في كتاب " حياة في الإدارة " غازي القصيبي , تقرأ فيه أن المؤلف كان حانقًا على معلم كان يسأل الطلاب – ومنهم غازي حين كان طالبًا – عن الاستحمام وهم في فصل الشتاء الشديد , فمن لم يستحم ؛ فحقه الضرب , ومن استحم ولو كذبًا سلم , فكان المؤلف يرى أن هذا من باب تعويد الطلاب على فن الكذب منذ الصغر , فمن ذا الذي يستحم في ذلك البرد حين كانت أكثر البيوت تخلو من سخانات الماء !
حين تريد أن تستخرج لوحات جديدة لسيارتك , لابد لك أن توقع على تعهد بأن تثبتها بتلك المسامير التي تُعطاها مع اللوحات , وهي مخصصة لكيلا تُسرق , حيث تربط ولا تُحل إلا بالكسر .
مثل هذا التعهد لن يكون عليه رقابة من حيث التأكد من الالتزام به , وإذا انعدمت الرقابة بطل العقاب , فقد رأيت كثيرًا من الشباب يطرحها جانبًا , وبعضهم يلصق اللوحات بغراء " السلقون " , كيما يفكها عند غرض التفحيط أو غيره .
يُزاد على ذلك عدم وجود مفك يربط تلك المسامير , فهي لها أسنان محدبة خاصة كما أسلفت , فما بال إدارة المرور تُلزم الشباب وغيرهم , وتجعلهم يكتبون تعهدات على أنفسهم بأن يستخدموا تلك المسامير فحسب وهي غير قادرة على سن العقاب , بل لم تضع لها عقوبة للمخالفين ؟ ! كما أنها لن تقوم بالتأكد من وضعية المسامير في كل سيارة كما الشأن في الأوراق الرسمية من رخصة واستمارة وفحص . . .
إنها تعلّم وتعوّد الناس على الكذب والتحايل من حيث تدري ولا تدري !! على أنها لو أشرفت على تركيب اللوحات بنفسها لكان أجدى لها .