[تأبَّط رأياً]

لم

اقتباس يكن لي مسجداً محدد لأصلي به الجمعة بل كنت أطوف المدينة بحثاً عن إمام يبحث في واقع مجتمعه ويشارك الناس همومهم , ولعل من مصادفات هذه الجمعة أن دخلت مسجداً يقع في أقصى البلد فعلا كان التكييف بارد والجو مهيأ لخطبة جميلة - أو هذا ما منيت به نفسي - دخل الأمام صاحب اللحية الكثة ليخرج ورقة صفراء عليها كتابة زرقاء مكتوبة بخط اليد تحكي زمن التعسف , ليستمر بخطبته ونبرة صوته ترتفع تدريجاً معلنا عن خطر قادم ليقول أن سبب مصائبنا ( وانحلالنا ) وبسط العدو نفوذه علينا هو ما يفعله شبابنا وما تفعله نسائنا من التبرج والاختلاط بالأسواق والصداقات والعاشقين والعاشقات والحب الزائف -ليصوره على أنه جريمة ترتكب سامحك الله أيها الشيخ اتصف الحب العذري بالجريمة - والغناء والمغنين والمغنيات ( ثم هو يصب جام غضبه على الفتيات ليصفهن بخراب المجتمع ودمار الشباب ). في الحقيقة وأنا بالمسجد وصاحبنا يتكلم عن النساء وأنهن الداء العضال تذكرت الصحفي المصري الكبير الذي أجريت معه مقابلة تلفزيونية و سأل عن المرأة فقال : ××××××××&# 215;×××××××&#21 5;×××××××× ××××× ويستمر خطيبنا ليقول للسامع أننا لن ننتصر ونسائنا يخرجن للأسواق ويختلطن بالرجال وسيبقى اليهود في فلسطين . وقفت عند كلماته طويلا لأستذكر التاريخ والتاريخ أستاذ شاهد ليقول لي لقد أنتصر الرشيد هارون وفي قصره أكثر من خمسون مغني ومغنية منهم ( ابن جامع السهمي , وإبراهيم الموصلي , وابنه إسحق , والعديد من الجواري البارعات في الغناء ). وما هي حال ذاك المجتمع الذي اشتهر بقصص الحب والعشق , ومع هذا كله يحقق الرشيد الانتصارات ودولتة من أعظم الدول في ذلك الوقت . فهل يقبل الله المتناقضات يا أمام ؟ ثم يذكرني التاريخ بالحاجب المنصور بن أبي عامر الذي خاض أكثر من أربعين معركة في أوربا لم يهزم في واحدة منها , وفي عاصمة قرطبة ومدينة الزهراء تقام الحفلات ويختلط الرجال بالنساء , فضلا عما يحدث على شواطئ الأنهار ورقص المغنين والمغنيات من الجواري الأسبانيات . فهل يقبل الله المتناقضات يا أمام ؟ أين الحديث عن الفقر, والبطالة, والاستغلال, والربا , والتزوير , التفكك الأسري........الخ أليست أجدر من غيرها وأحق بالذل وسبب التخلف . تحياااااااتي

أخي :alqay9r
أهلا بك ، أشكر لك اهتمامك.
لا أكتمك سرا أني حينما رأيت الموضوع انطلقت مسرعا له لعلي أجد بغيتي ولكن أصابت في جانب وجانبت في جانب .
أصبت في حرصك لرفع مستوى الخطباء وانهم بحاجة للتطوير أيا كانوا.
أصبت حينما طرحت مواضيع ((الفقر, والبطالة, والاستغلال, والربا , والتزوير , التفكك الأسري........الخ
أليست أجدر من غيرها وأحق بالذل وسبب التخلف . ))
ولا أكتمك أنه ساءني مجانبتك للصواب واحزنني نقدك للخطيب حينما طرح المواضيع التالية بقولك:
ـ

اقتباس ما يفعله شبابنا وما تفعله نسائنا من التبرج والاختلاط بالأسواق والصداقات والعاشقين والعاشقات والحب الزائف -ليصوره على أنه جريمة ترتكب سامحك الله أيها الشيخ اتصف الحب العذري بالجريمة - والغناء والمغنين والمغنيات

