بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » التمسوا للطوبة سبعين عذرا ! [ قصة واقعية ]

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 22-03-2008, 07:28 PM   #1
الثائر الأحمر
عـضـو
 
صورة الثائر الأحمر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
التمسوا للطوبة سبعين عذرا ! [ قصة واقعية ]

لست ممن يشغلون أنفسهم باتجاه المقاصد، ولا تتبع الظنون.. لا قبيحها ولا حسنها، بل لعلي أعالج نفسي بالتبلد واللامبالاة وإن لم أجد لصاحبٍ لي عذرا فإنني أنسى الأمر برمته وأبدأ معه من جديد، وإن حدث ووجدت في واقع ما يحصل أمامي دوافع لإساءة الظن فإنني سأنساه أيضا لأنني لن أحاكم صديقي أو صاحبي بأسوأ أمر فعله معي ومن ورائه بحر من الحسنات أقلّها أن ياء (صديقي) تخصني وتعني لي الكثير.

خرجت في يوم السبت الماضي بسيارتي المدللة الفورد التي عشت معها نعيما فقدته خلال السنوات الأربع الماضية مع المرسيدس –سقى الله أيامها-، كان الوقت في منتصف الليل.. ذهبت إلى سوق مركزي بعيد قليلا ثم عدت سريعا إلى الأبراج التي أسكنها وأوقفت سيارتي في طرف بعيد عن السكن لأن هناك أزمة مواقف تحصل يوميًّا في هذا السكن، ومع أن المواقف تتسع لنا جميعا ويفضل ما يتسع لغيرنا، إلا أن مزاجية الشباب أو كسلهم أو استعجالهم قد سبّب أزمة في تلك المواقف، حتى تكاد تخرج السيارات بعضها بعضا إلى منتصف الشارع الذي يمر أمام السكن، وهو شارع خطير إذ تسير فيه يوميا العديد من شاحنات النقل المتوسطة فلا تستغرب إن استيقظت يوما ووجدت سيارتك قد تحطمت بعض أجزائها بسبب أولئك الأشرار، كما حدث لصاحب لي كان قد سافر لأهله في يومي الخميس والجمعة مع أصدقاء له وترك سيارته واقفة أمام السكن، فاستيقظت صباحا ووجدت سيارته قد سحبت بالقوة حتى دخلت أشجارًا قريبة وتهشمت مقدمة السيارة.. وطبعا لم يُعرف الفاعل إلى يومك هذا.

وبعيدا عن المشاكل ووجع الرأس فإنني قد أبعدت سيارتي نهائيا عن تلك المواقف المقرفة وأوقفتها في مكان حيادي جدا.. بجوار مسجدنا الذي نصلي فيه، لأجد بعدها بمدة رسالة من إمامنا الموقر يطالبني فيها أن أقلب وجهي أنا وسيارتي في مكان آخر لأن الموقف خاص به(!)، قلت: سمعا وطاعة.. كم لنا إمام..! فأوقفتها بالجهة المقابلة تماما حيث يوجد رصيف يفصل بين الشارع الفرعي ومحطة للوقود، بعيدًا عن كل المواقف في ذلك المكان، ويا كافي خيرك وشرك.. ولا أعتقد أن ذلك المكان سيكون موقفا خاصا لأحد، وبعيدا عن تلك المواقف التي يتقاتل حولها شباب رفحاء وحفر الباطن وجيزان والجوف، أنا أكبر حيادي في العالم الآن.. من سيزعجني؟!

السبت 8 / 3 / 1429 – بعد منتصف الليل
قلت لكم أنني خرجت بعد منتصف الليل إلى إحدى الأسواق ثم عدت سريعا إلى شقتي لأجد أحدهم قد وضع طوبة في جهة قريبة من الرصيف، أي أنني سأضطر إلى إبعاد سيارتي عنها فتبرز إلى جهة الشارع..، أوقفتها على أية حال ثم أخذت الطوبة ووضعتها على الرصيف، وذهبت إلى شقتي.

الأحد 9 / 3 / 1429 – والعصر !
اتجهت لسيارتي فوجدت الطوبة قد أرجعت إلى مكانها فرفعتها إلى الرصيف مرة أخرى، ذهبت إلى حاجة لي ثم عدت فوجدت الطوبة قد وضعت في مكانها تماما، لم أعبأ كثيرا فقد كنت مشغول البال، أوقفت السيارة مع وجود الطوبة على الأرض.

