بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » برنامج الملك عبدا لله للابتعاث في الميزان

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 01-03-2008, 10:36 AM   #1
إبراهيم-أبو محمد
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 27
برنامج الملك عبدا لله للابتعاث في الميزان

بسم الله الرحمن الرحيم*

(1)

حث الإسلام على طلب العلم والتزود منه كما قال سبحانه وتعالى في محكم التنـزيل: ( وقل رب زدني علماً) وكما قال صلى الله عليه وسلم: ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله به طريقاً إلى الجنة) أخرجه مسلم. إذن هذه المسألة مسألة (طلب العلم والتفقه) هي من سمات الدين الإسلامي التي ميزته عن غيره من الأديان والعقائد الباطلة.
وقد شرعت وزارة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية مؤخراً بتطبيق برنامج الملك عبدا لله للابتعاث. وهذا البرنامج في أصله ومبدأه أمر جيد كونه يسعى لتطوير وتحديث العلوم, وكذلك لفتح آفاق جديدة هدفها خدمة الدولة في جميع جوانب الحياة. ولكن ثمة مشكلة هنا وهي أن الإجراءات والتطبيقات الواقعية لهذا البرنامج صارت محل نقاش بين مؤيد ورافض وكل واحد من الفريقين له أسبابه ومرئياته في الرفض والإيجاب.
وحتى نضمن عودة مبعوثينا محملين بالعلم والمعرفة ومعتزين بقيمهم ومبادئهم الإسلامية فلابد من العناية بالطريقة والكيفية التي ينفذ فيها هذا البرنامج. ولا بأس في ابتعاث أبنائنا لتعلم علوم العصر الحديث ولكن ضمن أطر الشريعة الغراء.
وقبل الخوض في عناصر القضية, لنتذكر أول بعثة يابانية تم إرسالها إلى الغرب لاكتساب المعرفة والتقنية. ثم مالبث أن عاد هؤلاء المبتعثون بوجه غربي وعادات غربية, فليسوا بالذين اكتسبوا المعرفة وليسوا بالذين ثبتوا على مبادئهم وعقائدهم. فما كان من الإمبراطورية اليابانية آنذاك إلا أن قامت بإعدامهم أمام الناس ليكونوا عبرة لغيرهم. لاحظ أن الحكومة اليابانية هي حكومة وثنية ومع ذلك فلم يتهاونوا مع هؤلاء المبتعثين خشية ضياع واندثار عقيدتهم مع مرور الزمن. وهاهي اليابان اليوم تعتبر من أكبر الدول الصناعية الكبرى ومازال شعبها محافظ على ثقافته وحضارته الوثنية!
إذن النجاح هو الثبات على العقيدة الصحيحة عقيدة الإسلام والاعتزاز بها ونشرها بين الناس, ثم يأتي بعد ذلك اكتساب المعرفة والعلوم الحديثة مع عدم التفريط في الثوابت والمبادئ.

(2)

نعود إلى برنامج الابتعاث فقد بدأت الوزارة في ابتعاث عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات حديثي التخرج من المرحلة الثانوية. وهنا لفتة مهمة وخطيرة وهي أن هذه المرحلة العمرية هي من أخطر المراحل بل هي نقطة اتجاه وتكون ثقافة وفكر الشخص. وإذا كان كثير من أبنائنا وبناتنا يتغير سلوكهم وتتغير شخصياتهم عند دخولهم الجامعة وهم بين أهلهم, فكيف يكون حالهم إذا تم الزج بهم وسط مجتمع متفسخ ومتحرر من الجميع القيم الإنسانية والأخلاقية فضلاً عن القيم الشرعية. فكلنا يعلم أن الغرب بلد الإباحية وبلد تعج فيه أمواج الفتن العقدية والفكرية وفتن الشهوات أيضاً. والخوف كل الخوف أن يرجع أبنائنا وبناتنا بلباس وفكر غربي متنكرين ومحاربين لعقيدتهم كما حدث من بعض المبتعثين السعوديين الذين ابتعثوا بعد المرحلة الثانوية في التسعينيات (1395هـ تقريبا). ويمكنك أيها القارئ العزيز أن ترى وتسمع بنفسك مايقوله ويفعله بعض مبتعثي التسعينات في الصحف والإعلام.

