[ولـد الـرفـيـعـة]

حينما خلق الرب جل علاه ,, البشرية خلقها لتتكاثر ولكي يعبدون الله وحدة (وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون) ,, وكان الزواج بداية لتعانق واندماج فردين ببعضهما الى الموت وانتاج ابناء وهكذا دواليك الى ان تقوم الساعة وتزول هذه الدنيا الفانية ,, فكان للزواج في الانسانية عامة وفي الاسلام خاصة قداسة كبيرة جدا ,, لايتأمل ابعاد هذه القداسة الا من أمعن النظر فيها ,, فأصبحت الاسرة كيان هام في المجتمع يسعى الوعون الى بقاء قداستها ومحوريتها في الحياة ,, فضلت لبنة أساسية في مرجعية الانسان وفي شعوره بذاته وبقاء روحانيته التي دائما ماكانت الاسرة قائمة بشكل واعي اولاواعي لأعطاء الانسان وهج الحياة وروحنيتها وجنوحه اليها ـ والحديث عن هذا الاتجاة واهمية الاسرة لدى الانسان يطول ولكن ليس هذا موضوعنا الاهم ـ على كل حال بقيت الاسرة قائمة في تكوين الانسان واحساسه بذاته منذ أن خلق الله البشرية الى يومنا هذا ,, الا أنه في الفترة الاخيرة من مسيرة الحياة وتحديدا منذ قرنين أو أكثر ,, بداء هذا التماسك واللحمة الاسرية تتهدد وتتفكك بفضل اديولوجيات وافكار انتجها فلاسفة ومفكرون فأنهز كيان الاسرة بفعل منادة فكرية تريد أن تبقي الفرد بعيدا عن اسرة بأسم الحرية ,, ومفهوم الحرية لم يأتي لكي يهدم الاسرة ,, الا أن اعتناقه خصوصا بمفهومه الغربي اللبرالي يفرض عليه بشكل قوي أن يهز كيان الاسرة فالحرية لها متطلبات وهي تعني الفردية ,, وحينما يلجأ الانسان الى الفردية أو قل الانانية اذا شئت فأن هذا الامر يجعله ينفك من التلاحم والقيم الاسرية ,,فالمرأة على سبيل المثال التي لايمكن ان تكون حرة كأن تمارس الجنس بكل حرية دون تدخل القيم الاسرية ومنعها من القيام بذلك ,, بحكم تعاليم دينية وثقافية واجتماعية ,, هنا حينما تؤمن المراءة او الانسان بمفهوم الحرية فأن هذا الامر يتطلب أن تنهدم جميع هذه القيم والمسميات بجدار الحرية ومن هذا تتفكك الأسرة وتنمحي ,, لنظرب مثال أخر قد يقرب الصورة ,, الانسان الغربي والمؤمن بالفردية والحرية هو انسان يعمل لنفسه فقط ,, يمكن ان يأتي للسعودية ويعمل بها ولكن هذا العمل لنفسه فقط فالمال له وليس لأسرته ان تتدخل فهو لايعنيه فقر ابويه ولا حاجة اخوانه للمال فالاسرة لاتعني له شي ,, فهو يمشي على قاعدة نفسي نفسي ,, أذا الاسرة هنا ليست معتبرة لدى هذا الانسان الغربي المؤمن بالحرية المطلقة والفردية الذاتية ,, لكنا دعونا نظرب مثال مقابل لهذا المثال وهو مثال الترابط الاسري والعمل للأسرة والانغماس فيها واهلاك النفس في سبيلها ,, ولاشك أن هذه قيمة انسانية سليمة 100% وبدونها ستنفلت البشرية الى وحوش كاسرة تأكل بعضها بعض وتنغمس في انانية مطلقة ,, أقول لنأخذ مثالا العامل الهندي الذي يعمل في السعودية هو جاء اليها لكي يحصل المال ويبعث به الى ابويه واخوانه وقد يكون الى ابناء عمومته وقد يكون الى ابناء جيرانه ,, أنها القيم الانسانية الاسرية الفذة ,, وبغض النظر هل هو مسلم او هندوسي فالكل في الهند متمسك بالقيم الاسرية العظيمة بحكم ثقافة رائعة في هذا الجانب .
