بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » .. ( " كيف نختلف " مع وجود النص !! ) ..وتدني لغة الحوار

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 04-04-2008, 05:48 PM   #1
أبوثامر
عـضـو
 
صورة أبوثامر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
البلد: -- القلب بيتك وأنت وحدك سكنها --
المشاركات: 1,149
.. ( " كيف نختلف " مع وجود النص !! ) ..وتدني لغة الحوار

.. " ولايزالون مختلفين " ..
الشيخ «العودة» في كتابه الجديد ركز على الحوار مع «العقل المسلم»، محاولاً إعادة صياغة منهجية التفكير التي تحكم تعامله مع قضية الاختلاف، وما يتعلق بها من إشكالات وتعقيدات، كما يناقش «د. العودة» مفهوم الاختلاف وأسباب نشأته وآدابه، وحدود الخلاف المقبول، ومتى يصبح الاختلاف مذموماً، ويجب الإقلاع عنه.
ويبدأ الدكتور «العودة» الكتاب بمصارحة قارئيه، الحالمين بيوم ينتهي فيه أي خلاف أو اختلاف بين الأمة، بتأكيد على أن «الخلاف باق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فلا تحلم بأن الناس سيتفقون بأي صيغة من صيغ الاتفاق إطلاقاً». ويستمر المؤلف في التأصيل لحتمية الخلاف بصفته «قدراً واقعاً» نافياً ما يتوهمه البعض من «أن كثرة العلم والتدين قد تكون سبباً في زوال الخلاف، فخفف من ظنك، لأنك ستجد أعلم الناس، وأفهمهم للكتاب والسنة، وأكثرهم إخلاصاً، وأبعدهم عن الهوى قد حصل بينهم اختلاف».
وإذا الحال هكذا، فإنه على المسلم ألا ينزعج أو ينفعل إذا وجد الخلافات التي تؤذي قلبه، «فمن لطف الله ورحمته أن بين لنا أن هذا واقع لا محالة، حتى لا نتأذى به، وحتى لا نعجز عن التكيف مع الواقع وفهمه».

»كيف نختلف»،

يفتتحه الدكتور سلمان العودة بالتشديد على أهمية التزام المسلم بأدب الخلاف والحوار، وهو ما يستلزم بالضرورة وضع آليات لإدارة أي خلاف ينشأ بين المسلمين، أفراداً أو جماعات. وحتى لا تصبح هذه الآداب والآليات مجرد كلام نظري، يدعو المؤلف إلى تدريس أدب الخلاف في مدارسنا وجامعاتنا، ومساجدنا، وتدريب الشبان والفتيات على ممارسته عملياً، ليتحول إلى عادة وعبادة في الوقت ذاته».
ويضرب الشيخ «العودة» مثالاً عملياً على غياب تلك الآداب والآليات بما يحدث في ساحات الحوار على «الإنترنت»، ملخصاً مساوئها في: إثارة نزعة المفاصلة والمقاصلة، فإن لم تكن معي فأنت ضدي، وتحول النقاش من بحث الموضوع إلى تجريح الأشخاص، وتدني لغة الحوار لتصبح نوعاً من السب والشتم، القعقعة اللفظية لصنع انتصارات وهمية، والأحادية وتوهم احتكار الصواب، والتعامي عن الحق اتباعاً لهوى النفس، والتسطيح والتبسيط، ووصم كل ما نجهله بالخطأ.

