بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » [ نصف ريال ] كان السبب في قتل فرحتي ! " يوجد صور " .

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 27-02-2008, 11:13 PM   #1
الــنــهــيــم
عـضـو
 
صورة الــنــهــيــم الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2003
البلد: بين دفات الكتب !
المشاركات: 11,880
[ نصف ريال ] كان السبب في قتل فرحتي ! " يوجد صور " .







لم تكن لتسعني الفرحة، حينما سمَحت لي جدتي -رحمها الله- في تلك الظهيرة، بالذهاب لشراء لبنها المفضل " نجديّة " لتكتمل روعة غدائها، ولذة طعامها، وسَببُ الفرحة الغامرة تلك، ذلكَ أن سعر اللبن في ذلكم الوقت سبعة ريالات ونصف، ومعنى ذلك أني سأحظى بالنصف ريال المتبقي، والذي يكون في العادة، من نصيب أخي الأكبر " ياسر " .

كنتُ أستعجلُ على جدتي لكي تعطيني النقود، فأرحل بسرعة وخلسة، خشية أن يعترضني أيّ عارض، فتتشتت فرحتي، وتتبدد سعادتي، لكنّ الله يسرّ، فخرجتُ مُمتطياً دراجتي الزيتيّة اللون، والتي قد ورثتها من أخي الأكبر آنف الذكر، فأسرعتُ أيما سُرعة، أسابق الريح والزمن وكلّ حاجة تتخيلوها، رجاءَ أنالَ تلك الفرحة العظيمة، وأحظى بهاتيك اللذة الكبيرة والتي تجسدت في ذلك " النصف ريال " .



وصلتُ بحمد الله ودلفتُ إلى البقالة، وذهبتُ مُباشرة لأرى ما سأشتري بالنصف ريال، قبل أيّ شيء وكلّ شيء ! فوقعَ اختياري على فيشار "كريك كراك" الرائع ! فأخذتهُ وكدتُ من فرط فرحتي أن أرجع للمنزل بدون اللبن !

أعطاني البائع اللبن في كيس، وقد كانَ ثقيلاً بعض الشيء، فأدخلتُ الكيس في أحد أطراف " الطارة " ثم رَجعتُ قافلاً إلى البيت، تكادُ الفرحة أن تُشقق جسدي، وتبعثر روحي، أشعرُ أنني أحلق أحلق أحلق عالياً، مع الطيور والسُحب والسلاحف ذذ، حتى وصلتُ إلى البيت، فأوقفتُ دراجتي عند الباب في الخارج، ودَخلتُ مُسرعاً فرحاً جذلاً مَسروراً، لا تكادُ تسعُ فرحتي الدنيا بأسرها، أحملُ اللبن بكلتا يديّ، وأما الفيشار فقد تكفلت أسناني الصغيرة بالقبض عليه !

أعطيتُ جدتي اللبن، وذهبتُ لأجلسَ جلسة مغلقة مع الفيشار المفضل، "كريك كراك" اللذيذ ! وبينما أنا ألتهمُه ببطء شديد، حبّة حبّة ، إمعاناً في التلذذ، تذكرتُ دراجتي التي تركتها عند الباب في الخارج !!، فركضتُ مسرعاً خائفاً وجلاً نحو الباب، فلم أعثر على شيء !!!!

ألتفتُ يَميناً ويَساراً، شمالاً وجَنوباً ،يَميناً ويساراً مرّة أخرى، لا شيء .. لا شيء !!!
يا ألله، شعرتُ بغصةٍ عظيمةٍ تسكنُ مُنتصفَ حَلقي، وضيقةٍ كبيرةٍ احتضنتْ رُوحي وصَدري، فذهبتُ لأخبر أهلي، كاسف البال، حَزين القلب، تكادُ العَبرة تخنقني، بل لقد خنقتني، أمّا أهلي فلم يتجشموا عناء البحث عن دراجتي الغالية، بل قابلوا ذلك بالسخريّة، وعبارات جارحة قاسية، لماذا تركتها عند الباب يا غبي ؟

يا قوم .. إنّي صبي !





__________________
[POEM="type=0 color=#000000 font="bold medium 'Simplified Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]لمتابعتي عبر التويتر أو الانستغرام: @ibradob[/POEM]
الــنــهــيــم غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 05:11 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)