[الصباخ]

إلا حبيبي ..







قبل سنةٍ تقريباً أو أقل أو أكثر، نشرت صحيفة دينماركية صوراً مسيئة لنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم وكانت هذه هي الهجمة الأولى للصحف الدينماركية على النبي الكريم يلي ذلك هجمة ثانية سنتحدث عنها لاحقاً في هذا المقال، هاج المسلمين وماجوا، وبدأوا بالحديث هنا وهناك، ثم اتفقوا على المقاطعة.
كل أمرٍ في هذه الحياة يجب أن ينغصه بعض الشوائب، أعود وأقول وبعد بداية المقاطعة خرج لنا بعض الأشخاص عليهم من الله ما يستحقون، وبدأوا يحبطون الناس في المقاطعة، ويقولون أنه لا فائدة منها، وأنه لن نجني أية ثمرةٍ منها، على الرغم أن الواقع يثبت أن المقاطعة تجني ثمراتها وبسرعة لم يتوقعها الجميع، حيث بادرت الشركات بالاعتذار أو بتغيير مسمى البلد المنتج كل ذلك خوفاً من المقاطعة الاقتصادية التي حصلت لهم.
وكل هذا بفضل الله ثم بتكاتف جهود المسلمين الغيورين على هذا الدين والمحبين لنبيهم صلوات ربي وسلامه عليه.
انتشر صيت هذه المقاطعة ليشمل جميع البلدان الإسلامية، وتضافرت جهود الأفراد والشعب الإسلامي المحب لنبيه صلى الله عليه وسلم لمحاربة هذه الدولة اقتصادياً، وهو أقل عمل يمكن أن يعملوه لنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، فهو السبب الأول بعد الله في هدايتهم إلى دين الحق وهو دين الإسلام.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل بادر الكثير من الغيرون على هذا الدين، بالكتابة هنا وهناك للتنديد والشجب والاستنكار، وهذا أقل عملٍ يمكن أن يقومون به.

خرج لنا مرةً أخرى بعض الحمقى والمغفلين وأقولها وملء فيّ بأنهم حمقى ومغفلين، خرج هؤلاء لإحباط همة المسلمين بالمقاطعة وليقولوا لهم بأنه لن تجدي نفعاً، خرج هؤلاء وبمساعدةٍ من الشركات الدينماركية، والمشاهد لهذه التمثيلية يجد أن العملية كانت برعاية دينماركية حتى يستطيع هؤلاء الحمقى والمغفلين إحباط همة المسلمين.
كان لهذه الشركات ما أرادت فقد أخرج هؤلاء بياناً يبرئ الشركات الدينماركية من المقاطعة، ويحض الناس على الشراء منها .!
كانت حججهم أن الشركات لا دخل لها بالسياسية الدينماركية ولا دخل لها بالصحف الدينماركية .!
كيف يُعقل هذا يا أناس .!
كيف يُعقل أن نصدق مثل هذه الحجج الواهية .!
أليس كل دولة تمثل كيان متكامل من كيانات متفرقة وتشمل الشركات والصحف والمجلات والتلفزيون والإذاعة والحكومة والسياسة وغيرها من أمور الحياة المعيشية في أي دولة .!
كل كيان من هذه الكيانات مكمل للآخر ومؤثر عليه .!
كيف يُعقل يا مسلمين أن نصدق مثل هذه الحجج والواقع يثبت أن كل كيان في أي دولة مؤثر على كيانٍ آخر إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .؟
ألهذه الدرجة ليس لكم أيها الحمقى والمغفلين غيرة على نبيكم .!
والله ثم والله ثم والله وإني لأحلف بالله ثلاث مرات، لو أن أحدكم تعرضت له إحدى هذه الصحف الدينماركية بسوء لأقام الدنيا وأقعدها، كل هذا خوفاً على سمعته وعلى صيته المنتشر بين الناس .!
إذن من باب أولى أيها الأغبياء أن تكون الغيرة لنبيكم.
لا أظن أنه يخفى على هؤلاء حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكــون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين).

