[د.لمار]

بدأت نقاشاً علمياً مع أخي (بريداوي رامح) حول الفرق بين العلمانية والليبرالية, لكني فوجئت أن الموضوع أغلق فرأيت أن أضعه عنواناً يستفيد منه الجميع :
كثير من القوم – حسب علمي – لا يعتقدون أن ثمّة فرق بين العلمانية والليبرالية ، فهي – عندهم – لفظان لشيءٍ واحد ، فإن أطلق أحدهما كان الثاني معنياً ومقصوداً

رغم أنك تلحظ من يفخر ويتباهى بلبراليته ويُعنّف من وصمه بالعلمنة ، بل ربما اعتبرها قذفاً حُق على قاذفها حداً شرعياً

وفي اعتقادي الشخصي .. أن العلمانية أقبلت بالديار الإسلامية آنفة ً مغترة ، فواجهت قوة الرادع لهذا الفكر حتى من عوامّ الخليقة ، وقد وجدت في الليبرالية رداءً تتستر به وملاذاً تلتجئ إليه .. كما تغيّر من قبل مسمى العلمانية من اللادينية
وباختصار شديد فإن الفرق كالتالي:
العلمانية تعنى بمراعاة المصلحة بعيداً عن الدين ويشمل بالطبع كافة مجالات الحياة سياسة واقتصاد أو على النطاق الاجتماعي حتى في وجهة الفنّ والأدب ، أما الليبرالية فهي محدودة الدعوة في السياسة والاقتصاد

العلمانية منهج فرضيّ ( أي إلزامي ) وذلك بأن يُتبع من كافة أفراد مجتمع يركزه دستوراً له ، والليبرالية تسير نحو الحرية المطلقة ومستعدة لقبول الآخر بأفكاره وأفعاله بشرط أن يتعامل بالمثل مع أصحابها

وحين أبحث عن توافق يُذكر ، فلا أجده واضحاً إلا على الخطّ السياسي حيث فصل الدين عن الدولة ، وإن كانت الليبرالية ذات وضوحية أكبر في تنظيمها إذ تقوم على أساس التعددية والتنظيم الحزبي دون النظام البرلماني الديمقراطي بسلطاته الثلاث : تشريعية ، تنفيذية و قضائية

والليبرالية – نظرياً – تدعو لحرية الأفراد ، وإن كانت في الواقع التطبيقي تصرّفت بالضدّ لارتباطها بالاستعمار ، فاستغلت واستعبدت الشعوب المستعمرة
أسأل الله أن لايرفع لهم في ديار الإسلام راية, ولا يحقق لهم غاية
وتقبل تحياتي بريداوي رامح