|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2002
المشاركات: 765
|
هـل تمـلك ثـُــلـُــثَ حِــيَـــازَةِ الـدُنـيـا بـحـَــذافـــيـــرِهـــا..؟!
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين،،،،أما بعد:
يقولُ المصطفى صلى الله عليهِ وسلم في الحدثِ الصحيح :(( من أصبح آمناً في سربه ، معافاً في جسده عندهُ قوتِ يومه فكأنما حيزة له الدُنيــا بحذافيرها ))رواهُ الترمذي وبن ماجه والبخاريُّ في الأدبِ المفرد. الله اكبر ... إنهـا كلماتٌ يسيرات ، لكنها حوت معنى الحياةِ الحقَّـه والإستقرارِ الدائم ، بـل إنها كلماتٌ ترسمُ للمرء صورةَ الحياة .. بقضها وقضيضها ، وحلوها ومرها ، وسهلها وصعبها ، على أنها لا تتجاوز هذه المعاييرَ الثلاثة والتي لا يمكن لأي كـائـنٍ بشريٍّ عاقـل أن يتصور الحياة الدنيويةَ الهانِــئة بدونِ توافرها ، إنــهُ أمنُ المرءِ في سربـه أي في بيتهِ ومجتمعه ، ومعافاتُهُ في بدنه ، وتوفرُ قوتِ يومه . لقد أتبع النبي صلى الله عليه وسلم أمن المرءِ في سِربِه بكونه معافاً في جَسَدِه وجعل المعافاةَ في الجَسَد ثُلُثَ حِيَازَةِ الدُنيا بحذافيرها وهذا أمرٌ واضِحٌ جلي ، لأنَّ الصِحَةَ تاجٌ فوق رؤسِ الأصِحَاء لا يراهُ ويحسُ بِه إلا المرضى مِنَ الناس الصحةُ والعافِيَةُ محـلٌ لأن يُغبَنَ فيها المرء على حدِّ قولِ النبي صلى الله عليه وسلم :(( نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس الصحةُ والفراغ ))رواهُ البخاريُّ وغيرُه. السلامة لا يعدلُها شيء والصحةُ التامه والسلامة من العِلَل والأسقامِ في البدن ظاهراً وباطناً لهو من مكامِل الحياة الهانِئَةِ المستقِرَه إذ فيها عونٌ على الطاعه والقيام بالتكاليف الشرعيه على أحسنِ وجهٍ كان ناهيكم عن أثرِ الصِحه والبسطةِ في الجسم في نواحي الحياةِ المختلفه ، والمؤمنُ القوي خيرٌ من المؤمنُ الضعيف وفي كُلٍ خير . والبسطةُ في العلمِ والجِسم مما تُنالُ بِهِ معالي الأُمور كما قال الله تعالى :(( إنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ )). وقال سبحانه عن موسى :((إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ... )) الأمراض والأسقامُ أدواءٌ مُنتَشِرةٌ انتشار النار في يابِسِ الحطب ومن هنا تكمُنُ الغِبطَه للأصِحاء ، غيرَ أنَّ هذهِ الأسقام هيَ وإن كانت ذات مرارةٍ وثُقل واشتدادٍ وعرك إلا أن الله جلَّ شأنُه جَــعَــلَ لهــا حِكَمــاً وفوائِدَ كثيره علمها من علمها وجهلها من جهلها . ولقد حدَّثَ بن القيم رحمه الله عن نفسه أنه أحصى ماللأمراض من فوائِدَ وحِكَم فزادة علىمـــــائــــ100ـــــةِ فــــائِـــده ((وقد قالَ رجلٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيتَ هذهِ الأمراض التي تُصيبُنا مالنا بِهـا قال : كــفَّــارات . قال ابيُّ بن كَعب وإن قلَّت .قال : وإن شوكةً فما فوقهـا ))رواهُ أحمد. وعندَ البُخاريِّ ومُسلِم أن رسولَ اللهِ صلى الله عليهِ وسلمَ قال :((مامن مسلمٍ يصيبُهُ أذىً من مرضٍ فما سواه إلا حطَّ الله بِهِ سيئاته كمــا تحطُّ الشجرةُ ورقهـا )) غيرَ أنهُ لا يظن مـمــا ســبـق أن المرض مطلبٌ منشود أو بلاءٌ يتطلعُ إليهِ العبدُ المسلم ، كــــلا .بل هوَ مِحـنــةٌ يكونُ الصبرُ مطلبــاً عندَ وقوعِــها . . إذ رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلمَ يقول :(( سَــلــو الله العفــو والعافــيـــة فإنَّ أحـداً لـم يـعــطَ بـعـد اليـقـيـن خيراً من العافِــيَـه ))رواه النسائيُّ وبن ماجه. وقال مطرفٌ رحمه الله :( لأن أُعافى فأشكُر أحب إلىَّ من أن أُبتلى فأصبر ) . وعلى كِلا الأمرين ... فإنَّ الصِحَةَ بِـلا إيمــانٍ هــواءٌ بِـلا مــاء ، والمرضَ بـلا صبرٍ ورضاً بــلاٌ يتـلُــوهُ بــلاء ، وجماعُ الأمرين .. دينٌ وإيـــمانٌ بالله . يقول بن مسعودٍ رضي اللهُ عنه :( إنَّـكُم ترونَ الكــافِر مـن أصحِّ الناسِ جـســماً وأمرضِهِـم قـلبــاً ، وتلقــونَ المؤمِــنَ من أصح الناس قلبــاً وأمرضِهِــم جسمــاً ، ويــمُ الله لـو مَرِضَــة قُـلُــوبُكُــم وصـحة أجسامُكُــم لكُـنتُم أهونَ على الله مِـن الجعــلان ). ........................................... قد قلت ما قلت ان صواباً فمن الله وإن خطأ فمن نفسي والشيطان . |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|