أخلاقيات إدارة الحوار

ومنها: عدم التثريب بين المختلفين، فلست بأصدق إيماناً بالضرورة، ولا أوسع علماً ولا أرجح عقلاً، والتزام الإنصاف وهو أن تنزل الآخرين منزلة نفسك في الموقف، واستعمال الصبر والرفق والمداراة، واحتمال الأذى ومقابلة السيئة بالحسنة، وعدم التعصب. وفي ما يتعلق بالإنصاف، فإن الشيخ «العودة» يضبطه بمعايير عدة، وهي: أن ما ثبت بيقين لا يزول إلا بيقين، وأن الخطأ في الحكم بالإيمان أهون من الخطأ في الحكم بالكفر، وأنه لا تأثيم ولا هجران في مسائل الاجتهاد، والتحفظ عن تكفير فرد بعينه أو لعنه، وأن أخطاء العلماء لا تقدح في إمامتهم وعلمهم، وأن من الإنصاف أن تقبل ما لدى خصمك من الحق والصواب، حتى لو كان مبتدءاً، بل حتى لو كان كافراً.
وإذا كانت أخلاقيات الخلاف تمنع انحرافه وتميز ما بين المحمود والمذموم منه، فإن الوصول بالخلاف إلى بر الأمان وجعله خلافاً بناءً وإيجابياً يتطلب نوعاً من الإدارة، وهو ما بات علماً يدرس وتصنف فيها آلاف الكتب. ويضع الشيخ سلمان العودة لإدارة الخلاف ضوابط عدة، وهي: الاعتصام بالكتاب والسنة، والحوار والمجادلة بالتي هي أحسن، ومنح الناس فرصة التعبير عن آرائهم في الهواء الطلق، فإنه في الهواء الطلق تموت الأفكار المنحرفة، كما أنه بالخيار يمكن ترويض المتوحشين والمشاكسين. ومن ضوابط إدارة الخلاف أيضاً التزام الشورى، ومنح الناس فرصة المشاركة في صياغة حاضرهم ومستقبلهم، وعلى الأخص في ما يتعلق بالشباب، إضافة إلى تفعيل دائرة المتفق عليه مع إخضاع ذلك للمصلحة والاجتهاد في ضوء تغير الأحوال، كما تتطلب إدارة الخلاف تشجيع الاجتهاد، وتوفير مناخ الحرية الشرعية الذي يحفز العقول على النمو والإبداع، ولا يتم ذلك إلا بتشجيع النقد البناء والمراجعة الهادفة للأوضاع والموروثات، وكل ذلك يحتاج - بدوره - إلى جو من الفهم الصحيح والوضوح والمكاشفة.

يشير المؤلف كذلك إلى أن الحديث أو النص تختلف دلالته من عالم إلى آخر، فهناك نصوص قطعية الدلالة لا يمكن أن يختلف اثنان في فهمها، وهناك نصوص ظنية الدلالة تحتمل أكثر من معنى، وهذا يفتح باب الاختلاف بين العلماء. وإذا كانت الأسباب السابقة تعد اسباباً موضوعية لاختلاف العلماء فان الاختلاف قد ينتج أيضاً عن الهوى والتعصب، وهو أمر يصيب بعض المنتسبين للعلم والفقه، كما أن تباين الظروف والأحوال واختلاف قدرات العلماء وتفاوت الفهم والذكاء تؤدي بالتبعية لاختلاف الآراء، فضلاً عن أن العالم نفسه قد تنمو لديه مساحات الوعي والخبرة، ما يدفعه لإعادة النظر في اجتهاداته القديمة ومخالفتها، والإمام الشافعي أشهر من فعل ذلك.
ويخصص المؤلف الباب الأخير من الكتاب لتوضيح الحدود الفاصلة بين الاختلاف المحمود والمذموم، إذ ينبه لضرورة التمييز بين التفرق والاختلاف فالتفرق مذموم بإطلاق، فلا يقع إلا في مقام الذم، أما الاختلاف فليس كذلك، بل قد يأتي في مقام العذر وعدم المؤاخذة وقد يقع ممدوحاً أحياناً.ويختتم الشيخ الدكتور سلمان فهد العودة كتابه بنصيحة لإدارة أي اختلاف والوصول به إلى بر الأمان، فينقل عن بعض الباحثين قوله: »إن أفضل وسيلة للاتفاق مع مفارقك أو مخالفك هي أن تضع نفسك في موضعه، وتحاول أن تجعل من نفسك محامياً عن قضيته، وتطل من الزاوية التي يطل هو منها».

.. نقلا عن جريدة الحياة مع بعض التعديل
أقول :
كم نحن بحاجة لمثل هذا الكتاب في هذا الزمان لأن الإختلاف أصبح حتى في البيت الواحد
فشكرا ياشيخ

آخر من قام بالتعديل أبوثامر; بتاريخ 04-04-2008 الساعة 05:51 PM.
أبوثامر غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 08:42 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)