[أبودخيل]

بسم الله الرحمن الرحيم
مقال عن اختبار القياس
إن المنهجية والطريقة التي يسير عليها نظام التعليم وسياسته في ( المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية) يتميز بتجدد أنظمته وقراراته التعليمية للطلاب و ما يسن من الأنظمة والقوانين التي تخدم الطالب وتسهّل عليه سيرَه بحياته الدراسية في كل سنة وبأقصر جهد ممكن وغالباً ما تكون للأحسن وما فيه من مصلحة تربوية وعلمية.
وتختلف المراحل والطرق التعليمية للمراحل الثلاث، في كثافة تكريس المعلومات التدريجي والتوازن في الطرح العلمي .
وهذا ملحوظ ومشاهد خاصة بالأعوام الخمس الأخيرة ، ويعرف الجميع أن المرحلة الثانوية هي المحك الأساسي في العملية التعليمية وهي مركز التحصيل الذي يقود الطالب إلى الدخول بالحياة العملية ، وتفتح له أبواب الجامعات والدراسات الأكاديمية العالية .
ولكننا نجد أن أكثر الأبواب أغلقت أو شبه مغلقة أمام النظام الجديد الذي أصدر من وزارتنا الموقرة بنظام المعدل التراكمي للعامين ( الثاني والثالث الثانوي ) وإضافة إلى ذلك اختبارات القياس التي جاءت عبأ آخر على أبناءنا الطلاب .
ففي عامين من المرحلة الثانوية تتراكم على الطلاب الكثير من الاختبارات القصيرة ويلزم الطلاب الجد والاجتهاد خلال العامين لتحصيل أعلى الدرجات في المعدل التراكمي .
فقد يتجاوز عدد الاختبارات القصيرة أكثر من أربعة أو خمسة في الأسبوع الواحد بدون إخبار مسبق ، ويعني ذلك الملازمة والمثابرة في جميع المواد ، والاستذكار الجيد .
وهذا خلاف النظام السابق الذي يقضي بأن الاختبارات الشهرية لها وقت محدد وخاص ، ولكل سنة نصيبها ومعدلها .
ويلزم طالب المرحلة الثانوية أداء ( اختبار القياس ) ويعطى للمتقدمين للجامعات والكليات في أغلب المجالات بعد المرحلة الثانوية للأقسام ، ويعطى أيضاً اختبار آخر للمتقدمين للأقسام العلمية والتطبيقية ويسمى ( الاختبار التحصيلي ) ، وفق طريقة معينة وتكتيك معد للقبول والتسجيل .
ولقد قرر المسؤولون أن يكون لشهادة إتمام المرحلة الثانوية النصيب الأوفر للمعدل النهائي ، وللاختبارين الآنف ذكرهما النصيب الأقل ،( وفق الطريقة 40% لشهادة المرحلة الثانوية ، 30% لاختبار القياس ، 30% لاختبار التحصيلي ) وهذه الطريقة ليست ثابتة وإنما تتغير من حين لآخر .
ولكن في ذلك إجحاف وهضم لدرجات المرحلة الثانوية والمعدل التراكمي ، فخلال أقل من ثلاث ساعات فقط يقضيهما الطالب في أحد الاختبارين تهدم كل جهدك ونيلك كعامين في المرحلة الثانوية ، وتكمن المشكلة عند المفاضلة بعد التقديم للجامعات والكليات فقد تجد من نسبته ضعيفة في المرحلة الثانوية وجيدة في أحد الاختبارين قد قُبل ، وقد تجد خلاف ذلك ممن نسبهم جيدة في المرحلة الثانوية ولكن أخفقوا في أحد الاختبارين فلم يحققوا مطلبهم .
إن إلغاء ( الاختبارات المقررة من وزارة التربية والتلعيم ) من شأنه أن يحفز ويحسن مستويات الطلاب ، ولكن بقاء اختباري القياس والتحصيلي على هذه الطريقة لكن يكون من صالحهم ، فنخاطب المسؤولين ونناشد ذوي الشأن بأن ينظر في تلك المسألة .
وعلى الأقل لو قللت نسبة الاختبارين من النسبة النهائية لكان أفضل ، بأن يكون لهما نصيب أقل ومتوازن ، لتتجدد همم المتخرجين وطاقاتهم ، مع العلم أن التعليم الجامعي بحد ذاته أن يبين ويقيس مستوى الطالب ومحصلته.
وعلى سبيل المثال لو أخذنا ( السنة التحضيرية ) المقررة على كليات الهندسة والرياضيات وغيرها ، ونلاحظ فيها أن عدد المتقدمين كثير للدراسة ولكن بعد مرور سنة كاملة من التعليم الجامعي الجاد يتبين خلاف ذلك ممن هو مقبول وفي كامل الاستعداد والتهيأه لإكمال تعليمه ومن هو عكس ذلك ، فهذه السنة تكفي لتبين مستوى الطالب لاختلاف المناهج المقررة والتي تقيس مدى استيعاب الطالب وتفكيره .
و كلما كانت أنظمة التعليم متدرجة ومتوازنة مع الطالب وتتوافق مع قدراتهم كان ذلك من صالحهم ، فالشباب طاقات يجب أن نستثمرها ونوجهها للطريق الصواب .


طالب المرحلة الثانوية
القصيم بريدة
تواصل
Mesh_kat@hotmail.com
الصف الثالث ثانوي