كل مهيوب محترم , وكل محبوب مجترأ عليه , فخير للحاكم أن يكون مهيوبًا بدلاً من أن يكون محبوبًا , فالمحبوب يُستغفل , وربما يلتمس المخطئ حين المواجهة ألف عذر وعذر .
من يلاحظ في أيامنا هذه كثرة الاختلاسات من أصحاب المساهمات , وانهيار لسوق المال , وارتفاع الأسعار ارتفاعًا جنونيًا , وغير ذلك , فإن كل ذلك عائد إلى أن الإعلام صوّر الملك عبد الله بأنه محبوب , وكثير من الناس لا يحترمون المحبوب , وإنما يحترمون المهيوب , فإن من أمن العقوبة أساء الأدب , وما رأينا محبوبًا يعاقب , وإنما يحنو ويرأف .
منذ القدم والتأريخ شاهد على أن الناس لا يضبطهم إلا الحزم , أما التعامل بالحب والمشاعر الإنسانية فلا يستقيم له حال , فالحكم عقيم , والمجرم ينظر إلى العقاب قبل فعل الجريمة .