أخي الكريم كل شئ يوزن بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
فهذه محرمات منتشرة بين الناس ونتفق جميعا أن كل معصية سبب في ضعف الأمة ، فالفقر عقوبات إلاهية والربا والتزوير وغيرها معاص عظيمة لكن لايعني ان ماطرحه الخطيب هي مواضيع ليست مهمة فما ذكرت وما ذكر كله أمور مهمة جدا.
أخي الحبيب:
قال تعالى(فأصابهم سيئات ماكسبوا) ولا سيما إذا كانت هذه المعاصي منتشرة وصاحَبَها تهاون ومجاهرة فكيف إذا كانت مما ثبت الوعيد الشديد فيها.
فالاختلاط حرام بنص السنة الصحيحة عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ » . فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ . قَالَ « الْحَمْوُ الْمَوْتُ »متفق عليه ومعنى الحمو: أخو الزوج وما أشبهه من أقارب الزوج كابن العم ونحوه ذكره الشراح.
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء » رواه البخاري ومسلم .
وجه الدلالة: أنه وصفهن بأنهن فتنة على الرجال فكيف يجمع بين الفاتن والمفتون؟!
روى أبو داود في [السنن] والبخاري في [الكنى] بسنديهما وصححه الألباني، عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري ، عن أبيه رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للنساء: « استأخرن؛ فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق » فكانت المرأة تلتصق بالجدار، حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به . هذا لفظ أبي داود ، قال ابن الأثير في [النهاية في غريب الحديث]: (يحققن الطريق: أن يركبن حقها وهو وسطها)
وروى الطبراني في [المعجم الكبير] عن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له » قال الهيثمي في [مجمع الزوائد]: رجاله رجال الصحيح، وقال المنذري في [الترغيب والترهيب]: رجاله ثقات.


أما الحب والعشق فإن كان بالضوابط الشرعية فنعم وإلا هو مرتع شيطان، وفوضى علاقات ، تدفعها الشهوات ، وتؤزها الغرائز.
ومن أهم ضوابط الحب والعشق :
أن يكون بين الزوج وزوجته وألا يكون فيه غلوا يصل لحد أن يكون هذا الحب يساوي محبة الله قال تعالى(ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله)فكيف إذا زاد وصار أكثر من حب الله ؟

أما الغناء فهو حرام بإجماع الأمة ، نقل الإجماع ابن رجب والقاضي عياض وابن الصلاح وغيرهم.
والقرآن فيه آية سورة لقمان ولاتخفاك إن شاء الله واقسم عليها ابن مسعود بل روي مرفوعا نحو قول ابن مسعود كما سياتي وفيه غيرها.
أما السنة فالأحاديث كثير جدا منها:
ـ عن أبي عامر أو أبي مالك الأشعري قال :
(ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف
ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم لحاجة فيقولون : ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة) رواه البخاري
ـ عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله عز وجل حرم الخمر والميسر والكوبة والغبيراء وكل مسكر حرام " أخرجه أبو داود وصححه الالباني .ومعنى الكوبة: الطبل
ـ عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يكون في أمتي قذف ومسخ وخسف "
قيل : يا رسول الله ومتى ذاك ؟ قال : إذا ظهرت المعازف وكثرت القيان وشربت الخمور
أخرجه الترمذي وصححه الألباني.
ـ عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن ولا تجارة فيهن وثمنهن حرام - وقال : - إنما نزلت هذه الآية في ذلك : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) حتى فرغ من الآية ثم أتبعها :
والذي بعثني بالحق ما رفع رجل عقيرته بالغناء إلا بعث الله عز وجل عند ذلك شيطانين يرتقيان على عاتقيه ثم لا يزالان يضربان بأرجلهما على صدره - وأشار إلى صدر نفسه - حتى يكون هو الذي يسكت
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير "وصححه الالباني

وبعد هذا وذاك فإن الخلاف المزعزم هو في الحُداء الذي يسمى في زماننا النشيد وكان يسمى في زمن السلف غناءا أيضا !!
فاشتبه كلامهم في الحداء الذي القول الصحيح فيه أنه حلال وكلامهم في الغناء المحرم إجماعا اشتبه هذا بذاك على بعض المتأخرين فزعم أن في مسالة الغناء المعروف في زماننا أن فيه خلافا وليس كذلك.

