[بنـدر]

كنا وكان الناس ممن هم الأن في مثل أعمارنا.. صغاراً.. وقبل ذلك أجنة في أرحام أمهاتنا.. وإن كنا قبل ذلك في ظهر الغيب فصرنا على ظهر الحياة .. بفضل الله علينا الذي لا نحصي له فضلاً .. فله الحمد والثناء الحسن مما يليق بجلاله وعظيم سلطانه .. تلك هي البداية لا لمقدار أعوام أعمارنا بل لمفاهيمنا حول ما حولنا . والذي تبلور لحظة بلحظة شهدناها .

تلك هي التنشئة الأولى لنا فكيف هي اليوم لأطفالنا ؟ كيف ترصفها الأم لبـنـة .. لبـنـة ؟ كيف يكون تصوير الأشياء من الظواهر والمحسوسات .. على نحو يمكنها من تخييل الخيالات في ذهنه وتقريبها إليه .. على أن بعضاً منهن تحاول أن تثني أطفالها عن خطاياهم بأسلوب الترهيب لا الترغيب .. على سبيل المثال : حين يتجاوز طفلها حدود المعقول بأخطائه فيكذب فإنها فوراً تبادره بقولها : " سوف يضعك الله في النار وهناك ستتعذب مع الكافرين "

حسناً تفعل إذ تزرع الخوف بداخله من الله ولكن ليكن مغاير كأن تقول : " أنت بالتأكيد تحب الله فلماذا تغضبه ؟ لأنك إذا لم تستغفر فلن يرضى عنك ولن يدخلك جنته وسوف يضعك في النار " حتى يعلم أن هناك جنة مثلما أن هنالك ناراً دئماً تحاول بعض الأمهات أن تبحث عن أقوى الأشياء رعباً لتعديل سلوك أطفالها والحد من شقاوتهم .

قد تتشابه المشاعر ولكن منها الأولوية على الأخر .. والبداية منه والأساس الذي لا يحيد عنه !! لا يكفي أن تزرع في أبنائها الخوف وحده فهناك ما قبله .. الحب دافع للخوف فمحبة طفلك له سبحانه تقربه من طاعته والبحث عن رضاة لاتباع أوامره .. والسير على ما شرعه الله للبشرية من شرائع جمة .

حتى في حياتنا اليوميه ومشاهدها المتكرره .. حتى في أبسط الأشياء وأقلها .. كأن تأمر طفلها بإحضار شيء لها تربطه أولاً بالتهديد والوعيد ..( أحضره وإلا ضربتك !!) ما الضير لو استبدلت بها ( أحضره يا بطل .. أعرف أنك مطيع لذلك سأكافئك ) أسلوب التحبيب بشيء والتشجيع أسلوب أمثل لإثارة بقية المشاعر وتوالدها .

هي البداية التي لا نحيد عنها فنتجاوزها لما بعدها ، فهل نعي ذلك ونتدارك ما بقي لنا أن نتداركه ؟