|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#29 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
|
أخي الفاضل رجل الثلج :
هو ما قلت عن كلامك القيّم , فأنا مأخوذ به وبما حوى من قيّم التحليل وثاقب النظرة ولئن أبديت بعض الرؤى الشخصية وخالفت ما تفضّلت به , فلا يعني هذا معارضة ما تفضلت به , بل يعني النظر للأمر من زاوية أخرى وأهم ما أحب التعقيب به ما يلي :
حسبنا الارتفاع التصاعدي للبرميل وفق أي قانون , سواء بحساب رياضي بحت , أو اقتصادي يأخذ بين المراعاة كل الظروف المحيطة , أو بحساب منطقي يرصد الظاهرة ويعرضها على سلطة العقل , فإن النتيجة واحدة ! هي أن الزيادة الحادة اليوم جاءت مفاجئة وسريعة القفز لم تعتمد على أي من المؤثرات المنظورة ! فلم يقل العرض عن الطلب , بل هو أزيد ! ومنظمة أوبك تحاول إصدار قرار سياسي بتخفيض الإنتاج . ولم تقم خطورة طارئة تهدد إمدادات النفط ولم تقرر دول أوبك , أو دول النفط الأخرى رفع السعر . ولم يكن الارتفاع في زمن يلائم التزايد الطبيعي المنطقي للسعر , بل جاء التزايد في مدة وجيزة ( أربع سنوات ) وهي زمن قصير عن الوقت الذي يستغرقه هذا التنامي في الظروف المعتادة , لدرجة أن تمتنع هذه المدة أن نخضعها لأي مقياس اقتصادي ! فبرميل النفط الذي وصل سعره ( 34 ) دولارا منذ عام 1398 هـ , وظل يترنح منه فأقل لمدة تزيد عن ( 30 ) سنة ! ما باله ( يتقافز ) إلى مئة دولار خلال أربع سنين فقط ؟! واختصارا : ليس من سبب ظاهر لهذه الزيادة المطّردة السريعة . لذا فلا يقوم مفسّـرا لهذه الحال الاستثنائية إلا سبب واحد هو : (( رغبة الحكومة الأمريكية تعويض خسائر حربي العراق وأفغانستان )) وهذا السبب له ما يدعمه , من ذلك : 1- أن الحكومة الأمريكية تجني من النفط مالا وفيرا على هيئة ( إتاوات من دول الخليج النفطية ), وربح من برميل النفط الأمريكي بصفتها مالك كبير لأسهم شركات النفط الأمريكية في الداخل والخارج , مع الأخذ بالملاحظة أن الولايات الأمريكية أكبر منتج للنفط بالعالم , فبيع الحكومة الأمريكية وشركائها للبرميل بمئة دولار على المواطن الأمريكي يضاعف الميزانية . 2- أن الحكومة الأمريكية ظلت صامتة تنظر بعين الرضا عن تزايد السعر , لم تبادر للضغط على من تحت يدها من دول النفط ذلك يوم رأت حسم المعركة بعيد المنال والمال الأمريكي ينثر نثرا على حرب أقرب ما تكون لحرب دفاعية أكثر منها هجومية , بينما كانت تضغط من قبل عندما يصعد سعر البرميل ليقارب ( 30 ) دولارا , ذلك يوم كان البيت الأبيض يظن حسم المعركة قاب قوسين أعني حرب تحرير الكويت ( غير المكلفة , والتي ضخت في الميزانية الأمريكية حسابات خرافية من دول الخليج , وضمن سعرا مخفضا ( خاصا ) لبرميل النفط الخليجي! إضافة لفتح ثلاث قواعد كبرى في الجزيرة العربية كانوا يرونها من المستحيلات . تلك القواعد التي صارت نقط انطلاق لكل العمليات العسكرية توفر على فروع القوات الأمريكية أموالا طائلة عند تحريك الأساطيل ومد جسور التموين والإخلاء .... الخ . مع الأخذ بالملاحظة أن ارتفاع السعر يثقل كاهل المواطن