|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
10-03-2008, 04:46 AM | #1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
|
غلاء النفط زاد الخليجيين فقرا ! إنه طيش العابثين بحياة البشرية !
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية لكل أخ كريم ولكل أخت فاضلة *** لو ربطنا قدر الخدمات الاجتماعية والمدنية التي تقدمها حكومات الخليج بقدر ميزانيات هذه الحكومات ؛ لقلنا إنه يجب أن تتضاعف الخدمات والتسهيلات أربعة أضعاف ما كانت عليه قبل ثلاث سنوات , ليعيش الناس رفاهً لم يعهده مجتمع من قبل ! ذلك لأن الحكومات كانت تبع برميل النفط بـ( 25 ) دولارا , قبل ثلاث سنوات شاملا التكلفة و دخل النفط يمثل 80 % من إيرداتها فاليوم تبيعه بـ( 100 ) دولار فالزيادة 75 دولارا سالمة من أي حساب تكلفة , وهو ما يعني أن ميزانياتها بلغت قرابة خمسة أضعاف ما كانت عليه ! ذلك لأن تكلفة استخراج البرميل ( 5 ) دولارات , والصافي للميزانية ( 20 ) دولارات وهذه العشرون دولارا أضيف لها مؤخرا أربعة أضعافها , لتصبح الميزانيات خمسة أضعاف ما كانت من قبل . لذا فلشعب الخليج على حكوماته مضاعفة الخدمات الاجتماعية والمدنية إلى ما لا يقل عن أربعة أضعاف ما كانت عليه قبل خمس سنوات ! حتى مع حساب نمو السكان والرصد الاحتياطي . لكن ! هل نال الشعب الخليجي الرفاه والخدمات المنشودة ؟ لا بل نال مزيدا من الفقر وغلاء فاحشا لأسعار السلع التي هي من ضرورات حياته ! وعاش أزمة حياة تذكرنا بالسنوات الشداد التي مرت على جيل الآباء في نجد خلال الثلثين الأولين من القرن الماضي . نترك الحديث عن شعب الخليج إلى آخر المقال لنتحدث قبلاً عن سبب هذه الأزمة اكتسحت ( العالم ) كله , والغلاء المريع للسلع . شاهد العالم كيف ورّط ساسة أمريكا عسكرهم بحربين متزامنتين غير محسوبتي النتائج , شنتا على أفغانستان والعراق الإسلاميتين التين أبدتا تمردا على التعاليم الأمريكية وأظهرتا رغبة بالتحرر من رباط العنق الأمريكي . حربان بدل أن تجلبا للمواطن الأمريكي رفاها وأمنا ومستقبلا ضاحكا , جلبتا له مقتا ومهانة وأزمة اقتصادية مدمرة بانت اليوم بوادرها, كل هذا مع النكسة العسكرية الكبرى . لم ير الأمريكيون بوادر لنهاية قريبة للحربين , ولم يستطيعوا الانسحاب لحيثيات عدة ليس هذا مجال تفصيلها وهاهم اليوم يواجهون حالا كريبة من العجز عن حسم لو إحداهما حسما يرقع على الأقل بعض ما انفتق من الجيب الأمريكي ظلت تسيل منه الدولارات سيلا هادرا يطال تهديده وجود الكيان الأمريكي برمّته. طال زمن الحربين , ورأى الأمريكيون رأي العين أن نظريتهم وخططهم المكتبية قد فشلت في الميدان , عندها أدركوا أنهم باتوا في مأزق عسكري اقتصادي يهدد ( أمريكا ) بكل تكوبناتها ووجودها بصفتها دولة ( واحدة ) قوية غنية . حاولوا الحل باستنفار جيوش أوروبا وقرارات الأمم المتحدة ( بمنطق الهيمنة على الجميع ومنطق أن مصير أمريكا وأوروبا واحد ) فزجوا بأوروبا معهم في العراق وأفغانستان ليواجهوا الأزمة معهم ويخففوا عن كاهلهم ثقل الحرب وخسائرها البشرية والمادية . لم يفلح هذا , فدول أوروبا وغيرها , أقل قدرات وعددا من أن تواجه ما عجز عنه جيش أمريكا , لهذا جاءت أغلب المشاركات رمزية جانبية , لم تغن عن البنتاقون شيئا , ولم يلبث بعضها أن أدرك حجم الكارثة فانسحب قبل العلوق بوحل الحربين القاتل . عبثوا بالضرائب وقيمة الدولار , والصفقات الوهمية مع دول ضعاف ذات سيولة مالية طاغية . ولم تفلح هذه الخطوات في تعويض الهدر الكبير في هاتين الحربين اللتين صارتا ثقبين في الجيب الأمريكي يسيل منهما الدولار , دون بوادر لوقفهما . لجأ الأمريكيون للكي آخر العلاج ! إنه خيار العبث بمصير وعيش (((( كل )))) شعوب الأرض باللعب باقتصاد البشرية جمعاء ! وهي محاولة همجية وخيمة النتائج القريبة والبعيدة على أمريكا وكل أهل الأرض , فعلوا هذا بأمل ضخ الدولارات في الميزانية لتعوض هذا الهدر الكبير على الحربين لجؤوا إلى (( سعر )) النفط , فوجهوا شركاءهم ودول النفط العميلة إلى العبث بسعر البرميل ليصل تصاعديا إلى مستوى يدرّ دولارات يلائم عددها قدر خسائر الحربين . قد كان الأمريكيون من قبل يرعدون ويزبدون ويهددون ويحملون العصا على دول ((( أوبك ))) عندما يصل البرميل ثمانية وعشرين دولارا ! لكنهم بعد الحاجة لدخل مالي أكبر شجعوا على أن يصل البرميل مئة دولار . والنتيجة التي يريدون : أن يبيعوا نفط العراق غاليا ويضاعفوا دخلهم منه أن يباع نفط دول الخليج غاليا , فيضمن أن تسدد هذه الدويلات أكبر قدر من فاتورة الحربين على ما يسمونه ((( الجماعات الإرهابية )))) التي تهدد حكومات الخليج لو استقر لها الوضع على أرض العراق وأفغانستان . أن يبيعو احتياط النفط الأمريكي غاليا مما يوفر دخلا إضافيا للموازنة . عبثوا فيه عبث الصبيان ! وكيف لا يقدرون على العبث به وأغلب ((( هوامير ))) النفط دول ضعاف تأتمر بأمر البيت البيض عن طوع أو عن كره . وجّه الأمريكيون ((( هوامير ))) النفط إلى رفع سعر البرميل , فتم ما أرادوا , وسرّهم هذا , وهم الذين كانوا يزبدون ويرعدون من قبل عندما يصل سعر البرميل 28 دولارا ! فيلوون أذرع هوامير النفط ليضخوا أكثر ويبيعوا بأقل , فيتم مرادهم بين عشية وضحاها ! ارتفع سعر النفط , واستطاع الأمريكيون منه تعويض خسائرهم الهادرة في الحربين حيث إن : 1 – دول الخليج تحصل على دخل أعلى , مما يمكنها من سداد فاتورة حرب الخليج الثانية ( طرد العراق من الكويت ) وحرب الإرهاب القائمة في العراق وأفغانستان ذلك لأن قوى الجهاد في البلدين تهدد كيانات حكومات الخليج , وبالتالي فحكومات الخليج مضطرة لدعم الحرب الأمريكية على تلك الجماعات بكل ما تملك من مال فائض . 2- الأمريكيين يبيعون أكثر نفط العراق وارتفاع سعر البرميل يوفر لهم دخلا إضافيا مضاعفا . 3- أمريكا تبع نفطها الاحتياطي وقت غلاء السعر , وتعوّضه من دول النفط زهيدا عند انخفاضه . 4- لأمريكا أذرع كثيرة في دول العالم الثالث على هيئة شركات نفط تستأثر بأغلب مردود إنتاج تلك الدول بصفتها المستكشفة والمنتجة وصاحبة الامتياز , وشواهد ذلك عدة في أفريقيا وشمال شرق أسيا . وما دمنا نعلم أن الأمريكيين ضمنوا لأنفسهم سعرا خاصا لنفط دول الخليج بصفتهم الحامي لها من الطموح الخميني والصدامي , والمدّ ((( الجهادي ))) ونعلم أن الحكومة الأمريكية تحصل على ضرائب أعلى من الشركات الأمريكية النفطية عند ارتفاع سعر بيعها البرميل . وأن كبار فريق بوش , كمستشاره , ووزيرة خارجيته من ملاك