الاثنين 10 / 3 / 1429 – صباح الخير..
خرجت لأذهب إلى الجامعة، رأيت سيارتي بارزة إلى جهة الشارع فتذكرت الطوبة، واستغربت من تكرار إرجاعها إلى ذات المكان فرفعتها مرة أخرى ملتفتا من حولي إلى أحد ما قد يبصرني إليّ فلم أنتبه لأحد إلا عامل المحطة المجاورة الذي كان مضطجعا ووجهه إلي، قلت في نفسي: سأرفعها.. فإن كان هو الذي ينزلها دائما فلا بد أن يتكلم، فإن لم يتكلم فهذا يعني أنه ليس على علاقة بما يحصل. رفعت الطوبة إلى الرصيف ولم يفعل صاحبنا شيئا.. لكن ظل شكي فيه باقيا، ثم ذهبت للجامعة، وحينما عدت منها إلى الشقة وجدت الطوبة قد وضعت في المكان الذي رفعتها منه؛ فاشتعلت غضبا واتجه بصري إلى عامل المحطة الذي كان يبصرني ولم تحصل منه أي ردة فعل وأنا أقوم برفع الطوبة على الرصيف وعيني على عينه، ولسان حالي: شايفني طوبة حتى ترجع الطوبة كل ما أرفعها !

الثلاثاء 11 / 3 / 1429 – ثلاثة أوقات
في كل هذه الأوقات الثلاثة كنت أقوم برفع الطوبة وأجد بعد رجوعي من يرجعها إلى مكانها، وانقلبت الدعوة إلى تحد ومفاصلة، وتوقعت أن المسألة لها علاقة بالموقف، وحدثت نفسي أنه لو وضع ألغاما أرضية لن أتزعزع عن هذا المكان، كفاية المرمطة التي حصلت معي سابقا، يا أنا يا الطوبة.. وفي المرة الثالثة قلت سأرفعها فإن وجدت يوم غد الأربعاء من أعادها إلى مكانها فسأذهب بها إلى مكان بعيد وألقيها (هع هع هع!).

الأربعاء 12 / 3 / 1429 انجلت الحجب !
لم أحرك سيارتي طوال اليوم، وبعد صلاة العشاء تقابلت أنا وجار فاضل من شباب الحفر فدعوته إلى العشاء وحينما أقبلت على السيارة وجدت الطوبة وقد أرجعت إلى مكانها، فالتفت إلى جهة المحطة فإذا العامل مضطجع كعادته وبصره متجه إلي، التفتّ لصاحبي وحكيت له القصة ثم رفعت الطوبة لآخذها معي وأرميها في مكان بعيد، لكن ولأول مرة حانت مني التفاتة للمكان الذي دائما ما توضع فيه الطوبة ولا زلت مستمرا بالحديث مع صاحبي فصمت وصدمت حينما أبصرت رأسين من الحديد قد برزا من داخل الإسفلت، كل رأس بارز بقياس 3 سم.. بمعنى أن سيارتي لو وطئت عليها وهي مسرعة بعض الشيء لراحت في خبر كان، بمعنى أن الذي يواصل وضع الطوبة في ذلك المكان.. كان قصده حماية سيارتي، انفجر صاحبي ضاحكا بعد أن نبهته لحقيقة الأمر، ثم أعدت الطوبة رويدا رويدا وبي من الخجل ما الله به عليم، وأنا أبصر بطرف عيني العامل الذي كان يبصرني ولم تحصل منه أية ردة فعل مع جزمي بأنه من كان يعيد الطوبة إذ هو الوحيد الذي يستطيع أن يعيدها سريعا كما لاحظته في الأيام الماضية.

أبو عبدالله
الثائر الأحمر

ملاحظة / " تأن ولا تعجل بلومك صاحبًا **** لعل له عذرًا وأنت تلوم "
ملاحظة الجانب المظلم/ تخيلوا أرجع للطوبة فأراها قد وضعت على الرصيف..!!

أما قبل



أما بعد




والله المستعان..

__________________
يا صبر أيوب !

آخر من قام بالتعديل الثائر الأحمر; بتاريخ 22-03-2008 الساعة 07:40 PM.
الثائر الأحمر غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 05:24 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)