الأمريكي , وكواهل شعوب الدول الحليفة كدول أوروبا . وهو ما قد يثير نقمة هذه الشعوب ( الأمريكية والأوروبية ) [quote=رجل الثلج] فنحن يرتفع لدينا النفط وأمريكا تتأثر والتجار عندنا يعالجون مشاكلهم على حسابنا , إنها عملية دوران في حلقة واحدة ...! تأثر أمريكا السلبي لو كنت تعني به المواطن الأمريكي , فلا إشكال لدي فيه أما لو كان المراد الحكومة والموازنة ورأس المال الأمريكي , فالمعطيات التي أسلفت بها في كلامي أعلاه تدل على عدم إيماني يحصول هذا في الوقت الراهن , أما مستقبلا فالاقتصاد الأمريكي سيواجه نتائج لم تحسب الإدارة الأمريكية حسابها أو أنها أغفلتها نزولا عند الرغبة بحل مؤقت كالمسكن للجرح ينقذ فريق بوش , وهو جرح سيتفاقم على حكومات ما بعد فريق بوش , وليس هذا مجال تفصيل المشاكل المستقبلية المتوقعة على الاقتصاد الأمريكي . أما التجار عندنا , فلا أرى مشاكل لديهم إلا مشكلة واحدة هي أن الدول المصدرة رفعت عليهم سعر السلع التي نستوردها لتعوّض ما طرأ من زيادة تدفعها لنا عن برميل النفط . وقد حلّ التجار هذه المشكلة بالحل المعروف التلقائي وهو رفع السعر على المستهلك ( المواطن المذبوح بالقرارات السياسية الخفية )
لو كان القصد زيادة السيولة عند حكومات النفط ذاتها , لكان الكلام دقيقا – بنظري – أما لو كان المقصود شعوب الأرض أو شعوب ( النفط ) فلا أرى النظرية منطبقة على حالنا اليوم . فالمواطن الخليجي مثلا ( وهو أكثر الناس نصيبا من نعمة النفط ) لم تطرأ على جيبه زيادة مالية تجعله يبحث عن متنفس لها في الأسواق ! بل إنه المسكين واجه ارتفاعا سريعا حادا في الأسعار وليس معه من السيولة ما يستطيع به أن يشتري السلع ! فالحاصل العكس تماما , وهو ارتفاع أسعار السلع دون أن تسبقه قوة شرائية متزايدة تفسر هذات الجنون في تزايد الأسعار .
صدقت . وبظني أن علاج التضخم بزيادة الرواتب خطأ فادح لعدة أسباب منها : 1- أن المستفيد من الزيادة فئة محدودة من المواطنين . 2- أنها داعية إلى زيادة ( مفتعلة ) للأسعار , ومن النماذج التي تبسّط هذه المسألة أنه حتى صاحب البقالة سيرفع سعر المعروض ليكافئ نفسه بزيادة يقابل بها ارتفاع الأسعار , وكأنه يزيد مخصصه على غرار زيادة الدولة والشركات الكبرى رواتب موظفيها . 3- أن زيادة الرواتب تجعلنا نعود للنقطة التي قررتها أنت في المقتبس الثاني فوق , ذلك أن المواطنين ( تتوطن نفوسهم ويتعارفون ) على دفع أسعار باهضة للسلع وكأنها بأسعارها القديمة ذلك لأن زيادة السلع قابلها زيادة المال ! وهو الدوران في حلقة مفرغة ! فالسلع ترتفع والرواتب تزداد باطراد دائم , وهكذا على هيئة ((( تبيع علي غاليا , وأبيع عليك غاليا ))) فما دفعه الفرد سيعود إليه على هيئة قيمة لبضائعه التي زاد سعرها , أو على هيئة زيادة في راتيه . تقبل تحيتي وتقديري , واحتمل منّي وجهة نظري , ومعذرة للأخطاء , فلم أجد وقتا للمراجعة ولم أرد تأخير التعقيب أكثر من هذا .
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا *** في حياتي سبرت الناس فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|