|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#23 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 91
|
( 10 )
يبدو أن الذكريات انعطفت إلى الرحلات في الأجزاء السابقة .. ولكن سنعود في هذا الجزء إلى المسجد , وإلى البرامج المتميزة , والتي كان لها البصمة الواضحة في تربية الشباب , وتحصيلهم العلمي .. اقترح الشباب برنامجا إضافيا ( غير برنامج العصر ) وهو وضع وقت للمراجعة بعد صلاة العشاء لمدة ساعة .. وسبب اقتراح هذا البرنامج .. هو أن معلمنا أحس من الشباب برودا في الحفظ .. ورأى إن استمر الوضع على ذلك فلن يخرج حفاظا للقرآن .. حاول أن يعالج هذا الأمر خلال فترة من الزمن .. ولكن يبدو أن الإحساس ميت عند أكثر الشباب .. وبدى حزنه واضحا بسبب هذا الوضع .. إلى أن أتت ساعة الصفر .. وقال بالحرف الواحد : " أنا ليس لي حاجة أن أبقى معكم وأنتم بهذا الوضع من ضعف الهمة , وسأضطر أن أغادر الحلقة إلى حلقة أخرى أفضل منكم مستوى " ![]() بالنسبة لنا كطلاب .. ذهاب المعلم ليس بالأمر السهل .. فما فتئنا بعدها نعتذر منه , ونطلب منه أن لايفكر في الذهاب عن حلقتنا , ونتعهد له بالحرص والمثابرة.. ولكن يأتي الجواب بعدها .. بأنه قد اتخذ هذا الرأي , وأن المسألة الآن وصلت لحد أنه يبحث لنا عن مدرس آخر .. هذا الحدث .. أحدث في الحلقة شيء من إعادة الحساب .. وبرز بعض الشباب ممن تعرفه وقت الأزمات .. ومتخصص في علاج المشكلات .. فجمع الشباب في في مكتبة المسجد وقال لهم : المعلم سيذهب بسبب وجود هذا الأمر ( وهو ضعف الحفظ والمراجعة ) ولا يكفي مجرد الكلام منكم بل لا بد أن تروا المعلم من أنفسكم خيرا ... فا قترح هذا البرنامج وعرض على المعلم واستحسنه .. بدأ هذا البرنامج .. ووضع له " رئيس " بحيث يتولى ضبط الأمن داخل المسجد :D ومنه يكون الإستئذان .. أما صاحبكم فقد كانت بيته خارج الحي مما يصعب عليه أن يأتي العصر ثم يذهب لبيته ثم يعود مرة أخرى فعرض الأمر على المسؤول عن البرنامج فقال : أنا أتكفل بإرجاعك إلى بيتك , وكان وقتها معه سياره وحصل ما اتفق عليه فأمسى كل مانتهى البرنامج يوصلني إلى بيتنا جزاه الله عني خيرا إلى أن يسر الله خروج عائلة أحد الشباب من الحي , وهو ممن معه سيارة آنذاك فأصبح يمرني كلما غدا إلى بيته أو راح .. ولصاحبي الأخير هذا قصة .. وهو أنه كان من الأوائل في الحلقة , واستمر فيها إلى أن اشترى سيارة .. ثم بعد ذلك أصبح يتخلف عن الحلقة شيئا فشيئا إلى أن ابتعد عنها , و عن الشباب نهائيا .. ثم أراد الله أن يرده إلى حياض النجاة وذلك بعد سنة كاملة من الغياب .. فرجع بقوة وحزم .. ولا تشبه إقباله على البرامج إلا إقبال الظمآن على الماء البارد .. ولا أنسى أن أول وجه حفظه من القرآن هو في سورة آل عمران " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين " .. وأحسبه بعدها مسارعا إلى الخير , وإلى حلق الذكر .. هذا الأخ وبسبب سكنه خارج الحي أصبح يمرني من بيتنا لنذهب سويا إلى الحلقة , ويرجعني أيضا بعد نهاية البرنامج إلى البيت .. وفي أثناء الطريق في تلك " المشاوير " كنا نتذاكر .. فيالله كم تواصينا في الخير .. ويالله كم شنف آذاننا الشيخ عبد العزيز الأحمد بتلاواته ( فهو ممن يرغب السماع له ) .. ويالله كم انتظرنا طويلا عند باب بيتنا لنكمل حديثا بدأناه .. أو قصة لم تنتهي بعد .. أو مقطع شريط أعجبنا فيه .. حتى عرف أهلي صغيرهم , وكبيرهم اسمه , والأوقات التي يمرني فيها .. ولا زلت والله أذكر لهذا الأخ فضله ,, وأسأل الله أن يجزيه عني خيرا .. ولا فرق الله بيننا بمكروه .. ولم تنته ذكرياتي مع هذا الأخ الحبيب ,, وسأكمل في الجزء القادم بعضا منها , ومن ذكرياتي مع بقية الشباب .. ودمتم بخير ............................ ..................................... |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|