[حي الصناعة]

دفاعاً عن اللحية لا عن الملتحين

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد :



لقد انقلبت الموازين في هذا العصر.. وصار التقي فاجرا وصار الفاجر تقيا.. وأصبح المتمسكون بدينهم مطاردون.. وأصبح اللادينيون مستحسنون..



من هذا المنطلق كان لزاما على كل مسلم غيور أن يدافع عن هؤلاء المستضعفين.. وأن يذود عنهم بكل ما أوتي من قوة..



لقد اختصر بعض الناس الإسلام في اللحية والقميص.. فصارت التقوى تعد وتحسب بطول اللحية وقصر القميص.. وظهر من الناس من يكره اللحية والقميص.. لأن بعض أصحابهما يرتكب المعاصي والزلات.. فهو لا يريد أن يكون منهم..



إخوتاه.. ألا ترون معي زيغ الطائفتين وضلالهما!! أما ترون بعدهما عن الحق والإنصاف!! أما ترون تلك النظرة الجائرة والأخرى المتجنية التي سببها الإعلام العالمي عند كثير من الناس!! فالإعلام العربي وغيره يتحكم فيه اليهود الكفار.. والصليبيون الفجار.. والحرب معلنة على أشدها.. والمسلمون هم الضحية الغافلة عما يحاك لها..



إخوتاه.. اعلموا أن اللحية من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.. وأنها سنة مؤكدة واجبة.. لم يثبت أن أحدا من صحابته أو من أتباعهم حلق لحيته بتمامها وكمالها.. ومن تم علينا أن نعلم أن من يعفي لحيته يقتدي بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.. وإن عمل بأعمال مخالفة للشرع.. منبوذة في الدين.. فلا يجوز لنا أن نحكم على سائر الملتحين بأنهم منافقين أو مخادعين... لأنه لا يحكم بالواحد على الجماعة..



إن هذا ليس دفاعا عن الملتحين.. ولكنه دفاع عن اللحية باعتبارها من سنن الفطرة التي سنها لنا نبينا الكريم.. لا يخدعنكم العالم بما يكيد من مكائد للمسلمين وخاصة الملتزمين منهم.. ولا يخدعنكم أيضا المظهر الإسلامي للملتزمين.. فربما تجد صاحب لحية وهو كذاب منافق.. أو غشاش مخادع...



وأختم بمقارنة بين شخصين ؛ الأول صاحب لحية والثاني بدون لحية.. وكلاهما لا يغضان بصرهما عن الحرام.. فمن هو الأفضل؟؟ هل صاحب اللحية أم معدومها؟؟



بكل إنصاف أقول : إن الذي يرتكب ذنبا أفضل من الذي يرتكب ذنبين.. فالملتحي يرتكب ذنبا واحدا هو عدم غض بصره - في هذا المثال فقط - أما الآخر فهو يرتكب ذنب حلق اللحية وذنب عدم غض بصره..



فلماذا نلوم صاحب اللحية ولا نلوم الآخر؟؟! هل كل ملتح معصوم من الخطأ؟؟!
لا والله ما هو بمعصوم..



فلماذا أصبحنا نتقبل أن يخطئ جميع الناس إلا الملتحون.. فإذا ما وقع الخطأ من أحدهم نعت بما ليس فيه واستهزئ باللحية التي في وجهه.. أهذا هو العدل في الحكم؟؟! ما لكم كيف تحكمون؟؟!



أقول لأمثال هؤلاء : أرخوا لحاكم وكونوا قدوة صالحين.. وفروا لحاكم وكونوا أسوة للآخرين..



وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..


:i121خواطر جياشة ..... تدور في خاطري
تحياتي أخوكمـ : حي الصناعة