[قاهر الروس]

.
.

أخذتهم الغيرة فاصبحوا في حيرة !!


لا شكـ أن من الإيمان وجود الغيرة في قلب الإنسان .. ومن لا غيرة له لا عقل له .. غير أن الغيرة هي إحدى صفات الله عز وجل ، والتي جعلها من خصال عبادهـ أيضاً .. كما جاء في الحديث حينما سُئل سعد ماذا لو رأيت رجلا مع امرأتك؟
فأجب رضي الله عنه قائلاً : [ و الله لضربته بالسيف غير مصفح ] قال النبي صلى الله عليه وسلم : { أتعجبون من غيرة سعد لأنا اغير منه والله أغير مني } .. وما الغيرة سوى غشاء يحمي القلب والنفس ..
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إني لغيور وما من امرئ لا يغار إلا منكوس القلب)

والغيرة أياًَ كانت وفيمن تكون .. هي من علامات الوفاء لدى الإنسان .. ولو لم يُحبكـ أحداً لما غار عليكـ .. سوى أن تعدّي الحدود في الأمور لهو أمر مذموم .. فمما تعلمنا لا إفراط ولا تفريط .. وإن زاد الشيء عن حدّهـ انقلب ضدهـ ..

إذ أن الغيرة إن تعدّت اللزوم وحدودها .. أصبحت شكَّّا ووسواساً نسأل الله السلامة والعافية .. إذ أنه بهذهـ الحالة سيُصبح الغيور سابقاً يحفر لهدم ما بنى !! وكثيراً ما نسمعها في المتزوجين خصوصاً ..

فحينما تُصبح الغيرة لدى الإنسان إضطرابات نفسية .. وأوهام مؤلمة .. يبدأ بسحب الثقة عن غيرهـ بدعوى أنها من باب الغيرة .. وما هذهـ إلا إحدى الأبواب التي دخل منها الشيطان .. وما هذا إلا داء بدا ليُشتت أسرة عاشت في غاية السعادة ..

منذ متى أصبحت الغيرة إحدى دواعي الطلاق ؟!!
بعكس ما كنّا نعلم بأن الغيرة هي ذاكـ العقد اللامع الذي يحوي الأسرة .. غير أنه في هذهـ الأوقات رأينا الغيرة شبحاً يُزلزل عرش الأسرة واطمئنانها .

أنقل لكم كلاماً أخذته من أفواهـ أصحابه !!

رجل يقول : في إحدى الأيام تخلفتُ عن رحلة مع أصحابي جالساً أراقب بيتي .
مع العلم وبمعرفتي بكلاهما بالصلاح والاستقامة – أحسبهما إن شاء الله كذلكـ - إلا أن باب الغيرة أصبح وسواساً هنا .

وامرأة تقول : لا أنام الليل أنظر إلى تحركات زوجي ولحظات خروجه من غرفتي !!

مع أن الضحية من ذلك ..ـ سيكون أبناء لا ذنب لهم .. سوى باباً قد فتحه البعض للشيطان ليدخل بينهم ..

تُقسمُ أخرى تقول : لو لم يكن طفليّ بذمتي لطلبتُ الخُلع أياً كانت مضارّهـ .

إن كان هذا الحال بين الزوجان .. فلا ملامة إلا على أنفسهما .. والغريب أن الكل يُبرئ نفسه متجاهلاً الكلام من عقله ..

مثلاً نجد بعض الرجال -هداهم الله – لا مُشكلة لديه بأن يُخاطب أمرأة بنفس عمله .. أياً كانت الوجهة عملاً دينياً تعليمياً أو غيرهـ ..

وحينما سألته زوجته :
هل تسمح لي بأن أهاتف أحداً أعمل معه ؟!!

فأجابها :
[ كان مايردكـ إلا بيت أهلكـ ]

ولسانُ حالهن يقول :
( حلال عليكم وحرام علينا )

سوى أن بعض الزوجات هداهن الله هي من تجلب الشك على نفسها .. إمّا لكونها تُمعن وتحدق بالنظر للرجال .. أو تُحدٍّثُ زوجها عن إعجابها بفلان من الناس حتى ولو كان شيخاً بينهم .

ولا لأحدٍ الحق برد غيرة الزوج على زوجته .. ولو كان هناكاً زوجاً لا يغارُ على زوجته أو أحداً لا يغار على محارمه لأودعناه إحدى مستشفيات الصحة النفسية .

أعجب من ذلك غيرة ذلك الأعرابي المفطور على الغيرة و الكرامة , يوم نظر رجل الى زوجته ( زوجة الأعرابي ) فقال الأعرابي لامرأته ( لمجرد نظر الرجل لها ) لحقي بأهلك فأنت طالق !! فلما عوتب في ذلك رد قائلا :
اذا وقع الذباب على طعام
رفعت يدي و نفسي تشتهيه .
و تأبى الأسود ورود ماء
اذا كان الكلاب يلغن فيه .


أحببت أن أختصر كي لا أكون ثقيلاً عليكم
أخيراً .. فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
عذراً .. فعذراً .. ثم عذراً على الإطالة و ركاكة الأسلوب
دمتم بحفظ الرحمن ورعايته

.
.