[الصباخ]

في قاعة المحاضرة




اليوم: الأحد
التاريخ: 1/3/1429هـ
الوقت: 1:30 مساءً
المكان: جامعة الملك سعود – كلية إدارة الأعمال – قاعة رقم 20 – محاضرة لمادة نظم المعلومات الإدارية



عندما بدأت في كتابة هذا المقال لم يكن هناك شيء محدد ببالي لكتابة هذا المقال، فقد كانت الفكرة لدي هي كتابة بعض الشخاميط التي أسلي بها نفسي، لأن المحاضرة مدتها ساعتين ولم يمض على بداية المحاضرة سوى نصف ساعة، ولكني سئمت من المحاضرة ليس كرهاً في المادة أو الدكتور، لكن وقت المحاضرة هو وقت الظهيرة وأنا لم أفطر جيداً لذا بدأت أولاً بالتفكير في الأكل، أيضاً طريقة شرح الدكتور مملة للغاية، فهو جالس لا يتحرك وصوته غير مرتفع، لذا تجد أغلب الطلاب لا يسمعون الشرح عندها بدءوا بالهواجيس والسفر هنا وهناك، وبعضهم بدأ في اللعب بجواله، وأنا بدأت بكتابة هذا المقال.
الذي بجانبي الأيمن بدأ بإظهار مواهبه في الرسم أما الذي بالجانب الأيسر فقد بدا لي هادئاً صامتاً كأنه يفكر في شيء ما، إلا أنني متأكد أنه غير مركز مع دكتور المادة.

القاعة كبيرة وعدد الطلاب يفوق الثمانين طالب، مع العلم أننا كنا في قاعة صغيرة قبل هذه القاعة ثم انتقلنا إليها في هذا اليوم، وهذا هو أول يوم لنا في القاعة الجديدة.

بعض الطلاب بصراحة لو كنت مديراً للجامعة أو كنت ذا سلطة تنفيذية لفصلته من الجامعة، قد تتساءلون ولماذا أقوم بهذا العمل .!؟
أقول لأنه يأخذ أغلب وقت المحاضرة بكثرة أسئلته، وياليته سأل عن أشياء مفيدة، ولكنه يسأل أسئلة تبعد الدكتور عن موضوع المحاضرة الأساسي إضافةً إلى أنها أسئلة (بايخة)، وأحياناً تجد أحدهم يشارك مشاركات بايخة، ليس لهدف إثراء الموضوع، ولكن لهدف أن يعرفه الدكتور .!
طيب كيف تريد أن يعرفك الدكتور وأن يعرف أنك طالب جيد وأنت تشارك مشاركات بايخة لا هدف محدد لها .! بعض الطلاب لا أعرف كيف يفكر .؟!
ياليت هؤلاء شاركوا بمشاركات جيدة ومفيدة وفعالة، أو أكرمونا بصمتهم.

بالمناسبة وأنا اكتب هذا المقال سأل الدكتور الطلاب، وهذا سؤال خارج عن المحاضرة نوعاً ما، فقال:
لماذا دعاية كوكاكولا يضعون فيها نانسي عجرم .!؟
ضحك أغلب الطلاب، فرد الدكتور قائلا: أنا جاد في سؤالي، وهل أنتم تعرفون السبب في هذا الأمر .؟!
سكت أغلب الطلاب، وأنا أشاهدهم وأتمعن في وجوههم، أغلبهم بدا لي بليهاً بليداً لا يعرف الإجابة، أما الآخر فقد بدا لي يحاول إيجاد إجابة على هذا السؤال ويعتصر مخه لمحاولة البحث عن إجابة مقنعة وواضحة، أما أنا فعني لم أتعب نفسي بالتفكير في هذا الأمر، لأنه لا يعنيني لا من قريب ولا من بعيد.
رد الدكتور بعد أن شاهد الوجوم والصمت قد أطبق على الطلاب قائلاً: إن سبب وضع شركة كوكاكولا لنانسي عجرم في دعايتهم المقصد منه هو استهداف الشباب لدينا، لأنهم يعلمون أن أغلب الشباب "يخقون" مع نانسي عجرم أو يضيعون معه، وسيفعل هؤلاء الأغبياء مثلما تفعل نانسي عجرم بالدعاية لذلك سيشترون كوكاكولا، لذا نجد أن أغلب الشركات الكبرى والتي منتجاتها مقدمة للشباب تصنع في دعاياتها نوع من الإثارة.
بصراحة أجد أنها إجابة منطقية نوعاً ما، لأننا لو شاهدنا الشركات التي منتجاتها مخصصة للشباب تصنع في دعاياتها نوع من الإثارة، والواقع يثبت ذلك.

عادت المحاضرة لمسارها الطبيعي وبدأ الدكتور يتحمس قليلاً وبدأ بالحركة يميناً وشمالاً، عندها وبعد فترة وجيزة بدأ الدكتور بالتعب من كثرة المشي، عندها أراد الجلوس على الطاولة حتى يشاهده الطلاب جميعاً، وعندما أراد الجلوس على الطاولة كاد أن يسقط، لأن الطاولة بدت حينها مفككة ومهترئه وبدا لي حينها أن الدكتور سيسقط على الأرض، لكنه تدارك الوضع وبسرعة ولم يسقط ولله الحمد.
ضحك الطلاب وضحك الدكتور، ثم قال:
عندما كنت أدرس في أمريكا وبالتحديد في شيكاغو، كان معنا في الجامعة طالب مكسيكي، وفي مرة من المرات قال هذا الطالب المكسيكي: أنه يريد الذهاب إلى المحكمة ليقاضي البلدية ..!؟
يقول الدكتور فسألناه ولماذا تقاضي البلدية .؟ ومالسبب في ذلك .؟
قال المكسيكي: أنه في يوم من الأيام وبينما كان يمشي في الشارع ظهرت حفرة في الأرض فجأة ولم يكن هناك علامات تحذيرية تفيد بوجود هذه الحفرة وكاد أن يسقط فيها لكنه انحرف عن الطريق واصطدم بجانبه، ولهذا السبب رفع قضية ضد البلدية .!؟ لأنهم لم يضعوا علامات تحذيرية .!؟
يرجع الدكتور ويقول بعد الانتهاء من هذه القصة القصيرة:
لو أنا سقطت بسبب الطاولة، فهل باستطاعتي رفع قضية ضد الجامعة .؟!

عاد الدكتور للمحاضرة، وأنا أوشكت على الانتهاء من كتابة المقال، لأنه وبكل صراحة المحاضرة ستنتهي بعد قليل وأنا تعبت أيضاً من الكتابة.

دمتم بود، وإلى اللقاء.

كتبه الصباخ