |
|
|