يبدو أني قد ابتعدت عن صلب الموضوع الا أن هذه التوطئة مهمة جدا للدخول في موضوعنا ,, فالانسان الواعي يستطيع وبكل بساطة الربط بين ماسبق وماسيأتي
ماأود قوله ومايوحيه عنوان الموضوع ,, في الاونة الاخيرة بدأنا نسمع عن المسيار وفي المجتمعات الاسلامية في الغرب سمعنا( بزواج فرند) ,, ومهما يكن من أمر فكلا المصطلحين يصبان بمفهوم واحد ,, وأن كنت ارى ان زواج فرند هو يختلف قليلا عن المسيار لأسباب سأذكرها ,, على كل حال لنركز على زواج المسيار الان
المسيار كان في فترة الثمانينيات والتسعينيات نسمع به قليلا ويلجأ اليه اؤلئك الاشخاص الذين لايملكون مال يجعلهم يبنون بيتنا بحكم تكاليف صعبة عليهم لأنهم فقراء فتمكث المراءة في بيتها والرجل في بيت اهله ويزورها((يسير عليها)) فيجلس عندها بضع ساعات أو ليلة ,, ومن ثم يعود الى بيته وتبقى في بيت أهلها ,, هذا نوع, وأن كان هذا النوع قليل جدا ,, النوع الاخر هو الانسان الغني ,, قد يكون لديه زوجة او زوجتين ,, ولكنه يريد أخرى لاتحمله تكاليف متعبة اضافة الى التكاليف الحالية ,, فيذهب اليها كل فترة ويبيت عندها في بيت اهلها أو بيت يكون قد استأجره لها بعيدا عن مصاريف كثيرة تنهكه وقد يتفق معها بأن لاينجبا اولاد ,, نوع ثالث وهو وقد يدخل في النوع الثاني وهو أمراءة قد تجاوزة سن الزواج وفاتها القطار ولم يتقبلها أحد فرأت أن يتزوجها احدهم ولو مسيار على الاقل ,, وقد تكون اسباب وانواع غير هذه .
وفي الفترة الاخيرة وبعد عام 2000م انتشر هذا المصطلح بكثرة ووجدنا الكثير من يبحث عن المسيار وتنوعت الاسباب وتعددت ,, وأقبل عليها الكثير من الشباب ,, وكادت او انها اصبحت ظاهرة كبيرة يُدق ناقوس الخطر عليها ,, لماذا خطرة ؟ هي خطرة لأنها ترجع بنا الى مقدمتنا وهي التفكك والانحلال وغياب المؤسسة الاسرية الحاضنة للأبناء ,, ربما في السابق نقبلها لضروف معينة ولأنها لم تصبح ظاهرة فقليل جدا كنا نسمع بها ,, أما الان فحديث الشباب عنها لايتوقف ولنا الان أن نتوقف على اسباب حدوثها وعن سلبيتها :
سبب حدوثها : لاشك أننا نعيش كما يقول أحد الاصدقاء بعصر الثورة الجنسية بحكم الانفتاح الفضائي والتكنولوجي فلم يعد هناك ممنوع فالقنوات الفضائية تعج بالقنوات الجنسية والاغرئية وشبه الجنسية , واصبح النت ممتلئ بالمواقع الايباحية التي بكبست زر تستطيع ان تكتشف كل شيء ,, هذه الامور تساهم في الاشتعال الجنسي ,, واصبح لدى كثير من الشباب التفكير الجنسي هو الغالب ,, فهو يتعرف الى البنات عن طريق النت أو عن طريق الاسواق أو بالبلتوث بدافع جنسي ,, شعر بذلك أولم يشعر ,, فأصبح لدينا سعار وهيجان جنسي بشكل مخيف فبجانب هذه الاسباب وجدنا اقبال كبير من الشباب للسفر للخارج ,, عموما هذه المؤشرات والمؤثرات دفعت الشباب الى ممارسة الجنس ,, وبما أن الشاب لايمكنه ان يجد ذلك الامر بسهولة ,, وقد يكون فيه ضمير أو لديه محافظة