لنترك هؤلاء على جنب ولنستمر في حديثنا عن الهجمة الأولى على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ..
أتى لنا صنف يستطيع أن يؤثر في القرارات، هذا الصنف بإستطاعته التأثير على هذه الهجمة إما بالإيجاب أو الرفض، أتانا صنف يؤيد هذه الهجمة على النبي الكريم لكنه لم يصرح بذلك، قد تتساءلون كيف .!
أقول بأن تقاعس هؤلاء لهو دليل على تأييدهم لما تفعله هذه الصحف من نشر للصور المسيئة للنبي الكريم، وهؤلاء هم حكام المسلمين الذين لم نجد أحدهم يتحدث أو يشجب أو يستنكر على هذا الحدث العظيم، هل كل ذلك خوفاً على كرسي حكمه من أن يسقط منه .!
ما يغيظني كثيراً هو هذا الصمت المطبق العجيب من حكام المسلمين، وكأن هذا النبي الكريم لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد .!
مما أستغرب منه كثيراً هو ألم يفكر هؤلاء الحكام الأغبياء وأكرر على كلمة الأغبياء، ألم يفكر هؤلاء بأن من وضعهم في هذا الكرسي هو الله، وليس أمريكا أو بريطانيا أو الإتحاد الأوروبي أو غيره .!
ألم يفكر هؤلاء أنهم سيقابلون الله يوم القيامة وسيسألهم سبحانه وتعالى، ماذا قدمتم لنبيكم محمد صلى الله عليه وسلم إزاء هذه الهجمة الشرسة التي تعرض لها .!
ماذا فعلتم إزاء الرسوم المسيئة للنبي الكريم .!
ماذا قدمتم لدين الله .!
لماذا هؤلاء الحكام الأغبياء لا يعلنونها وبكل صراحة وعلى الملأ أن ماحدث في دولة الدينمارك من نشر للرسوم المسيئة من أنه عمل قبيح ولا يرضاه أي مسلم .!
لماذا لا يتحدثون .!
هل هو خوف من الغرب .؟
يالله، أليس لهؤلاء عقل يفكرون به .؟
إن من خلق الأرض والسماء وخلق الإنسان والحيوان والنبات لقادر بأن يغير كل شيء في ليلة وضحها، ويقلب الأرض ومن عليها، ويجعل سافلها عاليها، وعاليها سافلها .!
سبحانه وتعالى إذا شاء فإنه يقول كن فيكون.
إذن لماذا هذا الخوف والخنوع والذل الذي يفعلونه .!؟
لماذا هذا الصمت الرهيب إزاء هذه القضية وإزاء الكثير والكثير من القضايا الحاصلة .!
حمانا الله وإياكم من شر الفتن.

انتهت الهجمة الأولى بانتصار يُحسب للمسلمين وللشعوب المسلمة، ثم هدأت الأمور إلى أن انطلقت شرارة الهجمة الثانية وهي قبل أيام.
ياترى ماذا سيكون موقف الشعوب المسلمة إزاء الهجمة الثانية .!
هل سيكون موقفهم ثابت لم يتغير .!
هل سيقومون بالحرب الاقتصادية بأقوى من المرة الأولى، لأن الأمر تكرر، أم سيصمتون .؟
هل سيخرج لنا مرة أخرى هؤلاء الحمقى بحجج جديدة وأعذارٍ واهية .؟
هل سيصمت حكام المسلمين مثلما سكتوا عن المرة الأولى .؟

الأيام ستثبت لنا ذلك.

ومن هذا المنطلق إذ أنني أعلن للجميع وأشهد الله على ما أقول، بأنني قاطعت المنتجات الدينماركية وكل ما يمت للدينمارك بصلة منذ انطلاقة شرارة الهجمة الأولى وحتى هذه اللحظة، ولمدى الحياة بإذن الله تعالى.
وإني أعلنها مدوةً وبصوتٍ عال بأنني لن أتوانى عن تقديم نفسي وروحي دفعاً عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إن استلزم الأمر ذلك.
وسيفعل ما أقوم به كل مسلمٍ غيور على دينه ومحب لنبيه صلى الله عليه وسلم.

اللهم يارحمن يارحيم ياملك يافرد ياصمد، يامن أهلك فرعون وأغرقه بالبحر، وخسفت الأرض بقارون.
اللهم اخسف الأرض من تحت أقدام الدينماركيين والكافرين والمنافقين، اللهم أغرقهم مثلما أغرقت فرعون، اللهم شتتهم مثلما شتت اليهود.
اللهم وأنت تعلم أننا نبكي لما يحصل لنبينا محمد وأنت تعلم أننا نقوم بكل مانستطيعه، اللهم سدد مساعينا، وأخلص نياتنا وساعدنا وأمدنا بجندٍ من عندك.
إنك سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجميعن.



دمتم بود.

كتبه الصباخ
بتاريخ 22/2/1429هـ
يوم الجمعة
الساعة 5:50مساءً