بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » (( شهد العضيبي .. رحيل الصغار .. لا .. للتأبين بل .. للإعتبار ))

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 22-03-2008, 02:52 AM   #1
آهـــات
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 94
(( شهد العضيبي .. رحيل الصغار .. لا .. للتأبين بل .. للإعتبار ))

بسم الله الرحمن الرحيم

[[ سقطت في يدي وريقات كتبت فيها شقيقتي عن شقيقتها (شهد) بعد وفاته بفترة .. قد أرسلتها إلى إحدى الصحف..
فأعجبت بها وأحببت أن أنقلها لكم بعد استأذنها فإليكم إياها.. :

(( شهد العضيبي .. رحيل الصغار .. لا .. للتأبين بل .. للإعتبار ))

* * * * * *

إنا لله وإنا إليه راجعون .. الحمد لله على كل حال .. اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها ..
وما المال والأهلون إلا ودائع ولا بد من يوم ترد الودائع
((شهد)) ذات الإحدى عشر ربيعاً .. المكسوة ببراءة الطفولة .. ترحل بصمت .. تغادر هذه الدنيا محمودة ..
أعجوبة هذه البنت -رحمها الله- بارّة .. صبّارة .. رقيقة .. رفيقة .. كتومة .. خدومة .. بل .. بادئة بصنائع المعروف مسدية خيرها لكل من حولها .. صغاراً .. كباراً .. وأقراناً ..
أكتب ذلك عن عين رأت وأذن سمعت وقلب وعى .. وتفطر من الأسى .. ولا نقول إلا ما يرضي الله .. فهي محض هبة منه وله وإليه .. إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراقك يا شهد لمحزونون ..
أسطر للقارئ الكريم خمس مواقف كممت فمي وأنطقت عيني .. أسطرها للإعتبار والإعتبار فقط فقد رحلت ((شهد)) بعدما ألم بها المرض واعتصرها عشرون يوماً - ولم يدخل جوفها طيلة هذه المدة طعاماً ولا شراباً - عوضها الله من ثمار الجنة وجعل ما أصابها رفعة لدرجاتها ..
أولا: كثيراً ما حاولت كتابة الشعر في مناسبات مختلفة .. فترصف الكلمات ثم تأتي مستشيرة .. أثني على توجهها وأبدي ملاحظاتي ..
في أواسط الفصل الدراسي الثاني العام الماضي حاولت جاهدة بناء أبيات شعرية عن الرسول صلى الله عليه وسلم .. ثم .. قرأت عليّ ما كتبت وكان كلاما عادياً .. فأُسْقِطَ في يدي لا أستطيع القول بأنه شعر .. فَتَغْتَّر.
وعزّ على نفسي كسر خاطرها فاجتهدت بتوجيهها لتعيد المحاولة .. لكنها .. رحلت قبل أن ترمم الأبيات ودونكم أيها كما كتبتها ..
* * * * *
يـا رســول الله أنــت قـدوتنــا
فصلــت لنــا رسـالــة ربـنــا
علمتنا القرآن الكريم يا نبينا
الصلاة عليك والسلام يا رسولنا
شرحت لنا ما نفعله في الدنيا
أبعدت عنا الشرك يا مصطفى
ماذا أوصانا رسولنا
أوصانا بالتمسك بالعروة الوثقى
حب نبينا ساكن في قلوبنا
* * * *
(( فاللهم أسألك لها بحبها لنبيك أن تحشرها في زمرته))
--------------------------------------------------------------------------------------------

ثانيا: جاءتني قبل مرضها بمدها ليست بالطويلة تسألني عن ((دعاء الاستخارة!)) فلما ذكرته لها طلبت كتباته لها فكتبته متعجبة .. في أي أمر ستستخير الله هذه الصغيرة !!..
أخذته ومضت .. ثم رأيتها تصلي وقد رفعت يديها تدعو الله عز وجل..
سألتها بإلحاح عن سبب الاستخارة وهي تتأبى عليّ .. فلما رأت إصراري أفصحت: ((استخير الله .. في البدء بلبس حجابي))!!
رغم صغر سنها وجسمها ..
--------------------------------------------------------------------------------------------------
ثالثاً: الأنشودة الوحيدة التي سجلتها بنفسها في جوالي بصوتها الندي ونبرتها الشجية فهي ..
كفى يا نفس ما كانا كفاك هوىً وعصيانا
كفاك ففي الحشا صوت من الإشفاق نادانا
أما آن المآب .. بلى بلى يا نفس قد آنا
قضيت خطاكِ مخطئةً فسرتُ الدرب حيرانا
فؤادي يشتكي ذنبي ويشكو منكِ ما كانا
أعيدي لي حمى قلبي وعودي .. عودي الآنَ
كأني ما سمعت وما رأيت الهَدي إذ بانا
كأني ..... وهنا انقطع التسجيل وكأنه يؤذن بانقطاعها عن هذه الدنيا –رحمها الله- فهذه رسالتها لنا جميعاً ..
-----------------------------------------------------------------------------------------------
رابعاً: ليلة رحيلها كانت تحدّث أمي – لكِ الله يا أمي وعظّم أجرك و جبر مصابك في بنت برة – حيث أجريت لها عملية فتحتاج إلى علاج طبي وتعقيم موضع العملية وكان هذا يشق عليها .. قالت لأمي: ما رأيك لو أنهم الساعة السابعة – من صباح الغد- يضعون لي البنج –المخدر- ويجرون لي عملية مثل الأولى مرة واحدة لأستريح –من التغيير- .
وكتب الله أن تستريح إلى الأبد – بإذن الله – الساعة السابعة من صباح الأربعاء 13/5/1428هـ
يأخذ الله وديعته .. نسأل الله أن تكون صبيحة ليلتها تلك إلى الجنة ..
----------------------------------------------------------------------------------------------------------
خامساً: الصورة الأخيرة .. بعد أن لُملمت أغراضها .. وجد في درج سريرها الكتيب الذي كانت تقرأه دون علمنا – وقد اعتدنا منها الاستئذان في أخذ الكتب – كتيب ((الفتاة المثالية)) للدكتور/ محمد البيومي وهو من إصدارات دار القاسم – جزاهم الله خيراً - ... وهي فتاة مثالية .. ولا أزكي على الله أحد ...

يضاف إلى ما سبق حرصها على صلواتها في وقتها حتى آخر فرض لها - صلاة الفجر يوم رحيلها ومداومتها على قراءة سورة الكهف كل جمعة مذ عرفت فضلها .. وإصرارها على المقاطعة الاقتصادية غيرةً على المسلمين وعلى جناب النبي صلى الله عليه وسلم وما أكثر ما سألت عن أصل هذا المنتج أو ذاك .. تحرزاً من أن تشتري شيئاً من منتجاتهم ..

* * * * * *
التفت إليَّ وقال: ما جادت القريحة بشيء ؟!!
عندها تذكرت مقولة الطنطاوي – رحمه الله – ((إن دعوة لأخيك في ظهر الغيب خيرٌ من ألف قصيدة في تأبينه ..))
فاللهم ارحم شهد وأسكنها الفردوس مع أكرم عبد واحشرها في زمرته في أفضل وفد .. ووالديها وجميع المسلمين ..اللهم لا تحرمنا أجرها ولا تفتنا بعدها واغفر لنا ولها ..
ورافقتها من الرحمن رحمته في جنة الخلد لا خوفٌ ولا حزنِ

* * * * *

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد ...
آهـــات غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 04:40 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)