صحيح أنه لابد من التفاؤل, لكن الواقع يشهد بحالات كثيرة بدأت في التغير والانحلال. وقد تحدثت مع عدد من المبتعثين أثناء زيارتهم للملكة فذكروا أن هناك فئة ليست بالقليلة أصبح همهم ممارسة العادات الغربية القبيحة(أ) فضلاً عن تركهم أداء الصلوات الخمس وحتى صلاة الجمعة. بل وصل الأمر من بعض المبتعثين إلى لبس السلاسل وشرب الخمور ولعب القمار واتخاذ صديقات وغيرها من المنكرات والكبائر العظام. وكذلك الحال بالنسبة لبعض المبتعثات فقد بدأت بعضهن في التبرج ورمي الحجاب واتخاذ أصدقاء لهن ومقارفة الكثير من المنكرات. فإلى الله المشتكى!!


(3)

أما وأنَّ الأمر قد وقع فلابد من اتخاذ بعض الإجراءات والخطوات لحماية أبائنا وبناتنا المبتعثين وهي كالتالي:

1-الإشراف اللصيق والمتابعة الجادة من قبل وزارة التعليم العالي وكذلك السفارات والملحقيات السعودية في الخارج.

2-التقييم المستمر للمبتعث والمبتعثة والتأكد من جديتهم في الدراسة, وإلا يتم إعادتهم إلى المملكة لكي يتم الحفاظ عليهم من الضياع وأيضاً توفيراً للتكاليف التي تتحملها الدولة.

3-لابد من بقاء المحرم(ب) مع قريبته المبتعثة حتى نهاية دراستها وألا يسمح لأي مبتعثة بالبقاء دون محرم.

4-التريث والتأني في استمرار إرسال الدفعات الأخرى.

5-وضع مشرف كفء لكل مجموعة من المبتعثين أنفسهم يكون هو المسؤول المباشر عن سير ودراسة هذه المجموعة.

6-متابعة ولي الأمر والأهل لأبنائهم وبناتهم والتدخل لدى وزارة التعليم العالي ومطالبتهم بإعادة أبنائهم حال اكتشاف وجود خطر على دينهم وعقيدتهم.

(4)

أما مايخص الدفعات الجديدة القادمة التي تنوي الوزارة ابتعاثهم فأشير هنا إلى ضرورة اتخاذ بعض الضوابط قبل ابتعاث أي شخص ومن ذلك مايلي:

أولاً: لابد من تأمين متطلبات التعليم محلياً ورفع الكفاءة التعليمية في الجامعات السعودية وزيادة الأقسام والتخصصات العلمية المطلوبة واستثمار أموال الابتعاث الضخمة محلياً بدلاً من استثمارها خارجياً حتى يكون هناك اكتفاء ذاتي في السنوات القادمة.

ثانياً: الاستغناء عن بعض الدول التي يمكن أن يتعرض فيها طلابنا لأخطار أمنية وعقدية (أمريكا مثلاً) والبدء في البلاد الإسلامية أولاً(ماليزيا وغيرها) فإن لم يوجد فإلى البلاد الأقل خطراً وهكذا.

ثالثاً: تأهيل المبتعث قبل ابتعاثه -فكرياً وعقدياً وعلمياً- وتبصرته بالأهداف المرجوة من الابتعاث حتى لا يعود إلينا بعلوم نظرية ولكنه متنكر لعقيدته ووطنه.

رابعاً: إقامة دورة مكثفة لكل مبتعث هنا في السعودية في اللغة الإنجليزية وفي التخصص الذي سيدرسه, فإن اجتازها يرسل وإلا فإنه يمنع من الابتعاث وبهذا نكون قد وفرنا تكاليف باهظة ومنحنا الفرصة للجادين فقط.

خامساً: أن يكون الابتعاث للرجال فقط دون النساء لما فيه من مخالفة لنصوص الشريعة-حتى وإن كان معها محرم- فإنه في كثير من الحالات يكون المحرم صوريا فقط فبمجرد وصول قريبته إلى مقر دراستها فإنه يرجع إلى السعودية, حتى وإن بقي عندها فإنه لن يرافقها في مقاعد الدراسة ولن يستطيع رد الفتنة عنها.

