[أبـو العبـــاس]

أئمة الجمعة الحمقى !!

أرأيت لو كنت في قوم أهل قذارة ودرن ، لا ينظفون أجسادهم البتّة ، فأراد مصلحٌ إرشادهم إلى النظافة والجمال فقام فيهم مُقامَ من يُسمع قوله ثم قال : اعلموا أيها الناس أن البعضَ يترك جسده للأوساخ يومًا ويومين وثلاثة وشهرًا وشهرين وثلاثة حتى تتراكم وتجتمع وتجعل منه كومةً من القذر والوسخ ، وهو إنما تركها طلبًا للراحة لما في الغُسل من تعب وجهد في جلب ماءه من الآبار البعيدة ، وقد يترك الغسل لما يراه في نفسه من ازدراءه بالفقراء والمساكين من المسلمين حين التنظّف .
ثم سكت وأوقف خطبته لظنّه درك الإصلاح في كلامه !
أكنت قائلاً له : جزاك المولى كل خير لما بغّضت من المنكر وما حسّنت من المعروف !
أم أنّك ستجرّه من أذنه إلى أقرب معلّم صبيان ليفهمه أصول الكلام وكيفيّة الإنكار والتغيير ؟

كثير من خطباء مساجدنا كـ " خطيب النظافة " ؛ ترى الواحد منهم ما إن يرتقي درجات المنبر إلا تظن أنّ أحدهم دهس ابنه متعمّدًا ، بكاء وعويل ، واسترحام واستعطاف ، وحمق واستغفال !

في زمن الربيع يُكثر الخطباء من ذكر مفاسد الرحلات البريّة ولكن أكان من واجب الخطيب أن يسرد على المصلّي فيلم الحوادث التي وقعت ؟ وكيف أنّ الشاب استغل بُعد البنت عن أهلها فاقترب منها بسيّارته وفتح شبّاك السيّارة (!) وهمس لها باستعطاف وتغنّج ، وكلّمها قليلاً ثم عرض عليها أن تقود السيارة ! أو مدح قيادتها للدراجة .... وفعل وفعل .. ثم فعلت وفعلت ...... الخ !

والله إن المرء ليشك أحيانًا أهو في خطبة جمعة أم في دورة مكثّفة في فن اصطياد الفتيات !!

وفي زمن الأحداث السياسيّة وما يواجهه إخوانٌ لنا من تشريد وتعذيب يُؤلم النفس ويحز في الفؤاد ويُغيض كل مسلم على وجه الأرض إلا بعض الخطباء الذين يفرحون بهذا الحدث جاعلين منه موضوع خطبتهم القادمة ! ليقوموا فيها مُقام النائحة في المأتم ، يبدؤون بالعويل والصياح : كيف فعل اليهود كذا ، وأين هيئة الأمم ! ، وأوّاه من ما جرى للمسلمين ، كم قُتّل منهم .. وكم .. وكم .. !!
ثمّ ماذا ؟
لا شيء ، ينزل الخطيب بعدها ليتناول وجبته الدسمة مطمئنًّا على الخمسمئة ريال ثمن الخطبة !
من تخاطب يا حضرة الخطيب ؟؟
وما هو دورنا فيما يجري من أحداث ؟؟
لا شيء ، فقط علينا البكاء مع الخطيب ؛ ليعلم أن خطبته جيده ، وأنّه خطيب رائع استطاع إبكاء مستمعيه !!


أقول :
واجب على الخطيب أن يكون له هدف في كل خطبة ، وأن يجعل كل لفظ فيها يؤيّد هدفه ويعضده .

أبو العباس