دينية ,, فسيلجأ الى مكان يفرغ به هذه الطاقة المستعرة ,, لذلك لن تتوقف الحلول ,, سيبحث عن الزواج ,, ولكن سيجد أمامه أن الزواج هو ارتباط ومسؤولية ,, والشباب الان للأسف ليسوا كفؤ للزواج ومسؤولياته وما انتشار حالات الطلاق الكثيرة في مجتمعاتنا الا مؤشر على ذلك ,, أضف الى ذلك أن هناك من الشباب ليسو لديهم المال الذي يؤهلهم الى بناء حياة أسرية وبناء بيت متكامل ,, بحكم قلة توفر الوضائف وبحكم قلة المرتب أن كانت هناك وظيفة للأسف الشديييييييييد ,, أظف الى ذلك أيضا غلاء الاسعار والحجات الاستهلاكية والاساسية كاالاجار وارتفاع الاسعار في جميع الخدمات ,, انطلاقا مما سبق فأن الشاب سيلجأ الى المسيار والبحث عنه بأي وسيلة فيوميا اسمع عنه وهناك حرص كبير عليها من لدن الشباب خاصة ,, فما سبق هو اسباب حدوثه .

الا أن الاهم هو ماسلبيات ذلك وما اضراره ,, حينما نبحث عن ذلك فأننا نتعرف على الاشكالات الاتية ,, فزواج المسيار يعود بناء الى التفكك الاسري فالبيت الذي يتواجد فيها ابواين يكونا قريبين من ابنائهما سينعكس هذا الامر نفسيا وعقليا وتربويا على ابنئهما وستكون تربية سليمة جدا ,, لكننا حينما لانجد هذا المحضن وتصبح الاسرة مبنية على المسيار فأن الابناء سيكون لديهما اشكالات خطيرة فالاب غير متواجد في البيت والابناء في يد الام ,, ووجود الاب والام بالقرب من ابنائهما أمر مهم جدا لكي ينشؤ متكاملين من الناحية العاطفة والتربية النفسية وأمور اخرى ,, بالاضافة الى هذا الاشكال يعلمنا زواج المسيار أن لايعتمد الانسان على مرجعية كبيرة وهي الاسرة,, كذلك يجعل الانسان يفقد المسؤولية والاحساس بها فهو يسكن في بيته وزوجته في بيت اخر وهذا يجعله حرا طليقا لايشعر ان هناك اناس خلفه يحب ان يقضي الكثير من وقته لديهم , , وهذا له سلبياته الكثيرة التي تحتاج الى موضوع كامل ,, وهو ابتعاد الاب عن البيت ,, أذن حينما ينتشر زواج المسيار فأنه ستفقد الاسرة حيويتها ويصبح الفرد فرديا حرا منطلقا عن قيود الأسرة, وتصبح حياته مكرسة للهو وللجنس وللبعد عن المسؤولية وكينونة الاسرة واهميتها التي لايمكن ان نحصر هذه الاهمية في هذا الموضوع .

الحقيقة الموضوع كبير للغاية وأسبابه وسلبياته كثيرة جدا الا أنني اجد نفسي اني أطلت عليكم كثيرا ,, كما أن هنا اسباب وسلبيات قد تطايرت مني بحكم الارهاق الذي اشعر به .


نبذة مختصرة عن (زواج فرند)
زواج فرند هو مثله مثل زواج المسيار الا أنه قد تختلف اسبابه ومدى سلبياته ,, وهو يعمله المسلمون الذين يعيشون في الغرب ,, واسبابه في المقام الاول اقتصادية ,, فالشاب او الفتاة المسلمة المهاجرين الى الغرب يتزوجان بعض وكل يبقى في بيت اهله ويخرجون سويا ويجتمعون كما الاصدقاء ويمارسون مااحل الله لهم وكلٌ في بيته ,, ولكن تبقى سلبياتها قريبة جدا لسلبيات زواج المسيار خصوصا فيما يتعلق في المحضن والتربية الاسرية لدى الابناء