ولو كان كذلك فإن الميزان هو الكتاب والسنة وآراء الرجال ليست حجة في دين الله ولم يتعبدنا الله بها فكيف وقد صح الدليل ووضح التعليل.

اقتباس وقفت عند كلماته طويلا لأستذكر التاريخ والتاريخ أستاذ شاهد ليقول لي لقد أنتصر الرشيد هارون وفي قصره أكثر من خمسون مغني ومغنية منهم ( ابن جامع السهمي , وإبراهيم الموصلي , وابنه إسحق , والعديد من الجواري البارعات في الغناء ). وما هي حال ذاك المجتمع الذي اشتهر بقصص الحب والعشق , ومع هذا كله يحقق الرشيد الانتصارات ودولتة من أعظم الدول في ذلك الوقت . فهل يقبل الله المتناقضات يا أمام ؟ ثم يذكرني التاريخ بالحاجب المنصور بن أبي عامر الذي خاض أكثر من أربعين معركة في أوربا لم يهزم في واحدة منها , وفي عاصمة قرطبة ومدينة الزهراء تقام الحفلات ويختلط الرجال بالنساء , فضلا عما يحدث على شواطئ الأنهار ورقص المغنين والمغنيات من الجواري الأسبانيات

أخي الكريم :
هذا الكلام أستغربه من حضرتكم الكريمة من جهتين :
ــ أولا متى كان التاريخ وأفعال الملوك والامراء حجة على عباد الله ؟
أن من بدهيات العلم أن مصادر التشريع هي في الكتاب والسنة والإجماع والقياس.
ولم يذكر أحد من العلماء الذين يعددون مصادر التشريع إطلاقا أن أفعال الخلفاء حجة إلا ماكان من الخلفاء الراشدين لحديث العرباض فنعم وفيهم خلاف أيضا والصحيح أن قولهم حجة إذا لم يخالفوا نصا كما هو مبسوط في مظانه فكيف بمن بعدهم.
ـ أما الجهة الثانية:
فإن رويات التاريخ تحتاج إلى تمحيص وتدقيق ومقارنة ، ومع ذلك فقد تنادى محققوا التاريخ عبر تاريخ الامة إلى غربلة الرويات وعدم قبولها والتسليم بها إلا بعد الدراسة فهم ساقوا الأسانيد وجمعوا خامة التاريخ بغثه وسمينه وعلى من بعدهم من الأجيال تصفيتها ، وكثير منها من كذب أعداء الإسلام من الرافضة والمنافقين والوضاعين كلوط ابن يحي وأضرابه ، ولم يقصر الأصفهاني في كتاب (الاغاني) في ذكر خمريات ومغنيات وأمور لاتحسن نسبها لمشاهير تُستغرب ممن هم أدنى منهم .
وهارون الرشيد نموذج من ذلك فقد كذب عليه كثيرا .
وعلى افتراض صحة ذلك فإننا نعلم :
أن الحسنات تذهب السيئات وأن الخير في زمنهم أكثر منه في زمننا ثم إنهم على افتراض ذلك فإنهم لم يجرؤوا على تنحية الشريعة عن حكم الناس والتحاكم إليها ولو لم يكن لهم من ذلك إلا هذه لكفت فارقا بين عصرنا وعصرهم الذي ..............!!!!!.
ومن ناحية أخرى قد يقال :
هي للمؤمنين الصادقين المصاحبين لهم نصر وفتح
وللمقصرين استدراج .
أرجو أن يكون كلامي في متناول قبولك .

ودمت بود محبك تأبط رأيا .