سادساً: أن يكون الابتعاث للذين حصلوا على الشهادة الجامعية ويفضل أن يكونوا متزوجين؛ لأن الشاب في مثل هذه الحالة غالباً مايكون جاداً وحريصاً على دينه ودراسته(ج) .
(5)

إلى كل مبتعث ومبتعثة, إلى أحفاد الصحابة, إلى من امتلأت قلوبهم بحب الله وحب الإسلام وحب الرسول صلى الله عليه وسلم, إلى من تربوا وترعرعوا في بلد الإسلام ومهبط الوحي, اعلموا وفقكم الله ورعاكم أنكم سفراء الإسلام, فلتكونوا قدوة حسنة في أخلاقكم ومعاملاتكم, ولتحافظوا على مبادئكم وعقيدتكم, ولتكونوا يداً واحدة مجتمعين يساعد بعضكم بعضاً وينصح بعضكم لبعض شعاركم قوله تعالى: (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر). ولتعلموا أن الغربيين يحترمون من يحترم دينه وعقيدته ويقدرون من يحافظ على الصلاة وعلى شعائر الإسلام, فاغتنموا هذه الفرصة لإيضاح حقيقة الإسلام لهؤلاء الناس وتذكروا قوله صلى الله عليه وسلم: (لأن يهدي بك الله رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) .

وهناك آداب ينبغي للمبتعث أن يأخذ بها حتى يتحقق له التفوق والنجاح الذي ينشده ومن هذه الآداب:

1-الاستقامة على دين الله وأداء الصلوات الخمس وقراءة القرآن والأذكار اليومية.
2-الإلحاح على الله بالدعاء وسؤاله التوفيق والنجاح في الدنيا والآخرة.
3-تجنب المنكرات والمعاصي فهي سبب لخسارة الدنيا والآخرة.
4-الجد والاجتهاد في المذاكرة والتحصيل العلمي.
5-الاستفادة من المكتبات العامة للمذاكرة والبحث العلمي.
6-السعي الحثيث إلى التفوق والإبداع في التخصص المدروس.
7-الحرص على الانضمام إلى نوادي الطلبة السعوديين إن وجدت في مدينتك أو الانضمام إلى منتديات تعنى بأمور المبتعثين.

وأخيراً.. أخي المبتعث.. أختي المبتعثة.. احرصوا أن تكونوا كالزهرة أينما كانت فاحت منها رائحة زكية, فلتعطروا الغرب بإسلامكم وبأخلاقكم وتذكروا أنكم من (خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله). والحذر الحذر من أن تشوهوا الإسلام بالتصرفات الخاطئة حتى لاتكونوا سبباً في صد الناس عن اعتناق الإسلام.

اللهم احفظ أبنائنا وبناتنا ووفقهم إلى خيري الدنيا والآخرة واحفظ اللهم عليهم دينهم واجعلهم هداة مهتدين وقهم شر الشيطان وشر أنفسهم.

والله أعلم, وصلى الله عليه وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين....
-----------------------------------------------------------------------------------
(أ)نعم القبيحة وإلا فإنه يوجد عند بعض الغربيين عادات جيدة مثل: احترام الوقت و العمل والجدية في أداء الواجبات والأخلاق الحسنة وحب النظام.
(ب)حدث في حالات كثيرة أن المحرم بمجرد وصول قريبته إلى بلد الدراسة فإنه يرجع مباشرة إلى المملكة ويتركها لوحدها بحجة أنها تسكن مع زميلاتها أو بحجة الارتباط في العمل. ونسي هذا الرجل قوله صلى الله عليه وسلم: ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) فوا لله سيسأله الله ويحاسبه عن تقصيره وإهماله. وماهي الفائدة المرجوة بعد أن ترمي الشابة حجابها وتختلط بالرجال في مدة ابتعاثها وتتنكر لعقيدتها؟؟!!
(ج)أرجو ألا يفهم البعض أني أتهم غير المتزوجين بقلة الدين, إنما أقصد أن الزواج والأسرة تدفعان الشاب إلى استشعار ثقل المسئولية الملقاة عليه. وفي نفس الوقت فإنه يوجد من غير المتزوجين من هم أكثر تدينا وحرصاً وجديةً من كثير المتزوجين.

*جزء من هذه المادة قمت بجمعه وتلخيصه من هذه المواقع:

http://www.islamlight.net/index.php?...k=view&id=5818
http://www.islamlight.net/index.php?...k=view&id=1843
http://www.almoslim.net/show_article4all.cfm?id=2016
http://www.alriyadh.com/2005/12/30/article119170.html
http://www.almoslim.net/articles/sho...in.cfm?id=2017
http://www.almoslim.net/articles/sho...in.cfm?id=2018
http://www.islamlight.net/index.php?...k=view&id=5404
http://www.sfa.saudiclub.us/vb//showthread.php?t=22157
http://www.alriyadh.com/2007/03/20/article234312.html
http://www.adhyani.com/main//modules.php?
name=News&file=article&sid=69
إبراهيم-أبو محمد غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 08:28 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)