شركات النفط التي ستتخم ثراء من ارتفاع السعر . أدركنا كم هي الفائدة التي طمح لها ساسة أمريكا عندما عبثوا بسعر النفط ليصل المئة دولار ! والنتيجة الوخيمة : أن جميع السلع يرتفع ثمنها كلما ارتفع سعر النفط ! * سواء لارتباطها بالنفط * أو استغلال الدول غير النفطية صادراتها لتعويض خسائرها الجديدة على النفط , فالشركات ذاتها ترفع سعر صادراتها , والحكومات من طرفها ترفع الضرائب على تلك الصادرات ( يدخل في هذا النطاق رفع الحكومة الصينية قبل أشهر قيمة الضرائب على الصادرات ) * أو استغلال الجشعين لفوضى الأسعار ورفع قيَم مبيعاتهم اعتباطا , ويكثر هذا الأخير في الدول منفلتة الأنظمة الداخلية , مزعزعة فيها سلطات الجهات المختصة ومن السلع ما هو ضروري ليبقى البشر أحياء كالحبوب مثلا , وغلاؤها منذر بالفقر والمجاعات . لنبقى مع شعوب الخليج قليلا : هذه الشعوب المحسودة على النفط المفترض اقتصاديا أن هذا الارتفاع الكبير لقيمة صادراتها يهيء لها طفرة مدنية , يصحبها الرخاء ورفاه العيش وتنامي الخدمات كمّا وجودة . فهل صل شعب الخليج على هذا ؟ لا ! بل إن ارتفاع سعر البرميل ليصل خمسة أضعاف سعره السابق جلب لها العناء والفقر ! جلب لها ارتفاعا حادا بالأسعار حتى صار الكثيرون لا يطيقون شراء ما يحتاجه ليعيش ! وحتى دخلت أرقام هائلة في تعداد الفقراء ! بينما لم نر ما كان مأمولا من تحسن كبير في المرافق والخدمات العامة والدخول المالية ! وفهم هذا التناقض بين التنامي الكبير لعائد الميزانية وبين تنامي الفقر والعناء الاقتصادي للفرد الخليجي أمر ميسور : فذلك لأمرين : أحدهما : أن دخل حكومات الخليج من تضاعف سعر النفط يذهب جزء كبير منه فاتورة تسددها للخزينة الأمريكية مقابل الحماية من خطر جماعات العراق وأفغانستان . وقد واجه أحد مسؤولي هذه الدول مسؤولي الإدارة الأمريكية عندما مالت إلى خيار الـ(( فرار )) من العراق بقوله : " إن بينكم وبين العراق آلاف من الكيلومترات البحرية التي تحميكم من جماعاته , بينما تتركوننا نواجه مصيرا غامضا مع جماعات ( عدوّة )هي جارتنا المباشرة ! ذات تهديد مباشر على حكمنا وعلى المصالح النفطية الأمريكية في دولنا . وعى الأمريكيون الرسالة واستثمروها بأمور منها المطالبة بفاتورة باهضة تكفلت بها دول الخليج . الثاني : أن الدول المستوردة للنفط كالصين واليابان , تقابل ارتفاع سعر البرميل برفع قيمة ((( الأرز ))) والسيارة وقماش الثوب الخليجي ! . . . . إلى غير هذا من السلع المصّدرة . فالدول مستوردة النفط لم تخسر شيئا ! فقد عادلت ميزان التبادل برفع صادراتها الزراعية والصناعية . فمن المتضرر إذن من ارتفاع سعر النفط إنها الشعوب لا موازنا الحكومات ومن الشعوب شعب دول الخليج العربي الذي كانت حصته من ارتفاع قيمة صادرات النفطي ارتفاعا قياسيا في أسعار السلع الضرورية , زيادة غير مطاقة زادت نسبة الفقراء في دول الخليج بنسبة كبيرة جعلت الذي راتبه ثلاثة آلاف ريال مثلا في عداد الفقراء !!! هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم ***
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا *** في حياتي سبرت الناس فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له |
الإشارات المرجعية |
|
|